يشير مصطلح المهق أو البرص عادةً إلى مجموعة من الاضطرابات الموروثة؛ حيث يكون إنتاج صبغة الميلانين قليلاً أو معدوماً.
ومعنى البرص في اللغة العربية البياض الذي يظهر في ظاهر بدن الإنسان بسبب المرض، وبرص الحية أي كان في جلدها لُمَع بياض.
يحدد نوع وكمية الميلانين التي ينتجها جسمك لون بشرتك وشعرك وعينيك. كما يلعب الميلانين أيضاً دوراً في تطوير الأعصاب البصرية، لذلك يعاني الأشخاص المصابون بالمهق من مشاكل في الرؤية بشكل رئيسي.
الأشخاص المصابون بالمهق حساسون أيضاً لتأثيرات الشمس، لذا فهم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد.
نستعرض في هذا التقرير تفاصيل أكثر عن مرض البرص وأسبابه وأنواعه وما هي طرق التعامل مع أعراضه.
أعراض البرص لها أكثر من شكل
وفقاً لموقع Medical News Today، تظهر أعراض المهق بأشكال مختلفة على الجلد والعين والشعر:
الأعراض الجلدية
العلامة الأكثر وضوحاً للمهق هي لون البشرة الفاتح. ولكن عند بعض الناس، تزداد مستويات الميلانين ببطء مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى تغميق لون البشرة مع تقدم العمر.
كما أن الأشخاص المشخصين بمرض المهق هم أكثر حساسية للشمس لذلك يعانون بشكل كبير من التصبغات مثل النمش والشامات، التي قد تكون مع أو بدون صبغة – الشامات التي لا تحتوي على صبغة تكون بشكل عام ذات لون وردي. بالإضافة إلى تعرضهم لخطر الإصابة بحروق الشمس بشكل أكبر.
الأعراض بالنسبة للشعر
يمكن أن يتراوح لون الشعر عند المصابين بالبرص من الأبيض جداً إلى البني. وقد يكون لدى الأشخاص المنحدرين من أصل إفريقي أو آسيوي الذين يعانون من المهق شعر أصفر أو محمر أو بُني.
كما قد يصبح لون الشعر داكناً أيضاً في بداية البلوغ أو بسبب التعرض للمعادن الطبيعية في الماء والبيئة، وبالتالي يصبح أغمق مع تقدم العمر.
الأعراض بالنسبة للون العين
غالباً ما تكون الرموش والحواجب عند مصابي المهق شاحبة. ويمكن أن يتراوح لون العين من الأزرق الفاتح إلى البني وقد يتغير مع تقدم العمر.
قلة الصباغ في الجزء الملون من العين (القزحية) تجعل القزحية شفافة إلى حد ما. هذا يعني أن قزحية العين لا يمكنها منع الضوء تماماً من دخول العين. لهذا السبب، قد تظهر العيون ذات الألوان الفاتحة جداً باللون الأحمر عند التعرض للإضاءة الساطعة أحياناً.
الأعراض بالنسبة للرؤية
ضعف البصر هو سمة أساسية لجميع أنواع المهق. قد تشمل مشاكل العين ما يلي:
- حركة العين السريعة اللاإرادية ذهاباً وإياباً (رأرأة).
- حركات الرأس، مثل التمايل أو إمالة الرأس، لمحاولة تقليل حركات العين اللاإرادية والرؤية بشكل أفضل.
- عدم قدرة كلتا العينين على البقاء موجهتين في نفس النقطة أو التحرك بانسجام (الحول).
- قصر النظر الشديد أو طول النظر.
- الحساسية للضوء (رهاب الضوء).
- انحناء غير طبيعي للسطح الأمامي للعين أو العدسة داخل العين (اللابؤرية)، مما يسبب عدم وضوح الرؤية.
- تطور غير طبيعي لشبكية العين، مما يؤدي إلى ضعف الرؤية.
- إشارات عصبية من شبكية العين إلى الدماغ لا تتبع المسارات العصبية المعتادة (خطأ في تحديد مسار العصب البصري).
- العمى القانوني (الرؤية المحدودة) أو العمى التام.
الأسباب وراثية وجينية بشكل أساسي
يتم إنتاج الميلانين بواسطة خلايا تسمى الخلايا الصبغية، والتي توجد في بشرتك وشعرك وعينيك.
يحدث المهق عند حدوث طفرة في أحد هذه الجينات. ويمكن أن تحدث أنواع مختلفة من المهق، بناءً على الطفرة الجينية التي تسببت في الاضطراب. قد تؤدي الطفرة إلى عدم وجود الميلانين على الإطلاق أو انخفاض كبير في كمية الميلانين، كما يشير موقع Mayoclinic.
توجد أنواع مختلفة من المهق
يتم تصنيف أنواع المهق بناءً على كيفية وراثتها وعلى الجين المصاب وتوجد ثلاثة أنواع أساسية:
المهق الجلدي العيني (OCA)
وهو النوع الأكثر شيوعاً، ويعني أن الشخص قد ورث نسختين من الجين المتحور- واحدة من كل والد.
يتسبب هذا النوع في انخفاض التصبغ في الجلد والشعر والعينين، فضلاً عن مشاكل في الرؤية.
المهق العيني
يقتصر بشكل رئيسي على العين ويسبب مشاكل في الرؤية. يحدث المهق العيني بشكل حصري تقريباً عند الذكور وهو أقل شيوعاً من النوع السابق.
المهق المتعلق بمتلازمات وراثية نادرة
بالإضافة للأعراض التي تشمل لون الجلد والعينين والشعر، يعاني الأشخاص الذين يتم تشخيصهم بهذا النوع من المهق من مشاكل النزيف والكدمات وأمراض الرئة والأمعاء.
بالإضافة إلى مشاكل المناعة مع الالتهابات المتكررة والتشوهات العصبية وغيرها من المشكلات الخطيرة.
كيف يتم تشخيص المهق؟
عادة ما يكون المهق واضحاً من مظهر الطفل عند ولادته. كما يمكن فحص شعر طفلك وجلده وعينيه للبحث عن علامات تدل على فقدان الصباغ.
ونظراً لأن المهق يمكن أن يسبب عدداً من مشاكل العين، فقد تتم إحالة الطفل إلى أخصائي عيون لإجراء الاختبارات اللازمة.
كما يستخدم اختبار التشخيص الكهربائي أحياناً في تشخيص المهق. والذي يتم فيه لصق أقطاب كهربائية صغيرة بفروة الرأس لاختبار اتصالات العين بالجزء من الدماغ الذي يتحكم في الرؤية.
لا يوجد علاج للبرص ولكن هناك إجراءات تساعد على تخفيف الأعراض
المهق هو حالة وراثية تدوم مدى الحياة ولا يوجد علاج يشفي منها. لكن هناك علاجات للتعامل مع الأعراض وتقليلها ومراقبة التغيرات الجلدية.
يجب أن يتلقى الأشخاص المصابون بالمهق العناية المناسبة للعيون، بما في ذلك النظارات الطبية ونظارة قاتمة لحماية العين من أشعة الشمس، بالإضافة إلى فحوصات العين المنتظمة.
كما يمكن أن تقلل جراحة العضلات البصرية أحياناً من "الاهتزاز" الذي يحدث في الرأرأة أو تقليل الحول وجعله أقل وضوحاً، لكنها لا تحسن الرؤية.
أما بالنسبة لإدارة الأعراض الجلدية، يجب على مصابي مرض المهق مراقبة بشرتهم والعناية بها واستخدام واقٍ من الشمس بشكل منتظم.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.