حساسية الألبان هي حالة من عدم قدرة الجسم على هضم اللاكتوز مثل سائر الأطعمة، وهو مُركب السكر الموجود بشكل طبيعي في الحليب ومنتجات الألبان ومشتقاته المختلفة.
وتحدُث حساسية اللاكتوز عن نقص اللاكتاز في الجسم، وهو إنزيم تنتجه الأمعاء الدقيقة ضروري لهضم اللاكتوز. وبالرغم من أن عدم تحمل اللاكتوز ليس اضطراباً خطيراً، إلا أن أعراضه يمكن أن تكون مؤلمة وقادرة على تعطيل الحياة بشكل طبيعي.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بحساسية اللاكتوز
بالنسبة لمعظم الناس، يتطور لديهم عدم تحمل اللاكتوز مع مرور الوقت حيث ينتج الجسم كمية أقل من اللاكتاز.
وتشير التقديرات إلى أن قرابة 68% من سكان العالم يعانون من درجة معينة من عدم تحمل اللاكتوز وحساسية الألبان.
وتؤثر حساسية اللاكتوز على الأشخاص المنتمين إلى مجموعات سكانية وأعراق معينة محددة أكثر من غيرهم – مثل ذوي الأعراق اللاتينيين والأفارقة والأمريكيين الأصليين والآسيويين وأوروبا الشرقية والشرق الأوسط.
وبحسب موقع Cleveland Clinic للصحة والطب، يكون الأناس من تلك الأعراق أكثر عرضة لتطوير الإصابة بحساسية الحليب والألبان عن غيرهم لأسباب لا يزال البحث العلمي يبحث في أصلها.
أسباب الإصابة بحساسية الحليب وعدم تحمُّل اللاكتوز
ينتج عدم تحمل اللاكتوز أو حساسية الحليب ومشتقات الألبان عن نقص اللاكتاز في الجسم، وهو إنزيم تنتجه الأمعاء الدقيقة ضروري لهضم اللاكتوز.
كما قد تقلل بعض أمراض الجهاز الهضمي، مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي ومرض الاضطرابات الهضمية والتهابات المعدة أو الأمعاء وإصابات الأمعاء الدقيقة من كمية اللاكتاز المتاحة لهضم ومعالجة اللاكتوز بشكل سليم.
وفي حالة إصابة الأمعاء الدقيقة قد يكون عدم تحمل اللاكتوز حالة صحية مؤقتة، وعادة ما تتحسَّن الأعراض بعد التئام الأمعاء وتشافيها.
أعراض حساسية الألبان ومشتقات الحليب
إذا لم يتم مراعاة حساسية الحليب بشكل صحيح، فقد يتسبب عدم تحمُّل اللاكتوز في حدوث مشاكل هضمية خطيرة. وعادة ما تظهر هذه الأعراض في غضون 30-60 دقيقة بعد تناول الطعام.
ومن بين الأعراض الأكثر شيوعاً لحساسية الألبان: الانتفاخ والمغص والغازات والإسهال والغثيان وآلام أسفل البطن والإمساك.
ويحدث الإسهال بسبب عدم هضم اللاكتوز في الأمعاء الدقيقة، مما يتسبب في انتقال الماء إلى الجهاز الهضمي. وبمجرد وصوله إلى القولون، يتم تخمير اللاكتوز بواسطة البكتيريا الموجودة في أمعائك، مكوِّنة أحماض دهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) وغازات.
وهو ما يسبب الانتفاخ والغازات وآلام البطن الشديدة، وفقاً لموقع Nutrients.
كذلك تختلف شدة الأعراض بناءً على كمية اللاكتوز التي يمكنك تحمُّلها والكمية التي تتناولها بشكل يومي في الوجبات.
لكن لحسن الحظ، تستمر هذه الأعراض لفترة وجيزة فقط حتى زوال اللاكتوز ومشتقاته من جهازك الهضمي بالكامل.
