من المحتمل أنك تعرف أن التخلص التدريجي من تناول السكريات هو فكرة جيدة، لكنّ احتمالية إجراء مثل هذا التغيير الضخم في النظام الغذائي يكفي لإخافة أي شخص.
ماذا يحدث للجسم عند التوقف عن تناول السكر؟
يقول الدكتور آلان سميث، مؤلف كتاب Blast the Sugar Out إنه من المفيد حقاً معرفة ما يمكن توقعه خلال فترة التوقف عن تناول السكر، لأنّ النتيجة النهائيّة جيّدة جداً.
وأضاف سميث، وفقاً لما ذكره موقع Well+Good، أنّه لا أحد يستطيع تقنياً "الإقلاع عن السكر"، لأنه الوقود الذي تعمل به أجسامنا ويتواجد في الكثير من الأطعمة الصحية، بما في ذلك الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
وتابع: "بدلاً من ذلك، يتعلق الأمر بتعلم كيفيّة تناول الأشياء الحلوة باعتدال، لأنه حتى لو كنت تعتقد أن نظامك الغذائي صحي، فمن المحتمل أنك تحصل على المزيد من السكر أكثر مما ينبغي".
في حين أن هناك الكثير من الطرق للتخلص من هذه العادة- تخفيف تناول السكر على مدار 5 أسابيع، وتقليل استهلاكك بحوالي 20% كل أسبوع.
بحلول النهاية ستكون قد خفضت حوالي ثلثي متوسط تناول السكر من وقت البدء.
وطالما بقيت تحت المدخول اليومي الموصى به وهو 25 غراماً في معظم الأيام، فلا يزال بإمكانك تناول الآيس كريم بين الحين والآخر.
الأسبوع الأول: توقع طاقة أقل و"انسحاب مؤقت"!
أولاً يجب عليك الاستعداد لأعراض الانسحاب خلال الأيام الـ3 إلى الـ5 الأولى، من تقليل السكر.
أول ما يلاحظه الناس هو أنهم يصابون عادة بالصداع، على غرار انسحاب الكافيين، كما أنهم يلاحظون أيضاً انخفاض مستويات الطاقة، بالإضافة إلى الضائقة المعدية المعوية.
ليس من الواضح تماماً سبب حدوث ذلك، لكن التخلي عن السكر يخلق تفاعلاً مشابهاً في الجسم مثل التخلص من الأدوية.
إذ تنخفض مستويات الدوبامين، بينما يرتفع الأسيتيل كولين، وهو ناقل عصبي ينظم إدراك الألم- ويقال إن هذه التركيبة الكيميائية مرتبطة بأعراض الانسحاب.
بغض النظر عن العلم، من المهم أن نتذكر أن هذه المرحلة مؤقتة فقط، أما إذا أصبح الأمر أكثر من اللازم، فإنه يوصى بتناول بعض الفاكهة للتخلص من الأعراض.
الأسبوع الثاني: تعود طاقتك، لكن الرغبة الشديدة في تناول السكر تستمر
بحلول الوقت الذي يبدأ فيه الأسبوع الثاني، من المحتمل أن يكون ضباب عقلك قد تلاشى، ومن المحتمل أنك استعدت الكثير من طاقتك.
لكن ربما لا يزال جسمك يتساءل أين ذهب كل السكروز.
في الأسبوع الثاني، يتحدث معظم الناس عن الرغبة الشديدة المتبقية بتناول السكر، صحيح أنهم تجاوزوا أعراض الانسحاب، لكنهم يفتقدون لأنواع معينة من المواد السكرية.
لمكافحة هذا، تأكد من تناول الكثير من البروتين والدهون الصحية والألياف مع كل وجبة، مما سيساعدك على الشعور بالشبع لفترة أطول، كما سوف تساعد الوجبات الخفيفة الصحية أيضاً.
الأسبوع الثالث: يجب أن ينتهي "سحب" السكر
أنت في منتصف اللعبة الآن، مما يعني أنك على الأرجح قد وصلت إلى مرحلة الاستقرار، لذلك فإن الأسبوع الثالث هو الوقت الذي تبدأ فيه حقاً في جني فوائد تلك الحياة منخفضة السكر.
في هذا الاسبوع لا يشعر الناس عادة بالرغبة الشديدة بتناول السكريات، ولا توجد أعراض، ويبدأون بفقدان الوزن، ذلك لأن السكر الزائد يتم تخزينه في الجسم على شكل دهون- وعندما يزول الفائض، يزداد الوزن أيضاً.
