الرباط الصليبي، إصابة كرة قدم شهيرة، عانى الكثير من اللاعبين على مر السنين منها، وفي الوقت الذي يمكن للاعبين العلاج منها بعد وقت طويل، فإنها كانت تنهي مسيرة اللاعبين في الماضي.
في حين لا تقتصر إصابة الرباط الصليبي على لاعبي كرة القدم وحسب، رغم أنها أخذت شهرتها من الملاعب الخضراء، لأنها أيضاً قد تصيب لاعبي رياضات أخرى مثل كرة السلة والرجبي والرياضات الأخرى التي تحتاج جهداً بدنياً كبيراً.
ما هو الرباط الصليبي؟
إصابة الرباط الصليبي هي تمزق أو التواء في الرباط التصالبي الأمامي، وهو أحد الأربطة النسيجية القوية التي تربط عظمة الفخذ بقصبة الساق (الظنبوب).
وتشيع إصابات الرباط التصالبي الأمامي أثناء ممارسة الرياضات التي يحدث فيها توقف مُفاجئ أو تغيرات في الاتجاه والقفز والهبوط، مثل كرة القدم، وكرة السلة، وكرة القدم، والتزلج على المنحدرات.
يسمع أو يشعر العديد من الأشخاص "بفرقعة" في الركبة عند حدوث إصابة الرباط الصليبي الأمامي، وقد تتورم الركبة، أو تشعر بعدم الاتزان ويصبح من المؤلم جداً تحمل الوزن، وفقاً لما ذكره موقع Mayo Clinic الطبي الأمريكي.
وبِناءً على شدة إصابة الرباط الصليبي، قد يشمل العلاج الراحة وتمارين التأهيل لمساعدتك على استعادة القوة والاتزان، أو الخضوع لعملية جراحية لاستبدال الرباط المُمزق يَلِيها الخضوع لإعادة التأهيل.
وقد يساعد برنامج التدريب المناسب على التقليل من خطر الإصابة بالرباط الصليبي.
أعراض الرباط الصليبي
تشمل علامات إصابة الرباط التصالبي الأمامي وأعراضه غالباً ما يلي:
- صوت "فرقعة" مرتفع أو الإحساس بفرقعة في الركبة.
- ألم شديد وعدم القدرة على مواصلة النشاط.
- تورم سريع.
- فقدان نطاق الحركة.
- الشعور بحالة من "عدم الثبات" أو "الانهيار" عند محاولة تحمل وزن.
أسباب إصابة الرباط الصليبي
الأربطة هي أشرطة قوية من الأنسجة تربط العظام بعضها ببعض. الرباط التصالبي الأمامي هو أحد الرباطين اللذَين يمران بمنتصف الركبة، وهو يربط عظم الفخذ بعظم الساق (الظنبوب)، ويساعد على ثبات مفصل الركبة.
عادةً تحدث إصابات الرباط التصالبي الأمامي أثناء ممارسة الرياضة أو أنشطة اللياقة البدنية التي يمكن أن تجهد الركبة، وتشمل ما يلي:
- التباطُؤ فجأة وتغيير الاتجاه (قطع الحركة).
- الاستدارة مع تثبيت القدمين على الأرض بإحكام.
- الهبوط برعونة بعد القفز.
- التوقف فجأة.
- تلقي ضربة مباشرة في الركبة أو اصطدامها، مثل العرقلة أثناء لعب كرة القدم.
غالباً ما يكون هناك تمزق جزئي أو كامل للنسيج في حالة تضرر الرباط وقد تسبب الإصابة البسيطة تمدد الرباط دون تمزق.
عوامل خطر الرباط الصليبي
يوجد عدد من العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بالرباط التصالبي الأمامي، وتشمل ما يلي:
- أن تكوني أنثى، ويرجع السبب في ذلك إلى الاختلافات في تشريح الإناث، وقوة العضلات، والتأثيرات الهرمونية.
- ضعف التحمية قبل ممارسة الرياضة.
- استخدام أنماط حركية خاطئة مثل تحريك الركبتين للداخل أثناء القرفصة.
- ارتداء أحذية لا تناسب مقاس القدم.
- استخدام معدات رياضية بدون صيانتها بطريقة صحيحة، مثل روابط التزلج التي لا تُضبَط بطريقة صحيحة.
- اللعب على ملاعب العشب الاصطناعي.
