يحدث تجلط الأوردة العميقة أو جلطة الساق عندما تتشكل خثرة دموية في واحد أو أكثر من الأوردة العميقة في جسمك، عادةً في ساقيك. ويمكن أن يسبب هذا التجلط ألماً في الساق أو تورماً، ولكن يمكن أن يحدث أيضاً بدون أعراض.
وعلى الرغم من أنها قد لا تبدو مهددة للحياة، ولكن إذا تركت دون علاج ولم تتحلل من تلقاء نفسها، قد تنفصل جلطة الساق التي تتطور في الأوردة العميقة وتنتقل إلى رئتيك عبر مجرى الدم، ما يتسبب في انسداد رئوي قد ينتهي بالوفاة أو سكتة قلبية.
نستعرض في هذا التقرير كل المعلومات التي ينبغي عليك معرفتها عن أعراض جلطة الساق وأسبابها وطرق الوقاية منها.
أعراض جلطة الساق أو جلطات الأوردة العميقة
تنقسم الأعراض إلى قسمين رئيسين: الأعراض الأولى تشير إلى وجود التجلط في الساق، بينما الأعراض الأخرى تشير إلى حدوث الانسداد الرئوي ووصولها إلى الرئتين ما يتطلب التدخل الفوري، وفقاً لموقع Webmd للطب والصحة.
الاحمرار
غالباً ما يكون التلوّن الطفيف للجلد في منطقة الجلطة من أولى العلامات لتشكل جلطة عميقة في الوريد، حيث تظهر تجمعات كثيفة من الدم تحت سطح الجلد مع نمو حجمها.
السمة المميزة لاحمرار الجلد نتيجة التجلط الوريدي العميق هو أنه لا يختفي بمرور الوقت، بل يزداد بدون سبب واضح.
التورم
بالإضافة إلى الاحمرار، قد يحدث تورّم مؤلم في موقع الجلطة، خاصة إذا تطور في منطقة الساق أو الكاحل أو ربلة الساق؛ لأن هذه المناطق أكثر كثافة من حيث العظام والأنسجة، من الصعب على الجسم التخلص بشكل طبيعي من الجلطة التي تكونت فيها ما يؤدي إلى التورم الواضح.
واحدة من العلامات التي تدل على أن التورّم قد يكون مرتبطاً بالجلطة هو أنه لن يستجيب للعلاجات المعتادة، مثل وضع الكمادات الساخنة أو الباردة. كما قد يزداد التورم أيضاً دون سبب واضح على الفور وقد يحدث دون إصابة خارجية بالمنطقة المصابة.
سخونة الجلد
غالباً ما يتسبب تخثر الدم في تغير درجة الحرارة في الجسم، عند حدوث جلطة الساق، قد تزداد درجة حرارة الجلد القريب من المنطقة ويصبح دافئاً عند اللمس. في بعض الأحيان، قد يشعر الشخص بوخز في المنطقة المصابة أيضاً والحكة اللذين لا يستجيبان للعلاجات الموضعية ويزدادان مع الوقت.
أما بالنسبة للانسداد الرئوي فتتضمن العلامات التحذيرية والأعراض ما يلي:
- ضيقاً مفاجئاً في التنفس
- ألم الصدر أو عدم الراحة الذي يزداد سوءاً عند التنفس بعمق أو عند السعال
- الشعور بالدوار أو الإغماء
- النبض السريع
- التنفس السريع
- خروج الدم عند السعال
ما هي أسباب جلطة الساق؟
أي شيء يمنع الدم من التدفق أو التجلط بشكل طبيعي يمكن أن يسبب جلطة دموية.
أما الأسباب الرئيسية لتجلط الأوردة العميقة، هي تلف الوريد من الجراحة أو الصدمة الموضعية والالتهابات التي تحصل بسبب العدوى.
لكن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر إصابتك بجلطات الأوردة العميقة، تشمل ما يلي:
السن: يزداد خطر الإصابة بجلطات الأوردة العميقة عند الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 60 عاماً، على الرغم من أنها يمكن أن تحدث في أي عمر.
الجلوس لفترات طويلة: مثل القيادة لفترات طويلة أو الطيران. عندما تظل ساقيك ثابتة لساعات، لا تنقبض عضلات ربلة الساق ما يعيق الدورة الدموية.
كما أن الراحة في الفراش لفترات طويلة، مثل الإقامة الطويلة في المستشفى أو الشلل يمكن أن تسبب جلطات الدم في ربلة الساق.
الإصابة أو الجراحة: يمكن أن تؤدي إصابة الأوردة أو الجراحة إلى زيادة خطر الإصابة بجلطات الدم في الساق.
الحمل: يزيد الحمل من الضغط في أوردة الحوض والساقين، ما قد يشكل جلطات الساق لكنها على الأرجح تنحل من تلقاء نفسها بعد الولادة.
كما يمكن أن تزيد حبوب منع الحمل من احتمالية تجلط الدم.
زيادة الوزن أو السمنة: تؤدي زيادة الوزن إلى زيادة الضغط في أوردة الحوض والساقين.
التدخين: يؤثر التدخين على تخثر الدم والدورة الدموية، ما قد يزيد من خطر الإصابة بجلطات الأوردة العميقة.
السرطان: تزيد بعض أنواع السرطان من المواد الموجودة في الدم والتي تتسبب في تجلط الدم.
فشل القلب: نظراً لأن الأشخاص الذين يعانون من قصور القلب يعانون من قصور في وظائف القلب والرئة، فإن الأعراض الناتجة عن انسداد رئوي صغير تكون أكثر وضوحاً.
مرض التهاب الأمعاء: تزيد أمراض الأمعاء، مثل مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي، من خطر الإصابة بجلطات الأوردة العميقة.
تاريخ شخصي أو عائلي: إذا كنت أنت أو أحد أفراد عائلتك مصاباً بالجلطات بشكل مسبق، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بجلطات الأوردة العميقة.
في بعض الأحيان، يمكن أن تحدث جلطة دموية في الوريد دون وجود عامل خطر أساسي واضح. هذا يُسمّى الجلطة غير المبررة.
من الممكن الوقاية من جلطة الساق باتباع الخطوات التالية
تشمل تدابير منع تجلط الأوردة العميقة ما يلي:
تجنب الجلوس بلا حراك: إذا أجريت لك عملية جراحية أو كنت مستريحاً في الفراش لأسباب أخرى، فحاول التحرك أو القيام بحركات رياضية في مكانك ومناسبة لوضعك.
إذا كنت جالساً لفترة من الوقت، فلا تضع رجليك فوق بعضها البعض، حيث قد يؤدي ذلك إلى منع تدفق الدم. وإذا كنت تسافر مسافة طويلة بالسيارة، فتوقف كل ساعة أو نحو ذلك وتجول في المكان.
أما إذا كنت على متن طائرة، فعليك الوقوف أو المشي بين الحين والآخر. إذا لم تستطع فعل ذلك، قم بتحريك الجزء السفلي من رجليك. حاول رفع وخفض كعبيك مع إبقاء أصابع قدميك على الأرض، ثم ارفع أصابع قدميك مع وضع كعبيك على الأرض.
تجنب التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بجلطات الأوردة العميقة، لذا عليك تجنبه.
تمرّن وحافظ على وزنك: السمنة عامل خطر للإصابة بجلطات الأوردة العميقة. لكن يقلل التمرين المنتظم من خطر الإصابة بجلطات الدم، وهو أمر مهم بشكل خاص للأشخاص الذين يجلسون كثيراً أو يسافرون كثيراً.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.