من الإفراط في تناول الكافيين إلى المشاغل والمشاكل النفسية مروراً بالإرهاق، يتبخر النوم بكل سهولة ويساهم الأرق وخسارة الساعات الغالية من النوم في مشكلات صحية مختلفة، من ضمنها زيادة خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والاكتئاب والقلق والسكتة الدماغية والسكري وما إلى ذلك.
نعم، أن تغط في النوم ليلياً بعمق ولعدد ساعات كافية، أمر في غاية الأهمية.
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن الأفراد الذين يحصلون على أقل من 8 ساعات من النوم كل ليلة يزيد لديهم خطر التعرُّض لظروفٍ صحية خطيرة بنسبة 28.8%.
لماذا يصعُب عليّ النوم في الليل؟
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس يجدون صعوبة في النوم، من تناول الكافيين في وقت متأخر جداً من اليوم إلى وجود كثير من الضوضاء والأضواء الساطعة. علاوة على ذلك، الوجود في بيئة غير مريحة، أو الارتباك في جدول النوم، أو المعاناة من اضطراب نفسي مثل القلق أو الاكتئاب.
إذا كنت تقرأ هذا المقال، فمن المحتمل أنك تستلقي ليلاً تفكر في كل الأشياء التي عليك القيام بها، أو ربما تواجه صعوبةً في الاسترخاء. هذا هو الكفاح اليومي لملايين البشر.
اضطراب الأرق
إن معايير اضطراب الأرق هي عدم الرضا عن نوعية النوم أو مدته. تسبب قلة النوم ضغوطاً في المجالات الاجتماعية أو المهنية أو المجالات الحيوية الأخرى للحياة.
أبلغ ثلث البالغين عن ظهور أعراض الأرق مثل:
- الاستيقاظ المتكرر أو المطول أثناء الليل.
- صعوبة النوم.
- الاستيقاظ في الصباح الباكر مع عدم القدرة على العودة إلى النوم مرةً أخرى.
ما الذي يسبِّب اضطراب القلق؟
يبدأ الأرق في أي مرحلة من مراحل الحياة، ومع ذلك فإنه يبدأ بشكل شائع خلال فترة الشباب.
قد يكون الأرق عارضاً أو مستمراً أو متكرِّراً، وعادةً ما يكون مدفوعاً بالإجهاد. على سبيل المثال، يمكن أن يحدث الأرق بصورةٍ عارضة عندما يواجه الفرد صعوبة في النوم بعد أحداث مرهقة معينة، ثم يعود نومه إلى طبيعته.
قد يعاني الأطفال أيضاً من الأرق، في حال وجدوا صعوبةً في الخلود إلى النوم دون وجود آبائهم. يمكن أيضاً أن يكون سبب عدم القدرة على النوم هو عدم اتساق جداول النوم أو أوقات النوم، مما يؤدي إلى عدم النوم في الوقت المحدد، فضلاً عن العوامل النفسية وضعف الصحة الجسدية لدى كبار السن، حسب موقع Good Man Project.
الاضطرابات الأخرى التي تساهم في قلة النوم
يعاني المصابون بالقلق والتوتر والاكتئاب من اضطراباتٍ في النوم. إذا جربت كل الأشياء أدناه وشعرت بأنك قد تكون متعباً بشدة، فقد يكون لديك اضطرابٌ في النوم يسرق منك طاقتك. تلعب العديد من العوامل الأخرى، من ضمنها ما يلي:
- متلازمة تململ الساقين
- اضطرابات النوم المتعلقة بالتنفس
- حالة الخدار
- الخطل النومي
تحدث متلازمة تململ الساق عندما يشعر الشخص بالحاجة المتكررة لتحريك ساقيه، وتكون لديه أحاسيس أسفل رجليه تمنعه من النوم بشكلٍ جيِّد.
وتشمل اضطرابات النوم المرتبطة بالتنفس الشخير بصوت عالٍ وانقطاع النفَس النومي والنعاس المفرط أثناء النهار.
ويسبِّب الخدار النعاس المفرط أثناء النهار، وشلل النوم، والجمدة (ضعف العضلات وفقدان السيطرة الإرادية)، والهلوسة المرتبطة بالنوم.
أما الخطل النومي، فهو استيقاظٌ متقطِّع وصعوبةٌ في العودة إلى النوم.
نصائح للنوم أفضل
1- تناول ما يكفي من السعرات الحرارية
الطعام يفعل أكثر من مجرد إبقائك ممتلئاً، إذ إنه يمنحنا الفيتامينات والمعادن التي نحتاجها لإصلاح الجروح في أجسامنا، ودعم جهاز المناعة، وصحة الأمعاء، والصحة النفسية، وحتى مساعدتنا على النوم، حسب موقع Mayoclinic.
وعن طريق تناول الأطعمة التي تملأ البطن، يمكنك تقليل فرص الاستيقاظ جائعاً في منتصف الليل.
إنّ تناول الوجبات التي تحتوي على الدهون والألياف والبروتين، يؤدي إلى الشعور بالشبع لفترات أطول.
2- الترطيب
يعتبر الماء ضرورياً للنوم السريع، لأن آلام العضلات والصداع تمنع من الاسترخاء والنوم. يساهم الجفاف في تقلصات العضلات وألمها، مما قد يسبب عدم الراحة ويمنع من النوم بسرعة.
