يلعب اللعاب دوراً مُهماً في الحفاظ على صحة الفم، مما يساعد على بناء والحفاظ على صحة الأنسجة الرخوة والصلبة في الفم، أما عندما ينخفض تدفقه يمكن أن يسبب مشاكل صحية في الفم مثل الجفاف وتسوس الأسنان والتهابات الفم المُتنوعة.
فما هو اللعاب، وما هي تركيبته، وما هي وظائفه وفوائده؟
ما هو اللعاب ومم يتكون؟
1- اللعاب هو سائل سميك عديم اللون وبرّاق، موجود باستمرار في فم الإنسان والفقاريات الأخرى، يتكوّن من الماء والمخاط والبروتينات والأملاح المعدنية والأميليز.
2- يتكون من 99% من الماء.
3- تحتوي نسبة 1% المتبقية من اللعاب على إنزيمات هضمية وحمض بولي وإلكتروليتات (بوتاسيوم، فوسفات، كالسيوم) وبروتينات مكونة للمخاط وكوليسترول.
4- يُفرَز اللعاب بشكل أساسي (نحو 90%) من الغدد اللعابية الرئيسية الثلاث المزدوجة، الغدد تحت الفك السفلي (نحو 65%)، والنكفية (نحو 20%) وتحت اللسان (نحو 5-7%).
5- يتراوح الإنتاج اليومي الطبيعي للعاب بين 0.5 و 1.5 لتر.
6- معدل تدفق اللعاب الكامل غير المحفز نحو 0.3-0.4 مل/دقيقة، وينخفض هذا المعدل إلى 0.1 مل/دقيقة أثناء النوم، ويزيد إلى نحو 0.5 إلى 0.4 مل/دقيقة أثناء الأكل والمضغ والأنشطة المحفزة الأخرى.
ما هي وظائف اللعاب؟
هناك وظيفتان رئيسيتان يقوم بهما اللعاب وهما: حماية الأنسجة الفموية وحول الفموية، وتسهيل عملية المضغ والكلام، ويتم ذلك من خلال مايلي:
ترطيب الفم: فهو يتكون من الماء والمواد الأخرى التي تعمل كمانع احتكاك وبذلك تحمي الأنسجة الفموية وتمنع تخربها.
التخفيف من السكريات المعقدة بعد تناول الطعام والشراب: حيث يحتوي اللعاب على أنزيم الأمليز الذي يساهم في تفكيك التركيبات المعقدة الى سكريات بسيطة يسهل امتصاصها.
مضاد للميكروبات ومنظف: بسبب احتوائه على أنزيم الليزوزيم الذي يعمل على محاربة البكتيريا ومنع نموها داخل الفم.
معادلة إنتاج الحمض والتحكم في درجة حموضة البلاك بالبيكربونات: إذ يقوم اللعاب بمعادلة درجة الحموضة للمحافظة على نسبته الطبيعية بالفم والتي هي 7 PH ، وبالتالي يحمي الأسنان من التسوس.
إعادة تمعدن المينا بالكالسيوم والفوسفات: يحتوي اللعاب على العديد من المعادن والأملاح التي تساهم في تقوية المينا ومحاربة النخر والتسوس، وتستمد مينا الأسنان قوتها من خلال حصولها على الكالسيوم والفوسفات الموجود في اللعاب.
منظف للفم للتخلص من بقايا الطعام: تساعد طبيعة اللعاب الرائقة والسيالة بتحريك بقايا الطعام العالقة وعدم بقائها بين الأسنان وبذلك يحمي الأسنان واللثة من المشاكل المرافقة والمحتملة.
تسهيل عملية المضغ والكلام: عن طريق تسهيل حركة الطعام داخل الفم وبلعه، إذ يؤمن اللعاب وجريانه داخل الفم ممر اللقم الطعامية للمضغ والبلع دون الإحساس بانزعاج والم.
هضم الطعام: فهو مسؤول عن هضم الطعام قبل وصوله للمعدة عن طريق الأنزيمات التي يحتويها والتي تفكك المركبات المعقدة وتساعد في هضمها.
حماية اللسان وحاسة التذوق: فهو يعمل كحاجز حماية يزلق الطعام فوق اللسان دون خدشه لوصول الطعام إلى الحليمات الذوقية والإحساس بمذاقها.
المساعدة في النطق الصحيح وسهولة الكلام: اللعاب بعمله كمزلق لأنسجة الفم المتحركة يساعد على حركة اللسان والشفاه دون صعوبة أو ألم.
فوائد لعاب الإنسان!
إضافة إلى ذلك، يتم استخدام اللعاب في الاختبارات التشخيصية مثل:
1- الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا.
2- أعداد البكتيريا والخميرة والفيروسات في اللعاب تشير إلى نشاط تسوس الأسنان وتغيير الاستجابات المناعية.
3- العديد من الاختبارات التشخيصية لأمراض الفم.
4- التوازن الهرموني للتعرف على المنشطات والهرمونات الجنسية.
ماذا لو انخفض إنتاج اللعاب في فمي وجفّ!