مضاعفات الرباط الصليبي
الأشخاص الذين يتعرضون لإصابة الرباط الصليبي الأمامي يكونون عرضة لخطر أكبر يؤدي إلى تطور الإصابة بالفُصال العظمي في الركبة، قد يحدث التهاب المفاصل حتى إذا كنتَ قد أجريتَ جراحة لإعادة تكوين الأربطة.
ويُحتَمَل أن تؤثر عوامل عديدة على خطر الإصابة بالتهاب المفاصل، مثل شدة الإصابة الأصلية، ووجود إصابات ذات صلة بمفصل الركبة، أو مستوى النشاط عقب العلاج.
علاج قطع الرباط الصليبي
يمكن أن يساعد التمرين والتدريب المناسبان في الحد من مخاطر إصابة الرباط التصالبي الأمامي.
يمكن لطبيب الطب الرياضي أو اختصاصي العلاج الطبيعي أو المدرب الرياضي أو غيره من المتخصصين في الطب الرياضي توفير التقييم والتعليمات والملاحظات التي يمكن أن تساعدك في تقليل المخاطر.
تشمل البرامج التي تساعد في الحد من إصابة الرباط التصالبي الأمامي:
- تمارين لتقوية العضلات الأساسية- بما في ذلك الوركان والحوض وأسفل البطن- بهدف تدريب الرياضيين حتى يتجنبوا تحريك الركبة إلى الداخل خلال تمرين القرفصاء.
- التمارين التي تُقوي عضلات الساق، وبخاصة تمارين العضلات المأبضية، لضمان تحقيق توازن كلي في قوة عضلات الساق.
- التمرين والتدريب اللذان يركزان على الطريقة السليمة ووضع الركبة عند القفز والهبوط من القفز.
- التدريب على تحسين الأسلوب المتبع عند إجراء الحركات المحورية وحركات القطع.
كما قد يُساعد التدريب على تقوية عضلات الساقين والوركين والعضلات الأساسية- بالإضافة إلى التدريب على تحسين أساليب القفز والهبوط وعلى منع حركة الركبة إلى الداخل- على تقليل ارتفاع خطر الإصابة بالرباط التصالبي الأمامي لدى السيدات الرياضيات.
عملية الرباط الصليبي
دون أدنى شك فإن الإصابة بالرباط الصليبي تحتاج إلى تدخل جراحي بعد فترة من الحصول على علاج طبيعي، ويتم من خلالها إعادة بناء الرباط التصالبي الأمامي من خلال استبداله.
وفي عملية إعادة بناء الرباط التصالبي الأمامي، تتم إزالة الرباط الممزق واستبداله بمجموعة من الأنسجة التي تربط العضلة بالعظمة (الوتر)، وتُؤخذ رقعة الوتر من جزء آخر من ركبتك، أو من متبرع متوفى.
وعملية إعادة بناء الرباط التصالبي الأمامي لن تحتاج معها إلى المبيت في المستشفى، ويجريها لك طبيب متخصص في الإجراءات الجراحية للعظام والمفاصل (جرَّاح عظام).
كيف تستعد لعملية الرباط الصليبي؟
قبل إجراء الجراحة، ستخضع غالباً إلى العلاج الطبيعي لعدة أسابيع.
والهدف قبل العملية هو تقليل الألم والتورم، واستعادة نطاق الحركة الكامل لركبتك، وتقوية عضلاتك، فمن الممكن ألا يستعيد الأشخاص الذين يخضعون إلى الجراحة بركبة متيبسة أو متورمة نطاق الحركة الكامل بعد الجراحة.
وتُجرى عملية إعادة بناء الرباط التصالبي الأمامي دون مبيت في المستشفى، لذا ستتمكن من العودة إلى المنزل في اليوم نفسه.
متى أمشي بعد عملية الرباط الصليبي؟
عندما يتعلق الأمر بإعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي، فإن السؤال الشائع الذي يطرحه المرضى غالباً هو متى يمكنك المشي بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي؟
ووفقاً لما ذكره موقع Acl Injury Recovery الطبي، فإنه بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي، من المحتمل أن تعاني من تورم وألم في ركبتك، مما سيحد من مقدار الضغط الذي يمكنك تطبيقه على الساق المصابة.
نتيجة لذلك، سيحتاج غالبية المرضى إلى مساعدة العكازات للمشي بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي في المقام الأول.
