يولد الإنسان بعدد عظامٍ مُختلِف عن عددها في مرحلة ما بعد البلوغ؛ إذ يولد الأطفال الرضّع مع ما يقارب 300 عظمة منفصلة؛ ومع تقدّم عمرهم ونموّهم، تبدأ بعض هذه العظام بالاندماج معاً، حتى يتوقف عن النمو تماماً- ويحدث ذلك في عمر 25 عاماً، ليصبح عددها النهائي 206 عظمات.
هذه العظام تشكل الهيكل العظمي في جسم الإنسان، الذي يقوم بعدة وظائف أساسية، أبرزها:
- حماية الأعضاء الداخلية التي يحيط بها.
- منح الجسم سهولة الحركة والتنقّل.
- الاحتفاظ بالمعادن الضرورية.
- صناعة خلايا الدم.
ومن المعروف أن عظامنا نسيجٌ حيّ، قادر على إصلاح نفسه وإعادة تشكيله بما يتوافق مع النشاط اليومي لكلّ فردٍ منا، وهي تعمل مع بعضها البعض لتساعد الجسم في حركته. ويتكوّن الهيكل العظمي بشكلٍ أساسي من العظام، والأنسجة الضامة، بالإضافة إلى الأوتار والأربطة والغضاريف.
وقد أظهرت دراسة حديثة أن بعض العظام يمكن أن تنمو مع الزمن تبعاً لنظام التغذية. على سبيل المثال، فقد أصبحت عظمة الفويلة، وهي غضروف متعظّم في عضلة الساق، أكثر انتشاراً في جسم الإنسان بسبب تحسّن نظام التغذية.
يُقسّم الهيكل العظمي في جسمنا إلى قسمين أساسيّين:
- الهيكل العظمي المِحوري، ويتكوّن من 80 عظمة تشكّل المحور الرأسي للجسم.
- الهيكل الطرفي، وفيه 126 عظمة تشكّل الطرف السفلي من الجسم مع اليدين.
توجد في الهيكل المِحوري أصغر عظام الجسم في الأذن، بينما توجد في الهيكل الطرفي أكبرها في الفخذ. ففي الأذن هناك ما يُعرف بـ"العظيمات السمعية"، التي تتكوّن من 3 عظام صغيرة موجودة في الأذن الداخلية على كلّ جانبٍ من الرأس، بمجموع 6 عظام، مسؤولة عن نقل الموجات الصوتية إلى الأذن الداخلية.
ما قد لا تعرفه أن هذه العظام في أذنك، والمعروفة بـ"العظيمات الثلاث" هي أصغر عظام جسمك، وهي: المطرقة، والسندان، والركاب. وبحسب موقع Very Well Health الأمريكي، فقد يصل حجم هذه العظام معاً إلى حجمٍ يعادل بذرة البرتقال تقريباً؛ وتُعتبر عظمة الركاب أصغرها حجماً.
تقع العظيمات السمعية الثلاث داخل الأذن الوسطى، بين طبلة الأذن والأذن الداخلية، وتتمثّل مهّمتها في نقل اهتزازات الصوت من نقطةٍ لأخرى. وحين تمرّ الاهتزازات عبر الأذن الوسطى، تصطدم بالقوقعة، التي تحوّلها إلى إشارات عصبية يمكن لدماغك أن يستقبلها كصوت.
ما هي أكبر عظمة في جسم الإنسان؟ وأيّها الأكثر هشاشة؟
على الجانب الآخر، في الهيكل الطرفي، تقع عظمة الفخذ التي تُعتبر أطول وأقوى عظام الجسم. وقد تختلف القياسات الدقيقة للفخذ من شخصٍ لآخر، لكن متوسط طول عظمة الفخذ لدى الرجل يصل إلى نحو 48 سنتم، فيما يتراوح طوله لدى المرأة بين 43 و46 سنتم.
وما قد لا تعرفه أيضاً أنه يمكن لبعض عظام الفخذ أن تتحمّل قوة ضغط هائلة، تتراوح بين 816 و1.134 كلغ، قبل أن تنكسر.
وبما أنها أقوى عظام جسم الإنسان، فوظيفتها الأساسية هي توفير الدعامة لوزن الجسم وتحمّل ضغطه على القدم؛ بالإضافة إلى إنتاج خلايا دم وعظم جديدة، فالفخذ يحتوي على نخاع العظم المسؤول عن ذلك.
من جهةٍ أخرى، فإن عظام العمود الفقري تُعتبر أضعف العظام في جسم الإنسان، رغم وظيفتها الهامة في حماية الحبل الشوكي والأعصاب، بالإضافة إلى دعم ما يعادل نصف وزننا، وتسهيل الحركة والوقوف.
يتكوّن العمود الفقري من 24 فقرة عظمية، تنفصل عن بعضها عبر أقراص ليفية لمنع الاحتكاك والألم.
كذلك، فإن العظم الدّمعي- وهو أحد عظام الجمجمة المحيطة بمدار العين- يُعتبر أيضاً من أصغر وأكثر العظام هشاشة أيضاً.
كيف تحافظ على صحّة عظامك؟
لتعزيز صحّة الجهاز الهضمي، والتقليل من خطر الهشاشة وتجنّب كسور العظام، عليك أولاً اتباع نظامٍ غذائي صحّي، يتضمّن الخضراوات لأنها تحتوي على الكثير من الفيتامنيات المهمة لصحة العظام، مثل: فيتامين ج.
كما يجب الإكثار من الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم، مثل: الحليب، والجبن، واللبن، وبعض الخضراوات الورقية، والحبوب وسمك السردين. بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د.، وفيتامين ك.، لما لهما من تأثير على مستوى الكالسيوم في الدم.
ولا يجب أن نهمل عامل الوزن في الحفاظ على صحّة العظام، فالحفاظ على وزن صحي من شأنه أن يخفف الضغط على العظام، وخاصةً عند النساء في عمرٍ متقدّم حين تنخفض نسبة هرمون الإستروجين لديهنّ، وبالتالي يزيد خطر هشاشة العظام.