أكثر اضطرابات الغدد اللعابية شيوعاً هي جفاف الفم، وهو الشعور الذاتي بالجفاف في جميع أنحاء الفم وانخفاض إنتاج اللعاب بشكل كبير.
تميل أهمية الغدد اللعابية واللعاب بالحالة الطبيعية بمرور اللعاب ضمن القنوات الخاصة وإفرازه ضمن الفم دون أن نشعر به أو نلاحظه، وحالما تتعطل إحدى الغدد اللعابية تبدأ المشاكل بالظهور من خلال الشعور بما يلي:
- العطش المستمر
- صعوبة في الكلام والأكل
- صعوبة في تذوق الأطعمة وابتلاعها
- تسوس الأسنان والتهابات الفم
- رائحة الفم الكريهة
- تورم في اللسان والأنسجة الفموية
جفاف الفم يصيب نحو 1 من كل 4 أشخاص أثناء النوم، إذ يكون معدل تدفق اللعاب في حده الأدنى.
أما الأشخاص الذين يشكون من جفاف الفم فليس بالضرورة أن يكون لديهم معدل تدفق منخفض للغاية؛ عكس ذلك، فإن أولئك الذين لديهم معدل تدفق منخفض غير محفز لا يشكون دائماً من جفاف الفم.
لذلك، من الأهمية تحديد ما إذا كان معدل التدفق قد تغير بشكل سلبي في فرد معين أم لا، وهذا ما يساعدك به طبيب الاسنان عند زيارته.
أسباب الجفاف وانخفاض تدفق اللعاب
يرجع انخفاض تدفق اللعاب إلى ضعف وظائف الغدد اللعابية أو انسدادها أو بسبب القلق أو العدوى الحادة أو الجفاف أو آثار بعض الأدوية.
هناك أيضاً بعض الأسباب الدائمة لجفاف الفم مثل:
- التشوهات الخلقية ومتلازمة سجوجرن.
- فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
- نتيجة تشعيع الرأس والرقبة.
- تناول بعض الأدوية وضمن ذلك مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ومضادات الهيستامين وبعض الأدوية الخافضة للضغط والأدوية ذات التأثيرات الودي مثل بعض موسعات الشعب الهوائية.
- التدخين.
في الماضي، كان هناك اعتقاد شائع بأن جفاف الفم وتدهور وظيفة اللعاب كانا نتيجة طبيعية بحتة للشيخوخة، في حين أنه من الصحيح أن اختلال وظائف الغدد اللعابية يعد أكثر انتشاراً بين كبار السن، حيث إن ضعف الغدد اللعابية ناتج عن مزيج من الشيخوخة بحد ذاتها وارتفاع معدل الإصابة بالأمراض المزمنة وزيادة استخدام الأدوية من قبل كبار السن، كلاهما يمكن أن يؤثرا على إنتاج اللعاب.
علاج جفاف الفم
- اشرب كثيراً من الماء البارد، خذ رشفات منتظمة خلال النهار واحتفظ ببعض الماء بجوار سريرك في الليل.
- قم بمص مكعبات الثلج أو مصاصات الثلج.
- امضغ علكة خالية من السكر أو مص الحلويات الخالية من السكر.
- استخدم مرطب الشفاه إذا كانت شفتاك جافتين أيضاً.
- اغسل أسنانك مرتين في اليوم واستخدم غسول الفم الخالي من الكحول.
- استخدام اللعاب الصناعي الذي يباع على شكل رذاذ أو سائل في الصيدليات.
لتجنب الإصابة بالجفاف عليك اتباع ما يلي:
- ابتعد عن الكحول وقلل من الكافيين مثل الشاي والقهوة أو المشروبات الغازية.
- لا تُكثر من تناول الوجبات التي تحتوي على حمضيات مثل الليمون أو الحارة ولا تُكثر من تناول الملح والسكر.
- ابتعد عن التدخين.
- لا تتوقف عن تناول الدواء الموصوف بدون الحصول على استشارة طبية أولاً، حتى لو كنت تعتقد أنه قد يكون سبباً لأعراضك، وأيضاً لا تتناول أدوية دون وصفة طبية واستشارة طبيبك والتحدث معه عن الأعراض الجانبية المحتملة للدواء.
ما هو السيلان اللعابي وكيف أتخلص منه؟
عكس الجفاف، فإن هناك حالة أخرى تسبب زيادة إفراز اللعاب "السيلان اللعابي"، والتي قد تكون مُشكلة تواجه العديد من الأشخاص مُسببة لهم الإحراج وعدم الراحة.
ويحدث ذلك بسبب زيادة في نشاط إحدى الغدد اللعابية مع صعوبة في السيطرة على عضلات الوجه؛ مما يؤدي إلى حدوث ما يسمى بالسيلان اللعابي.
وقد يكون فرط اللعاب مؤقتاً أو مزمناً بحسب السبب، على سبيل المثال، إذا كنت تتعامل مع عدوى، فقد ينتج فمك مزيداً من اللعاب؛ للمساعدة في طرد البكتيريا، فيما يتوقف إفراز اللعاب عادة بمجرد علاج العدوى بنجاح.