سيشجعك معظم الجراحين على بدء المشي في اليوم الأول بعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي وأخذ نفس القدر من الوزن المريح عادة بمساعدة العكازات.
من المهم محاولة المشي بشكل طبيعي واكتساب الوزن بقدر ما تشعر بالراحة. للمشي بشكل طبيعي، قم بضرب الأرض بكعبك وقفل ركبتك عند الاصطدام بالأرض.
في غضون الأسابيع القليلة الأولى بعد جراحة إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي، حاول تحسين المشي تدريجياً كل يوم:
- ابدأ باستخدام عكازين بعد الجراحة وخذ نفس الوزن الذي تشعر أنه مريح.
- حاول المشي بشكل طبيعي باستخدام العكازات عند الحاجة.
- قم بزيادة حمل الوزن تدريجياً أثناء المشي بمستوى مريح باستخدام العكازين طالما شعرت أنك في حاجة إليها.
- قد تحتاج إلى عكازات للمشي لمدة لا تزيد عن يومين أو أسبوعين.
- التقدم الجيد هو مجرد استخدام العكاز الواحد في اليد المعاكسة، عندما تكون مستعداً للتقدم من استخدام عكازين.
- الخطوة التالية هي المشي بدون عكازات. حاول أن تقفل ركبتك وتقلص عضلات الفخذ عندما تخطو، سيساعد ذلك في تطوير القوة والتحكم في ركبتك المصابة.
لاعبون عادوا إلى الملاعب بعد الإصابة بالرباط الصليبي
قبل نحو 3 عقود، كانت إصابة الرباط الصليبي الأمامي تنهي مسيرة اللاعبين لأنها تجعل اللاعب ينقطع عن الملاعب لعدة أشهر، وأيضاً تأثيرها الكبير على أدائه، لكن اليوم وبفضل تنظير المفاصل والتقنيات الجراحية المتطورة، أصبح معظم الرياضيين قادرين على العودة إلى ممارسة الرياضة.
فيما يلي أشهر لاعبي كرة القدم الذين أصيبوا بانقطاع في الرباط الصليبي ولكنهم عادوا إلى الملاعب أقوى مما قبل.
1- روي كين
كان مانشستر يونايتد بدون لاعب خط الوسط المؤثر روي كين طوال موسم 1997/98 تقريباً بعد أن أصيب في الرباط الصليبي أثناء محاولته التعامل مع اللاعب إينغ هالاند من ليدز يونايتد.
ومع ذلك، عاد لاعب الوسط المقاتل للفوز بالعديد من الألقاب مع الشياطين الحمر، بما في ذلك الثلاثية في 1998/99.
2- راداميل فالكاو
تعرض المهاجم الكولومبي راداميل فالكاو لضربة قوية في أوج عطائه بعد أن تمزق الرباط الصليبي أثناء لعبه مع موناكو في يناير/كانون الثاني 2014.
وأجبرت الإصابة فالكاو على التغيب عن كأس العالم وعانى خلال فترات الإعارة في إنجلترا مع مان يونايتد وتشيلسي.
ومع ذلك، عند عودته إلى موناكو، قادهم إلى دوري الدرجة الأولى الفرنسي في موسم 2016/17 برصيد 21 هدفاً في 29 مباراة، واستمر في تسجيل الكثير من الأهداف قبل التوقيع مع غلطة سراي في 2019.
3- زلاتان إبراهيموفيتش
انتهى موسم زلاتان إبراهيموفيتش الأول في مانشستر يونايتد في 2017 مبكراً عندما أصيب بالرباط الصليبي خلال مباراة في الدوري الأوروبي ضد أندرلخت البلجيكي.
وسجل المهاجم السويدي قبل إصابته 28 هدفاً في جميع المسابقات مع الشياطين الحمر، وساعده تعافيه السريع في الحصول على تمديد عقد لمدة عام مع النادي.
ولكن للأسف في مايو/أيار 2022، أصيب إبراهيموفيتش مرة أخرى بالرباط الصليبي رفقة ميلان الإيطالي.
4- آلان شيرر
كان المهاجم الآخر الذي تعرض للإصابة هو آلان شيرر، فقد أصيب صاحب القميص رقم 9 بالرباط الصليبي خلال ظهوره الأول مع بلاكبيرن روفرز، مما وضع نهاية مبكرة لموسم سجل فيه 16 هدفاً في 21 مباراة بالدوري.