قد تجد أيضاً أن براعم التذوق لديك باتت شديدة الحساسية تجاه أي شيء حلو في هذه المرحلة، مما يجعل من السهل جداً رفض الكعك عندما يعبر طريقك.
الأسبوع الرابع: مستويات السكر لديك منخفضة، لكنك لم تشعر بتحسن أبداً
بعد شهر، تصبح اللعبة التي تلعبها بالغلوكوز عقلية أكثر منها بدنية، وبالتالي فإنّ الاسبوع الرابع، هو أسبوع "نفسي" بامتياز.
وبينما لا تزال تتناول بعض السكر، فإن الكمية التي تتناولها أقل من أي أسبوع من الأسابيع السابقة.
لهذا السبب، يجب أيضاً تفضيل الفواكه منخفضة نسبة السكر في الدم واختيار وجبات خالية من السكر المضاف قدر الإمكان.
الأسبوع الخامس وما بعده: حافظ على عاداتك في تناول كميات قليلة من السكر
الآن، من المحتمل أن تجد أن علاقتك بالسكر أكثر صحة مما كانت عليه عندما بدأت وتدرك أنك لم تعد بحاجة إلى السكر.
أنت تدرك أيضاً تأثير السكر مرة واحدة على جسمك، لأنك تشعر بالحيوية في الأسبوع الخامس.
للمضي قدماً، لا بأس من تناول بعض السكر هنا وهناك، ولكن التفكير في الأمر على أنه علاج، وليس دعامة أساسية لنظامك الغذائي.
ما الفائدة التي سنجنيها من توقف تناول السكر؟
حذف السكر من نظامك الغذائي يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتك، إذ يمكننا أن نشبه توقف الشخص عن تناول السكر بتأثيرات مشابهة لتلك التي تحدث عندما يتخلى الناس عن المخدرات.
الكثير من الناس قد يعانون من التعب أو الصداع أو حتى الشعور بالحزن أو الاكتئاب، ويعرف أيضاً باسم العلامات التي تدل على أن جسمك يتكيف مع المستويات المنخفضة الآن من الغلوكوز والدوبامين والسيروتونين.
إضافة إلى أن السكر يسبب التهاباً في الجلد، لذلك كلما قل تناول الطعام، أصبحت بشرتك أكثر نقاءً، وهناك أنواع معينة من الأطعمة السكرية التي قد تسبب حب الشباب؛ من بينها السكريات المصنعة.
كما أنّ الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر المكرر (مثل قطع الحلوى، والكعك، والبسكويت، وما إلى ذلك) يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مفرط في الإنسولين، مما يؤدي بدوره إلى حدوث التهاب في الجلد.
ونتيجة لذلك، تتلف المرونة والكولاجين- ما يجعل بشرتك تبدو ممتلئة- مما قد يؤدي إلى ظهور التجاعيد المبكرة وترهل الجلد وحب الشباب.
وبالتالي فإن تقليل تناول السكر سيساعدك في تحسين بشرتك عن طريق تقوية الإيلاستين والكولاجين وتقليل مستوى الالتهاب الموجود في بشرتك.
بالإضافة إلى ذلك فإن تقليل تناول السكر سيؤدي إلى تحسين الجودة العامة لنومك على المدى الطويل، وفي غضون أسابيع قليلة ستلاحظ أنك تنام في نوم أعمق، وذلك لأن الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات المكررة تقلل من درجة نوم الموجة البطيئة والنوم الترميمي الذي يعزز الذكريات والمعلومات المكتسبة طوال اليوم.
كما يقلل تناول كميات أقل من السكر من عدد المرات التي تستيقظ فيها أثناء الليل، ويحسن نوعية نومك بشكل عام.
فيما يمكن أن يساهم تناول كمية زائدة من السكر في زيادة الوزن.
وبالتالي عندما تقلل السكر أو تتخلص منه، فإن تخزين الدهون سينخفض ببطء، وستفقد بعض الوزن، ومع ذلك، فإن هذا يستغرق وقتاً، حيث يبدأ التأثير عادةً من أسبوع إلى أسبوعين.
لذلك إذا كنت تأمل في أن يؤدي حذف السكر من نظامك الغذائي إلى فقدان الوزن بشكل سريع وكبير، فننصحك بتناول المزيد من البروتين واتباع روتين تمارين منتظم يتضمن تمارين القلب.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.