مع اقتراب موعد الولادة، تسمع النساء دائماً النصيحة التالية من كل المحيطين بها: "احرصي على المشي كثيراً، فهو يساعد في تحفيز المخاض"، لكن هل هذه الطريقة مجدية حقاً، ومتى يجب على النساء أن يبدأن بالمشي لتسهيل الولادة، وما هي المدة التي يجب أن يمشينها يومياً؟ إليكن ما ترغبن في معرفته:
المشي أثناء المخاض.. لماذا تُنصح به الحوامل؟
دعونا نتفق على الآتي أولاً: لا يحفز المشي المخاض تماماً، لكنه لا يزال مفيداً للغاية.
كما نعلم فإن المخاض هو بداية الانقباضات المنتظمة التي تؤدي إلى تغييرات في عنق الرحم استعداداً لعملية الولادة الطبيعية، وتزداد قوة هذه الانقباضات وعددها كلما اقتربت لحظة الولادة.
ووفقاً لستيلا ديفرانكو فيلد، وهي قابلة ومديرة طبية مساعدة بمركز ولادة في نورث كارولينا، لا يحفز المشي انقباضات المخاض، وهي عملية الشد والارتخاء الدورية لعضلة الرحم التي تساعد في نهاية المطاف، على دفع الطفل للخارج. ومع ذلك، قد يساعد المشي في تهيئة الجسم للولادة.
تقول ستيلا: "يمر الجسم بجميع أنواع التغييرات الممهدة لعملية الولادة في الأسابيع التي تسبق المخاض. يصبح عنق الرحم -على وجه الخصوص- أكثر ليونة وأقل سمكاً بحيث يمكن أن يتسع وتسقط السدادة المخاطية الموجودة في عنق الرحم، والتي تساعد على حماية الطفل من العدوى. ويساعد المشي عنق الرحم -الجزء السفلي من الرحم الذي يصل الرحم بالمهبل- على تحمُّل التغييرات اللازمة قبل الولادة".
وقالت ستيلا لموقع "Live Science" الأمريكي: "يعتبر المشي من التمارين الرياضية الرائعة المفيدة في الفترة الأخيرة من الحمل؛ لمساعدة الطفل على الاستقرار في الحوض. أعتقد أنَّ نصيحة المشي قبل الولادة لتحفيز المخاض تأتي من هذا المنطلق. قد يساعد ضغط رأس الطفل على عنق الرحم في إطلاق بعض البروستاغلاندينات لتهيئة الجسم للمخاض".
و"البروستاغلاندينات" هي مجموعة من الهرمونات التي تؤدي وظائف عديدة، من ضمنها مساعدة عنق الرحم على الاستعداد للولادة. عادةً ما يكون عنق الرحم متصلباً أثناء فترة الحمل؛ للاحتفاظ بالطفل في الداخل، وتعمل "البروستاغلاندينات" على تعزيز تليين عنق الرحم قبل المخاض؛ لتمكين الطفل من الانتقال إلى قناة الولادة.
وبناءً عليه، وبينما لا يؤدي المشي إلى تحفيز المخاض على الفور، قد يساعد في ترقيق عنق الرحم وتليينه، ومن ثمَّ إعداد الجسم للولادة والتقدُّم نحو عملية المخاض في وقت أقرب قليلاً مما كان متوقعاً.
متى يجب على النساء البدء بالمشي؟
مع حلول الأسبوع الـ40 من الحمل يصبح المشي مهماً؛ لتسهيل عملية الولادة.
ووفقاً لما ورد في موقع lamaze، فإن المشي يكون مهماً كذلك في الحالات التالية:
المخاض المبكر: عندما تكون الانقباضات متباعدة ومعتدلة، يساعد المشي على استمراريتها وقد يساعد في إحداث تقلصات أقوى وأقرب من بعضها.
قد يساعد المشي في المخاض المبكر على دفع المخاض بشكل أسرع قليلاً ليدخل مرحلة المخاض النشط (مع الانتباه إلى أن ذلك لا يحدث دائماً بالضرورة).
في معظم الأوقات، ستحتاجين إلى التوقف عن المشي أثناء الانقباض. من المهم ألا تُجهدي نفسك في المخاض المبكر عن طريق المشي من أجل "بدء المخاض". قد يكون الطريق أمامك طويلاً وتحتاجين إلى الحفاظ على الطاقة.
المخاض النشط (التمدد من 6-9 سم): في حالة المخاض النشط تكون الانقباضات أكثر حدة وتأتي بشكل متكرر. يمكن أن يساعد المشي أثناء المخاض النشط في تخفيف شدة المخاض، ويمكن أن يساعد في الحفاظ على تقدم المخاض عن طريق تحريك عظام الحوض، مما يساعد على وضع الطفل بشكل مناسب. قد لا تشعرين بالمشي أثناء المخاض النشط بقدر ما تشعرين به في بداية المخاض. حاولي أن تمشي لمسافات قصيرة بظهر مستقيم، حتى لو كان المشي فقط في حدود غرفة الولادة.