في كل مرة أفرّش فيها أسناني بالفرشاة والمعجون أنظر إلى زجاجة غسول الفم والأسنان، وأسأل نفسي هل من الضروري استخدام غسول الفم؟ وأحياناً أتساءل إذا كان استخدامه قبل تفريش الأسنان أم بعدها؟ ويبدو أن هناك ترجيحات فعلاً ينصح بها أطباء الأسنان من أجل روتين صحي يحافظ على الأسنان ويقي من رائحة الفم الكريهة.
هل من الضروري استخدام غسول الفم؟
يمكن أن تختلف النتائج التي يحققها غسول الفم استناداً إلى المكونات، غير أن القاعدة العامة تقول إنه مصممٌ للتخلص من أي شيء لم تستطع فرشاة الأسنان الوصول إليه.
إذ تقول طبيبة الأسنان الأمريكية إينا تشيرن لموقع Live Science إن غسول الفم يساعد على إزالة بقايا الطعام التي قد تعلق بالأسنان وتتحول إلى لويحة سنية أو تكلساً، وكلاهما يسبب رائحة الفم الكريهة والتهاب اللثة.
ما يعني أنه من خلال استخدام غسول الفم، قد تتمكن من تقليل خطر الإصابة بأمراض اللثة، وستكون قادراً على جعل أسنانك تبدو أكثر بياضاً وتخلو من البلاك أو اللويحة السنية.
كذلك يمكن استخدامه عند الضرورة عندما لا تستطيع غسل أسنانك بالفرشاة بعد تناول الطعام، وفقاً لما أفادت به المجلة العلمية Nigerian journal of Clinical Practice.
لكنْ هناك أشخاص قد يحتاجون إلى استخدام غسول الفم أكثر من غيرهم، إذ تقول طبيبة الأسنان أنجالي راجبال للموقع الأمريكي ذاته، إن من يعانون من جيوب اللثة مثلاً يحتاجون إلى استخدامه أكثر من غيرهم، إذ تكون اللثة لديهم أعمق، ويصعب الوصول إليها عن طريق فرشاة الأسنان.
كما قد تتطور هذه الجيوب من الآثار الالتهابية للتراكمات البكتيرية السابقة، وقد تستغرق وقتاً حتى تُشفى، لذلك فإن استخدام الغسول المضاد للبكتيريا، يمكن أن يساعد على شفاء اللثة.
وإذا كان المريض يعاني من الالتهابات أو نزيف اللثة، سيكون استخدام غسول الأسنان خصوصاً المضاد للبكتيريا مهماً حتى لو كان منزلي الصنع يتكون من الملح والماء الدافئ ذلك أنه مفيد لتقليل النزيف.
كذلك فإن استخدام غسول الفم يساعد الأشخاص على تحسين رائحة فمهم لمدة أطول، لكن ذلك يعتمد على المكونات، إذ تصنع بعض أنواع الغسول لعلاج مشكلات صحية بالأسنان، وتصنع بعض أنواع حصراً لمن يرتدون تقويم أسنان، وهكذا.
أما عن مدة استخدامه، فإن القاعدة العامة تقول إنك ستحتاج إلى استخدام غسول الفم مرة أو مرتين يومياً، وينصح أن يكون استخدام غسول الفم هو آخر شيء تفعله قبل أن تخلد إلى النوم. ومن المهم أيضاً قراءة إرشادات الاستخدام والمكونات للتأكد من أن نوعه مناسب لك؛ لأن الأنواع مختلفة، لكن القاعدة العامة في استخدامه هي:
1- املأ الغطاء بسائل غسول الفم.
2- استمر في التمضمض وإيصال السائل إلى جميع أجزاء الفم لمدة تتراوح بين 30 و60 ثانية.
3- حاول ألا تغسل فمك بالماء بعد ذلك.
صحيحٌ أن شطف الفم بالماء بعد التمضمض بغسول الفم لا يُنصح به من أجل تحقيق أقصى استفادة من المنتج، ولكن من الأهمية بمكان أيضاً ألا تبلع السائل، لذلك لا ينصح بإعطاء الغسول للأطفال.
لكن لا تبالغ في استخدام غسول الفم
رغم تلك الميزات، يعتقد بعض العلماء أننا نُضعف دفاعات الجسم في حالة الإفراط في النظافة واستخدام غسول الفم، إذ من شأن وجود قليل من الجراثيم هنا وهناك أن يمنح الجهاز المناعي فرصة ليزداد قوة.
تخيل الاستجابة المناعية كأنها حرس لقلعة، عندما يواجه حارس القلعة حشداً من الغزاة، فربما لا يكون مستعداً بما يكفي لمحاربتهم إن لم يكن قد واجه من قبلُ سوى مجموعة صغيرة، أما إن كان خبيراً بصد مجموعات كبيرة من الأعداء بشكل منتظم، فسيكون متأهباً بشكلٍ أفضل لصدّ ذلك الحشد.
يتشابه الجهاز المناعي البشري مع هذا المثال في حاجته إلى الحفاظ على استمرارية التدريب والتأهب، وفق التشبيه البسيط الذي استخدمه موقع How Stuff Works الأمريكي.
ثمة طرق أخرى يمكن أن نقوّض بها جهازنا المناعي، ومنها استخدام منتجات معينة من مضادات الميكروبات (تحارب الجراثيم)، وهو ما قد يُسبب رد فعل مناعياً مفرطاً.
ومن بين مضادات الميكروبات التي تثير قلق بعض الخبراء الطبيين، التريكلوسان، وهو مكوَّن يوجد في بعض غسولات الفم (وأحياناً ما يُضاف إلى معجون الأسنان وصابون اليد).
إذ وجد الباحثون في جامعة جونز هوبكنز أن الأطفال الذين سجلوا مستويات عالية من التريكلوسان، كانوا أكثر عرضة لامتلاك مستويات عالية من المواد الكيميائية المناعية، مثل الموجودة لدى الأشخاص المصابين بالحساسية.
فيما أشارت الدراسات أيضاً إلى أن التريكلوسان يمكن أن يسهم في خلق مقاومة للمضادات الحيوية. وهكذا، بدأ كثير من المصنعين في إزالة التريكلوسان من منتجاتهم، وإذا كنتَ قلقاً من هذه المادة، تأكد من تفحّص بطاقة المنتج الموجودة على غسول الفم أو أي منتجات شخصية أخرى قبل أن تشتريها.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.