المرض الأكثر شيوعاً لدى النساء في سن الإنجاب.. ما هو تليف الرحم؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/02 الساعة 21:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/02 الساعة 21:05 بتوقيت غرينتش
iStock تليف الرحم

يعتبر تليُّف الرحم مرضاً شائعاً لدى النساء اللواتي أصبحن في سن الإنجاب، وعلى الرغم من أنه عبارة عن أورام ليفية فإن هذه الأورام ليست سرطانية وقد لا تكون لها أعراض بارزة، إذ غالباً ما يتم اكتشافها عن طريق المصادفة ولا تؤدي إلى مضاعفات إلا في حالات معينة. 

ما هو تليف الرحم؟ 

تليُّف الرحم، أو الأورام الليفية الرحمية هي أورام غير سرطانية تصيب الرحم، وغالباً ما تظهر بعد الإنجاب. 

مع ذلك، لا ترتبط الأورام الليفية الرحمية، التي تُسمى أيضاً باسم الورم العضلي الأملس أو الأورام العضلية، بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الرحم، وفي الغالب لا تتحول إلى سرطان أبداً.

وتتراوح أحجام الأورام الليفية ما بين الأورام الصغيرة جداً والتي تكون بحجم البذرة، التي لا يمكن رؤيتها بالعين البشرية، وما بين كتل ضخمة يمكن أن تشوه الرحم وتتسبب في توسعه. 

ويمكن أن يظهر لدى المريضة ورم ليفي واحد أو عدة أورام ليفية. وفي الحالات القصوى، يمكن للأورام الليفية المتعددة توسيع الرحم لدرجة أن يصل إلى القفص الصدري مسبباً زيادة الوزن.

هل تليف الرحم مرض شائع؟ 

تُصاب العديد من النساء بالأورام الليفية الرحمية في وقت ما خلال حياتهن. ولكنك قد لا تدرك المرأة أنها مصابة بتليف الرحم، لأن هذه الأورام الليفية لا تسبب أي أعراض غالباً. 

قد يكتشف الطبيب الأورام الليفية بالصدفة في أثناء فحص الحوض أو إجراء تصوير فوق صوتي خلال الحمل، وفقاً لما ورد في موقع mayoclinic.

iStock\ تليف الرحم
iStock\ تليف الرحم

أعراض تليف الرحم 

كما سبق أن ذكرنا، معظم المصابات بالورم الليفي لا تظهر لديهن أي أعراض. وإن ظهرت أعراض، فهذا يتوقف على مكان الأورام الليفية وحجمها وعددها.

تشمل أكثر العلامات والأعراض شيوعاً لدى النساء اللواتي والتي قد تظهر عليهن: 

  • نزف الدم الغزير خلال الحيض.
  • امتداد فترة الحيض لأكثر من أسبوع.
  • ضغط أو ألم في الحوض.
  • كثرة التبوُّل.
  • تفريغ صعب للمثانة.
  • الإمساك.
  • ألم في الظهر أو الساقين.

نادراً ما يسبب الورم الليفي ألماً حادّاً، وتُقسَّم الأورام الليفية في العموم حسب مكانها. تنمو الأورام الرحمية الداخلية داخل جدار الرحم العضلي. بينما تنتفخ الأورام الرحمية تحت المخاطية داخل تجويف الرحم. 

متى يجب مراجعة الطبيب

يجب زيارة الطبيب إذا كان لديكِ:

  • ألم في الحوض لا يزول.
  • دورات حيضيَّة غزيرة أو لمدة طويلة أو مؤلمة.
  • تبقيع أو نزيف بين الدَّورات الحيضيَّة.
  • صعوبة في إفراغ المثانة.
  • انخفاض تَعداد خلايا الدم الحمراء بشكل غير مبرر (فقر الدم).

كذلك يجب زيارة الطبيب فوراً إذا أُصبتِ فجأة بنزيف مهبلي شديد أو ألم حاد بالحوض.

Shutterstock\تليف الرحم
Shutterstock\تليف الرحم

أسباب تليف الرحم

لا يعرف الأطباء سبباً محدداً للإصابة بالأورام الليفية الرحمية، إلا أن الأبحاث والتجارب السريرية تُشير إلى العوامل التالية:

  • التغيُّرات الوراثية. تنطوي الكثير من الأورام الليفية على تغيرات في الجينات تختلف عن تلك الموجودة في خلايا العضلات الرحمية الطبيعية.
  • الهرمونات. تظهر الدراسات أن هرمونَي الإستروجين والبروجسترون -وهما الهرمونان اللذان يحفزان نمو بطانة الرحم أثناء كل دورة حيض استعداداً للحمل- يزيدان نمو الأورام الليفية.
    إذ تحتوي الأورام الليفية على مستقبلات لهرمونَي الإستروجين والبروجسترون أكثر من الموجودة في خلايا عضلات الرحم الطبيعية، وتميل الأورام الليفية إلى الانكماش بعد سن الإياس، ويرجع السبب إلى انخفاض إنتاج الهرمونات.