3- انتبه لما تأكله
إن الأخذ في الاعتبار عدد السعرات الحرارية التي تستهلكها وما تأكله أمر مهم للغاية
الميلاتونين هو ناقل عصبي ينتج في الدماغ والغدة الصنوبرية وشبكية العين والأمعاء.
الضوء هو الشيء الرئيسي الذي يثبط إنتاج الميلاتونين. ومع ذلك، يمكن أن تساهم الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والشخصيات المقلقة وسوء جداول النوم، في حدوث ذلك.
تحتوي بعض الأطعمة على الميلاتونين، مثل:
- الطماطم
- الزيتون
- الشعير
- الأرز
- عين الجمل
- العنب
- حليب البقر
- حليب الثدي للرضع
4- التعرُّض لأشعة الشمس
يقلل ضوء الشمس من إنتاج الميلاتونين خلال النهار إلى مستويات لا يمكن اكتشافها، والاستيقاظ مبكراً والحصول على أشعة الشمس يمنحانك الطاقة ويساعدانك على النوم في وقت مبكر.
وتساعد أشعة الشمس في الحفاظ على إيقاعات الساعة البيولوجية تحت السيطرة، وهي تزيد من إنتاج الجسم للسيروتونين الذي يؤدي إلى إنتاج الميلاتونين.
5- الحد من استهلاك الكافيين
إذا كنت تحاول معرفة أفضل روتين يومي، فمن الأفضل تناول الكافيين في وقت مبكر وفي موعدٍ أقصاه الساعة الـ3 مساءً. وتجنُّب الكافيين في فترة ما بعد الظهيرة؛ كي لا يمنع إنتاج الميلاتونين.
6- مكملات النوم
إضافة إلى تحسين دورات نومك الطبيعية وتناول الأطعمة التي تحتوي على الميلاتونين، يمكنك أيضاً تناول المكملات الغذائية لمساعدتك على النوم بشكل أسرع!
فيما يلي، بعض مكملات النوم الأكثر شيوعاً:
- الميلاتونين
- المغنيسيوم
- البابونج
- زهرة العاطفة
- لافندر
- المغنيسوم
المغنيسيوم معدن وأحد الإلكتروليتات اللازمة لترطيب الجسم. يُستخدَم في أكثر من 300 عملية مختلفة بالجسم، من ضمنها توازن السكر في الدم، والنوم، وإعادة تمعدن العظام، وتوازن الهرمونات، وأكثر من ذلك.
إذا كنت تتناول الميلاتونين في الليل وتجد صعوبة في النوم أو البقاء نائماً، فإن المغنسيوم سيساعدك على الاسترخاء.
أظهرت الأبحاث أن مزيج الميلاتونين والمغنيسيوم وفيتامين ب كان مفيداً للأرق الخفيف والمتوسط.
البابونج
يُستهلَك البابونج كالشاي أو كزيتٍ أساسي أو مُستخلَصٍ عشبي من أجل الاسترخاء والنوم. إضافة إلى ذلك، فهو يساعد في تشنجات العضلات، واضطرابات الدورة الشهرية، والبواسير، وآلام الروماتيزم، وما إلى ذلك.
زهرة الآلام
زهرة الآلام هي نبات معمر يساعد في تقليل التوتر والقلق والاكتئاب وبالتالي يساعد في علاج الأرق. يأتي في خلاصة أو مكملات للنوم أو كمشروبٍ عشبي.
اللافندر
اللافندر زهرة أرجوانية لها فوائد علاجية مثل التقليل من أعراض القلق وتقليل الأرق. تُستَنشَق كزيتٍ أساسي، أو يمكن تناولها مع الشاي.
7- احصل على ما يكفي من التمرين
عندما يكمل شخص ما تمريناً هوائياً، فإن آلية السيروتونين (الناقل العصبي الذي يسبِّب السعادة) تشبه تناول مثبط انتقائي لاسترداد السيروتونين.
السيروتونين هو مقدمة للميلاتونين؛ تعمل التمارين بشكل جيد على إجهاد الجسم والعقل، مما يسمح بالنوم بسهولة في الليل.
8- التأمل
لا يؤدي التأمل إلى نتائج سريعة مثل بعض الطرق الأخرى، لأنه يحتاج إلى القيام به بانتظام. ومع ذلك، فإنه خيار لتقليل مشاعر التوتر والقلق، مما يسمح بالنوم أو العودة إلى النوم بسهولة أكبر.
9- ابعد عن كل الأجهزة الإلكترونية
يمكن للضوء الأزرق الصادر من الهواتف المحمولة أو أجهزة التلفزيون أو حتى أضواء السقف أن يحد من إنتاج الميلاتونين.
أيضاً، لا يمكن لعقلك أن يتوقف عن العمل إذا كنت تراسل أشخاصاً على وسائل التواصل الاجتماعي أو تبحث عن مواضيع للقراءة.
10- اجعل سريرك بارداً
استخدم ملاءات التبريد على سريرك لمساعدتك على النوم بشكل أسهل والاستمرار في النوم.
تشير الدراسات إلى أن درجة حرارة الغرفة الباردة ضرورية للنوم بشكل أسهل، علاوة على أن الكورتيزول يرفع درجة حرارتك في الصباح، لذا فإن وجود غرفة باردة يمنعك من الاستيقاظ متعرقاً في الصباح.