تحديد المنتجات بمشتقات الألبان والحليب
إذا كنت مصاباً بحساسية الألبان ينبغي توخي الحذر من مكونات الأطعمة المختلفة في الأسواق، إذ قد تحتوي على مشتقات الحليب أو نوعيات مُعالجة من اللاكتوز.
لذلك عند شراء الطعام، اقرأ المكونات الموجودة على ملصقات المُنتج بعناية. وتشمل المكونات المشتقة من الحليب التي تحتوي على اللاكتوز ما يلي:
- مصل اللبن – Whey.
- الأجبان.
- منتجات الحليب الثانوية – Milk by-products.
- جوامد الحليب الجاف – Dry milk solids.
- اللاكتوز – Lactose.
- سمنة – Butter.
- خثارة الحليب.
- مسحوق الحليب الجاف.
ينبغي أيضاً تجنب المنتجات التي تحمل عبارات "قد تحتوي على الحليب ومشتقاته" على الملصق الغذائي. لكن اعتماداً على شدة الأعراض لديك، قد تحتاج إلى تجنُّب الأطعمة التي تحتوي على هذه المكونات أو الحد منها.
وبحسب موقع Healthline للصحة والطب، هناك أيضاً بعض المُركبات التي تُشتق من الحليب ولا تحتوي على اللاكتوز، وهي: الكازين، واللاكتالبومين، واللاكتات، وحمض اللاكتيك.
كما أن هناك حوالي 20% من الأدوية الموصوفة التي قد تثير حساسية اللاكتوز عند المصابين لاحتوائها على مشتقات الحليب، مثل حبوب منع الحمل (موانع الحمل الفموية)، وحوالي 6% من الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل أقراص تهدئة حمض المعدة ومضادات الغازات.
وعادة ما تؤثر هذه الأدوية فقط على الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز الشديد.
ولكن اسأل أخصائي الرعاية الصحية الخاص بك عن الأدوية التي تحتوي على اللاكتوز أو التي يجب تجنُّبها، واقرأ الملصقات الموجودة على الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية للتحقق من محتواها من اللاكتوز.
علاوة على ما سبق، هناك العديد من الأطعمة المعروفة التي تحتوي على اللاكتوز بكميات صغيرة وقد تثير رد فعل تحسسي عند المصابين بحساسية الألبان ما يلي بحسب موقع Medical News Today للمعلومات الطبية:
- الخبز والمُعجنات والمخبوزات.
- الشوكولاتة بالحليب وبعض الحلوى.
- تتبيلات السلطة والصلصات.
- حبوب الإفطار وألواح الطاقة بالحبوب.
- الشوربات والأرز والنودلز سريع التحضير.
- المقرمشات بنكهة الجبن ووجبات خفيفة أخرى.
- نوعيات من الفطائر والبسكويت.
- السمن والزبدة.
- لحوم الأعضاء (مثل الكبد).
- بعض الخضروات مثل البنجر والبازلاء والفاصوليا.
- مبيضات القهوة.
- الزبادي والأجبان ومخفوق الفواكه بالحليب.
هل هناك علاج لحساسية الألبان؟
يتم التعامل مع اضطراب عدم تحمُّل اللاكتوز بسهولة. وعادة ما يكون الهدف من العلاج هو السيطرة على الأعراض من خلال القيام ببعض التغييرات الغذائية.
ويمكن للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أن يجدوا مستوى من الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز والتي لا تسبب أعراضاً حادة.
كما يمكن التخلص مؤقتاً من جميع الأطعمة المحتوية على اللاكتوز من نظامك الغذائي المعتاد باستخدام نظام غذائي خالٍ من اللاكتوز Lactose Free، ثم إضافة مكونات مشتقة من الحليب تدريجياً في نظامك لمعرفة مستوى تقبُّل الجسم للألبان.
ومع ذلك، لا يوجد علاج جذري لحساسية اللاكتوز بشكل يجعل الجسم يفرز إنزيمات هضمه بعد تطوير الحساسية منه وعدم القدرة على احتماله.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.