ويعتقد الأطباء أن الأورام الليفية الرحمية تنجم عن إصابة إحدى الخلايا الجذعية في الأنسجة العضلية الملساء للرحم (عَضَلُ الرَّحِم‎). إذ تنقسم الخلية الواحدة بشكل متكرِّر؛ مما يخلق في النهاية كتلة مطاطية صُلبة مختلفة عن الأنسجة القريبة المجاورة.

تتباين أنماط نمو الأورام الليفية الرحمية، فمنها ما ينمو ببطء ومنها ما ينمو بسرعة، أو ربما تبقى بالحجم نفسه. تمر بعض الأورام الليفية بمرحلة من طفرات النمو، وقد يتقلص بعضها تلقائياً.

يتقلص كثير من الأورام الليفية التي كانت موجودة في أثناء الحمل أو تختفي بعده مع عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي.

iStock\ تليف الرحم
iStock\ تليف الرحم

عوامل الخطر

هناك عدد قليل من عوامل الخطر المعروفة التي تُسبِّب الإصابة بالأورام الليفية الرحمية. تتضمَّن العوامل التي يُمكن أن يكون لها تأثير على الإصابة بالورم الليفي ما يلي:

  • العِرق. على الرغم من أن كل النساء في سن الإنجاب يمكن أن يُصَبن بأورام ليفية، فإن النساء ذوات البشرة السمراء أكثر عرضة للإصابة بالأورام الليفية من النساء اللاتي ينتمين لمجموعات عِرقية أخرى. علاوة على ذلك، تُصاب النساء ذوات البشرة السمراء بالأورام الليفية في سن مبكرة، ومن المُحتمل أن يُصبن بأورام ليفية بمعدَّل أعلى أو بحجم أكبر، إلى جانب تعرضهن لأعراض أكثر حدة.
  • الوراثة. إذا أصيبتْ والدتكِ أو أختكِ بالأورام الليفية، فأنتِ معرَّضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بها.
  • عوامل أخرى. يؤدي بدء الحيض في سن مبكرة، والسمنة، ونقص فيتامين D، واتباع نظام غذائي غني باللحوم الحمراء ويحتوي على قدر أقل من الخضراوات الخضراء والفاكهة والحليب ومشتقاته، إلى زيادة خطورة الإصابة بالأورام الليفية.
Shutterstock\تليف الرحم
Shutterstock\تليف الرحم

مضاعفات تليف الرخم

على الرغم من أن الأورام الليفية الرحمية في الغالب ليست خطيرة، فإنها قد تتسبب في الشعور بعدم الراحة، وقد تؤدي إلى حدوث مضاعفات مثل انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء (فقر الدم)؛ ممَّا يسبب الشعور بالإرهاق بسبب فقدان الدم بكثافة. 

الحمل وتليف الرحم

عادةً، لا تعيق الأورام الليفية حدوث الحمل. ومع ذلك، من المحتمل أن الأورام الليفية- خاصةً الأورام الليفية تحت المخاطية- يُمكن أن تُسبِّب العقم أو فقدان الحمل.

قد تزيد الأورام الليفية أيضاً من خطر حدوث بعض مضاعفات الحمل، مثل انفصال المَشيمة وتقييد نمو الجنين والولادة المبكرة.

الوقاية من تليُّف الرحم

على الرغم من استمرار الباحثين في دراسة أسباب الأورام الليفية، لم يتوافر لهم سوى قليل من الأدلة العلمية بشأن كيفية الوقاية منها. وفي الواقع قد لا تكون الوقاية من الأورام الليفية الرحمية ممكنة.

مع ذلك، يمكن تقليل مخاطر الإصابة بالأورام الليفية باتباع خيارات نمط حياة صحي، مثل الحفاظ على وزن صحي وتناوُل الفاكهة والخضراوات.

تشير بعض الأبحاث أيضاً إلى احتمالية ارتباط استخدام موانع الحمل الهرمونية بانخفاض خطورة الإصابة بالأورام الليفية. 

علامات:
تحميل المزيد