حمى النفاس أو حمى الولادة هو مصطلح استُخدم في أوائل القرن الثامن عشر لوصف ما نسميه اليوم عدوى ما بعد الولادة أو عدوى النفاس.
وهي عدوى بكتيرية تصيب الأعضاء التناسلية المتمثلة بالرحم والمنطقة المحيطة به بعد الولادة، وتحدث غالباً في أول 10 أيام بعد ولادة المرأة الحامل، وفقاً لموقع Medicinenet.
يمكن أن تحدث حمى النفاس من أي ولادة مهبلية، ولكنها تحدث بشكل أكثر شيوعاً عند القيام بالولادة القيصرية. ويمكن أن تتسبب في مضاعفات خطيرة قد تصل إلى تعفن الدم في حال عدم علاجها بشكل سريع وصحيح.
يستعرض هذا التقرير أنواع حمى النفاس أو التهابات ما بعد الولادة وأعراضها وأسبابها وعلاجها.
أنواع التهابات حمى النفاس
قبل ظهور الإجراءات الجراحية للمساعدة في حالات الولادة الصعبة للرضع، كان يشير مصطلح حمى النفاس بشكل أساسي إلى وجود عدوى في منطقة الحوض وقناة الولادة. وكان سببه على الأرجح التهاب بطانة الرحم.
أما اليوم يشار إلى حمى النفاس بإسم التهابات ما بعد الولادة ليشمل المصطلح مجموعة واسع من الالتهابات.
هناك عدة أنواع من التهابات ما بعد الولادة، بما في ذلك:
- التهاب بطانة الرحم.
- التهاب عضلة الرحم.
- التهاب في المناطق المحيطة بالرحم.
يمكن أن تصاب النساء بعد الولادة أيضاً بالالتهابات التالية:
- التهابات الجروح في موقع الجراحة القيصرية.
- التهابات المسالك البولية.
- التهاب أو عدوى في أنسجة الثدي، تسمى التهاب الضرع.
- التهابات الجرح في موقع بضع الفرج (قطع جراحي يتم إجراؤه بين المهبل والشرج، لتوسيع الفتحة التي يمر بها الطفل).
- التهاب الوريد الخثاري في الحوض، وهو عدوى نادرة تنتقل عبر الأوردة من الحوض إلى باقي الجسم.
- عدوى الجراحة القيصرية.
أعراض حمى النفاس
وفقاً لموقع Very Well health، هناك ثلاثة أنواع أساسية لحمى النفاس ترافقها الأعراض التالية:
التهاب بطانة الرحم
يصاحب التهاب بطانة الرحم حمى مصحوبة بآلام أسفل البطن وألم في الرحم وارتفاع معدل ضربات القلب. وغالباً ما تعاني النساء من نزيف مهبلي ورائحة كريهة قادمة من المهبل.
التهاب الجرح
عادة ما تظهر التهابات الجرح مع احمرار وشهور بالدفء في المنطقة وألم في موضع الشق . كما يمكن أن تحدث هذه العدوى في شق العملية القيصرية أو موقع بضع الفرج. وأحياناً يكون هناك إفرازات بيضاء أو صفراء من الشق.
يمكن أن تنتشر العدوى الشديدة في عمق التجويف البطني. أو قد يتحول الجلد إلى اللون الأسود والأزرق.
التهاب المسالك البولية
غالباً ما تسبب هذه الالتهابات الألم والحرقان عند التبول. ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى آلام أسفل البطن والحمى.
وقد تشمل الأعراض الأخرى للإصابة بأحد أنواع حمى النفاس ما يلي:
- حمى.
- ألم في أسفل البطن أو الحوض ناتج عن تورم الرحم.
- إفرازات مهبلية كريهة الرائحة.
- شحوب الجلد، الذي يمكن أن يكون علامة على فقدان كمية كبيرة من الدم.
- قشعريرة.
- صداع الرأس.
- فقدان الشهية.
- زيادة معدل ضربات القلب.
ما الذي يسبب حمى النفاس؟
هناك العديد من العوامل التي تسبب أو تزيد من احتمالية الإصابة بعدوى بعد الولادة. كما أن النساء اللواتي يخضعن لعملية ولادة قيصرية أكثر عرضة للإصابة بعدوى ما بعد الولادة من الذين خضعوا للولادة المهبلية.
وفقاً لموقع Healthline، فرصة الإصابة بعدوى ما بعد الولادة هي:
- 1 إلى 3% في الولادات المهبلية الطبيعية.
- 5 إلى 15% في الولادات القيصرية المجدولة التي تتم قبل بدء المخاض.
- 15 إلى 20% في الولادات القيصرية غير المجدولة التي تتم بعد بدء المخاض.
تشمل الأسباب التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بحمى النفاس ما يلي:
- التأخير الطويل (غالباً أكثر من 18 ساعة) بين تمزُّق الأغشية والولادة.
- ضعف جهاز المناعة.
- تاريخ التهاب المهبل الجرثومي (التهاب المهبل الناجم عن فرط نمو البكتيريا المهبلية الطبيعية).
- سلوكيات مثل التدخين والكحول أو تعاطي المخدرات.
- تقدم العمر عند الحمل.
- ارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
- الإصابة بمرض السكري.
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- النزيف الشديد.
- الولادة في عمر صغير.
هل يمكن أن تسبب عدوى النفاس مضاعفات؟
على الرغم من أن المضاعفات نادرة، لكنها يمكن أن تحدث إذا لم يتم تشخيص العدوى وعلاجها بسرعة. وتشمل المضاعفات المحتملة ما يلي:
- خراجات أو جيوب.
- التهاب بطانة البطن.
- التهاب الوريد الخثاري الحوضي، أو جلطات الدم في أوردة الحوض.
- الانسداد الرئوي، وهي حالة تؤدي فيها جلطة دموية إلى سد شريان في الرئتين.
- تعفن الدم أو الصدمة الإنتانية، وهي حالة تدخل فيها البكتيريا إلى مجرى الدم وتسبب التهاباً خطيراً.
كيف يتم علاج حمى النفاس؟
يتم علاج عدوى ما بعد الولادة بشكل شائع بالمضادات الحيوية عن طريق الفم مثل الكليندامايسين (كليوسين) أو الجنتاميسين (جنتاسول). ويتم وصف المضادات الحيوية وفقاً لنوع البكتيريا التي يشتبه الطبيب في أنها تسببت في العدوى.
يمكنك الوقاية من حمى النفاس باتباع الخطوات التالية
- الاستحمام باستخدام مطهر يوم العملية.
- التأكد من أن الأدوات والغرفة معقمة قبل الولادة.
- تناول المضادات الحيوية الوقائية.
- الاستحمام اليومي أو الحفاظ على نظافة المنطقة التناسلية.
- عدم استخدام الشفرة لإزالة شعر العانة.
- تغيير الفوط النسائية بشكل متكرر.
- الالتزام بمواعيد الفحوصات الدورية عند الطبيب المختص بعد العملية.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.