وبعد شفائه، عاد شيرر إلى الإبداع، من خلال تسجيل 31 هدفاً في 40 مباراة في الموسم التالي وفاز بجائزة أفضل لاعب في كرة القدم في الدوري الإنجليزي.
كما واصل التسجيل بانتظام في نيوكاسل يونايتد وأنهى مسيرته كأفضل هداف في الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 260 هدفاً والذي لا يزال رقماً قياسياً حتى الآن.
5- ماركو رويس
تعرض ماركو رويس لاعب بوروسيا دورتموند لإصابة بالرباط الصليبي في 2017، جعلته يغيب عن الملاعب حتى 2018.
وعلى الرغم من أنه عاد لتمثيل نادي أسود الفيستيفاليا وسجل وصنع العديد من الأهداف لكنه استمر في التعرض للإصابات في العامين التاليين.
6- روبرتو باجيو
كانت هناك مخاوف من أن مسيرة روبرتو باجيو قد انتهت قبل أن تبدأ عندما كان في سن 18 بسبب تمزق الرباط الصليبي الأمامي وتمزق الغضروف المفصلي في ركبته اليمنى عندما كان يلعب مع نادي فيتشينزا.
وبعد عودة باجيو إلى الملاعب عاد بشكل أقوى ليفوز بالكرة الذهبية مع يوفنتوس عام 1993 ويمثل أيضاً ميلان وإنتر ميلان.
7- رود فان نيستلروي
كان من المقرر أن ينضم رود فان نيستلروي إلى مانشستر يونايتد في عام 2000 بعد تسجيله 29 هدفاً في 23 مباراة في الدوري الهولندي مع أيندهوفن في 1999/2000.
لكن الإصابة المدمرة قبل أيام من موعد الكشف عنه أفسدت هذه الخطوة، مع توقف فان نيستلروي عن الملاعب لمدة عام.
أصيب الهولندي بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي في ركبته اليمنى وكان انتقاله إلى أولد ترافورد متوقفاً
لحسن حظ المهاجم، كان السير أليكس فيرجسون لا يزال مهتماً به وتم إتمام الصفقة في الصيف التالي.
كافأ فان نيستلروي فيرجسون على إيمانه به بتسجيله 150 هدفاً في 219 مباراة.
8- أليساندرو ديل بييرو
أمضى المهاجم الإيطالي أليساندرو ديل بييرو عاماً سيئاً بعد إصابته بالرباط الصليبي في 1998.
كان ديل بييرو في ذلك الوقت، قد سجل 32 هدفاً لمساعدة يوفنتوس على الفوز بلقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي والوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم السابق.
لم يكن أبداً غزير الإنتاج أمام المرمى بعد الشفاء من الإصابة، لكنه قام بتكييف أسلوب لعبه للتعامل مع فقدان السرعة، وتحول إلى اللعب بالعمق.
بقي ديل بييرو في يوفنتوس لمدة 13 موسماً إضافياً وكان أيضاً جزءاً من المنتخب الإيطالي الذي فاز بكأس العالم في 2006.
9- تشافي
كان برشلونة بدون تشافي لجزء من موسم 2005/06 بعد أن أصيب بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي في ركبته اليمنى خلال جلسة تدريبية.
عاد في الوقت المناسب لمساعدة برشلونة على تحقيق لقب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا على أرسنال.
ضاع خمسة أشهر فقط من عودة سريعة للاعب خط الوسط وكان لائقاً لتمثيل بلاده في كأس العالم 2006.
وأثبت أن الإصابة لم تكن سوى إلهاء بسيط من خلال الاستمرار في الاستمتاع بمسيرة رائعة مع برشلونة وإسبانيا، والفوز بكل الألقاب الكبيرة الممكنة للنادي والمنتخب.
10- فيرجيل فان دايك
تعرض المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك لإصابة في الرباط الصليبي خلال لقاء ناديه ليفربول أمام إيفرتون في الدوري الإنجليزي، الأمر الذي أبعده أيضاً عن هولندا في بطولة يورو 2020.
وبعد انتهاء موسمه مع ليفربول استطاع النجم الهولندي العودة بشكل قوي في الموسم التالي، ساهم خلاله في منافسة ناديه بالدوري الذي ذهب في اللحظات الأخيرة إلى مانشستر سيتي.
كما كان سبباً رئيسياً في تأهل الطواحين الهولندية إلى مونديال قطر وتصدرها لمجموعتها في دوري الأمم الأوروبية 2022.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.