ربما تحتارين، بوصفك أماً، في كيفية إيصال أجواء رمضان التي تعرفينها لطفلك، وتشعرين بفجوة بين الأجيال، لكن غالباً ما تساعد القصص في تمرير هذا التراث، لذلك نستعرض في هذا التقرير 7 قصص عربية عن رمضان مخصصة للأطفال.
قصص عربية عن رمضان
1- عدنان وطبق رمضان (دار الياسمين)
تدور القصة حول الطفل "عدنان"، الذي يحب الملوخية بشدة ويتمناها على الإفطار، لكنه يحبط عندما لا يجد أن أمه قد أعدتها، وتأتي المفاجأة عندما يجد طبق ملوخية على المائدة وقت المغرب.
تنقل القصة أجواء رمضان بانسيابية عبر رحلة الطفل الذي يدور بالطبق من منزل إلى منزل، ولا يمكن وصفها إلا بأنها مغامرة رمضانية طفولية خالصة.
رسوم "علي الزيني" تكاد تكون بطلة القصة، فهي تختصر الكثير من الكلمات، وتنجح دقتها في التقاط التفاصيل لتداعب نوستالجيا طفولتنا في رمضان، وتساعدنا في تمرير ذكرياتنا للجيل الجديد، خاصة مشهد اجتماع العائلة على المائدة المليء بالتفاصيل والحياة.
2- رحلة اختيار فانوس (دار عالية)
تدور القصة حول طفلين في رحلة لاختيار فانوس، وكيف يديران الخلاف، ودوافع كل منهما في اتخاذ القرار.
بطل القصة الحقيقي هنا هو رسم الفنانة "سهيلة خالد"، فقد قررت أن تجعل كل أحداث القصة بالأبيض والأسود، عدا البطل من وجهة نظرها (الفوانيس)، فالفوانيس مبهجة الألوان، وهي مصدر الوهج الأصفر والإشراق المنعكس على شخصيات القصة.
3- إني صائم (دار شيرين)
تدور القصة حول الطفل "حسان" الذي يتذكر أنه صائم عندما يهم بالطعام أو الشراب، ومن هنا تستمد القصة اسمها، كما يشاهد الطفل تطبيقاً عملياً آخر عندما يقول أبوه: "إني صائم"؛ لكبح نفسه عن الرد على شخص أغضبه.
أجمل ما في القصة، هي أنها نجحت في إيصال جو الحارة الشعبية في رمضان إلى الطفل، سواء بالرسوم المفصّلة البديعة أم الأحداث، مثل لعب الطفل بالكرة منذ العصر حتى وقت الإفطار، ثم يحدث تعاون خيالي طفولي يصعد فيه كل جار على كتف جاره للوصول إلى كرة "حسان" العالقة فوق الشجرة.
هناك أيضاً بطاقات ألحقتها دار شيرين بالقصة، حيث يتم تعليقها بالمشابك على حبل، لتظل القيم التي تعلمها الطفل في القصة ماثلة أمامه، وقد ذكرت عدة أمهات على مواقع التواصل أن أطفالهن تعلقوا للغاية بهذه الفكرة، وأنها قصتهم المفضلة في رمضان ويقرؤونها بشكل متكرر.
4- حلم مشبك في رمضان (دار عالية)
تدور القصة حول مشبك خشبي يقرر أن ينزل عن حبل الغسيل ليجد مهمة تسمح له بالمشاركة في رمضان، لكنه يواجه العديد من العوائق.
توصل القصة للطفل فكرة عظمة رمضان، التي تجعل أي أحد يرغب في المشاركة فيه حتى لو كان مشبكاً خشبياً، وهي تدفعه لأن يجد مهمة له هو أيضًا، حتى لو كانت صغيرة، تمنحه شرف مشاركة شبيهة. هناك أيضا نشاط تفاعلي في نهاية القصة، يجعل الطفل يزين المشبك الخشبي بشكل يشبه بطل القصة.
5- نور رمضان (دار أصالة)
قصة تجربة رمضان الأولى لطفلة صغيرة اسمها "نور"، وكفاحها طوال اليوم للاستمرار في الصيام، وشقيقها الذي يشرح لها معنى رمضان، وتعلم الصبر ومساعدة المحتاجين.
أجمل ميزات هذه القصة أنها تصلح كمدخل تربوي لتعريف الطفل برمضان، كما أن تعليم الطفلة يأتي بلسان طفل آخر في معظم القصة، وهذا النوع من التعليم أسهل ويصل لذهن الطفل بسرعة، هذا بالإضافة إلى الرسم البديع المهتم بالتفاصيل.
المحتوى غير متكلف، والقصة تربوية بالدرجة الأولى في قالب يسير، والكاتبة "نورا الحريري"، أدخلت الكثير من الأدعية والآيات بشكل تعليمي للطفل وبرشاقة شديدة.
6- المحبة في رمضان (دار الهدهد)
تدور القصة حول اختلاف منظور رمضان بالنسبة لأفراد الأسرة؛ فهناك الطفلة التي تحب سماع الأذان بشكل خاص، والجدة التي تحب توزيع الطعام على المحتاجين، والجد الذي يحب تلاوة القرآن، والطفل الذي يحب لحظة كسر الصيام.
موطن ضعف القصة، هي أنها كان بإمكانها أن تكون أفضل، فكثير من الأفعال لا تنتمي لرمضان بشكل خاص، وتشبه روتين أي يوم عادي، كما تبدو مفككة وغير مترابطة.
7- ما المانع (دار السلوى)
تدور القصة حول مسحراتي ظل يعمل في هذه المهمة منذ 30 عاماً في قرية لفتا بالقدس، لكن وعكة صحية تصيبه وتلزمه الفراش، فتقرر ابنته الصغيرة أن تقوم بالمهمة بدلًا منه، وينضم إليها أطفال القرية.
من أين يأتي اسم القصة؟ تقول دار السلوى في وصفها: "لا يملك الأطفال الذين ينضمون إلى سامية الطبلات التي يستخدمها المُسحِّر بشكل تقليدي لإيقاظ الناس. فيسأل كل طفل بدوره سامية إذا كان بإمكانه استخدام أداة موسيقية أخرى، فتجيب ضاحكة في كل مرة: ما المانع؟ في النهاية يشكل الأطفال بعفويّة فرقة موسيقيّة، ويتجوّلون في شوارع القرية وهم يغنّون وينشدون مدائح نبويّة يحفظونها".
تشير الدار أيضًا في صفحتها إلى أن القصة توصل معنى "قدرة البنات على القيام بأيّ عمل يجدن فيه أنفسهن، خاصّة إذا كان الاستعداد لديهن جيداً، ووجدن الدعم الكافي للقيام به، والحوار بين سامية ووالدها المريض يرمز إلى ذلك. يقلق الأب على ابنته ويثير الأمور التي تخيفه، ولكنها تطمئنه في كل مرة يطرح فيها مخاوفه".
وتضيف الدار: "كذلك تبين القصة أنه في بعض الأحيان بالإمكان تعديل التقاليد والأعراف لتتماشى مع الوضع المتغير دون المساس بروح المناسبة وأهميتها، وذلك مثلما حصل عندما استخدم الأطفال أدوات موسيقية غير الطبلة المستخدمة تقليدياً لإيقاظ الناس للسّحور".
لكن لا يبدو أن الكاتبة "تغريد النجار" نجحت في هذا ولا ذاك؛ فليس من المحمود أن نوصل للطفل أنه يستطيع النزول عند الفجر وحده بأمان، ولا نجح تطويرها للمناسبة في الإبقاء على الروح المطلوبة؛ حيث فقد فعل المُسحِّر معنى تنبيه الناس، وتحول الموكب إلى جوقة موسيقية.
يحسب للقصة المكان الذي تدور فيه الأحداث؛ قرية لفتا الفلسطينية التي تنحدر منها المؤلفة، ورسومات القصة البديعة للفنان الأردني "حسان مناصرة"، التي تستحضر روح المكان في ثلاثينيات القرن الماضي قبل تهجير أهلها في 1948، وسوف تفتح مساحة للنقاش مع الطفل حول هذه الأمور.
ملاحظة: هذه القصص من اختيارات كاتب المقال، ولكن، ربما يكون لك أو لطفلك رأي آخر بخصوص قصة معينة، أو إضافة لقصة جديدة، وسوف نسعد إن شاركتنا بهذه الإضافة.