يؤدي الاستحمام إلى تكسير الغلاف الحمضي للبشرة، أي الحاجز الوقائي الطبيعي للجسم، مما يجعلها جافة ومتشققة وعرضة للغزو البكتيري والفيروسي؛ قد تفترض للوهلة الأولى أن هذا السبب مبرر كافٍ ويشجع على التوقف عن الاستحمام في الشتاء، لكن الأمر ليس بهذه البساطة.
نعم، يدرك الجميع تداعيات ما قبل وبعد الاستحمام في الشتاء من الشعور بالبرد واحتمال التعرض لنزلة برد، لكن التوقف عن الاستحمام في الشتاء يأتي مع مخاطر صحية متعددة.
تقول طبيبة الجلد في بيفرلي هيلز جنيفر هيرمان إن تقليل عدد مرات الاستحمام في فصل الشتاء أمر بديهي، وتوضح لموقع Considerable "في أشهر الشتاء، عندما يكون الهواء في الخارج أكثر جفافاً كما هو الحال في الهواء داخل المنازل بسبب التدفئة، يصبح الجلد أكثر جفافاً، وبالتالي تؤدي كثرة الاستحمام إلى تفاقم الجفاف وزيادة مشاكل البشرة".
ورغم ذلك، فهي تنصح بحصر الاستحمام إلى مرتين في الأسبوع.
ماذا يحصل عند التوقف عن الاستحمام في الشتاء؟
نعدد في ما يلي المخاطر الصحية المترتبة على هذا الإحجام.
1- العدوى من الجراثيم
تتلامس اليدان مع أسطح متعددة مليئة بالجراثيم طوال اليوم، بما في ذلك الهاتف أو لوحة المفاتيح أو وسائل النقل العام.
خلال النهار، تنقل يداك هذه الجراثيم إلى أجزاء مختلفة من جسمك، وأي جروح أو خدوش غير ملاحظة يمكن أن تنقل هذه الجراثيم إلى مجرى الدم، مما يجعل صاحبها عرضة لجميع أنواع الكوارث الطبية، كما تزيد من فرص الإصابة بعدوى بكتيرية أو فطرية.
2- الأمراض الجلدية مثل حب الشباب أو التهاب الحلق
يضمن عدم الاستحمام تراكم الأوساخ والعرق وخلايا الجلد الميتة على الجسم، وبالتالي تفاقم حالة أولئك الذين يعانون من حب الشباب.
يتسبب عدم الاستحمام بانتظام بالتهاب الجريبات، مما يشير إلى التهاب بصيلات الشعر.
كما يسبب تراكم العرق والأوساخ على الجلد إلى ظهور بقع متغيرة اللون على الجلد، يتعين استخدام الكحول والكثير من الصابون للتخلص منها.
3- الشعور بالحكة
يشعر الإنسان بالحكة نتيجة عدم الاستحمام بسبب تراكم خلايا الجلد الميتة والبكتيريا. بالإضافة إلى ذلك، إذا خدشت جلدك بسبب الحكة، فقد تدخل البكتيريا الضارة إلى مجرى الدم، وهو ما يجب تجنبه دائماً.
4- تراجع النشاط
لا تعتني الحمامات المنتظمة بنظافة الجسم فحسب، بل تضمن أيضاً الشعور بالحيوية والانتعاش. وقال طبيب الجلد سانجاي جان لمجلة Jezebel: "لا تنظر للأمر من وجهة نظر بيولوجية، بل حتى نفسية. مجرد الاستحمام يحث على الشعور بالانتعاش، والشخص الذي لا يستحم كل يوم لا يتمتع بنفس مستوى الطاقة. فالاستحمام يجعل الناس يشعرون بمزيد من الثقة، ويشعرون بتحسن، وأنهم أكثر جمالاً".
ونصح بأن يستحم يومياً كل من يمارس الرياضة أو وظيفة تتطلب نشاطاً شاقاً، أو من يكون عرضة للأوساخ والملوثات أو يعمل في مجال الرعاية الصحية – وإلا فإن الاستحمام ثلاث مرات في الأسبوع يجب أن يضمن لك الإبحار بسعادة خلال الشتاء!
5- وأخيراً.. رائحة الجسم
في حين أن العرق في حد ذاته ليس كريه الرائحة، إلا أن بعض المناطق، بما في ذلك تحت الذراعين والقدمين تسبب رائحة مقززة، وذلك لأن "البكتيريا الموجودة على البشرة والشعر تستقلب البروتينات والأحماض الدهنية وتنتج رائحة كريهة"، وفقاً لموقع howstuffworks.
لذا ما بين التوقف عن الاستحمام في الشتاء وعادة الاستحمام اليومي، يبقى خير الأمور أوسطها وتقليل عدد المرات إلى مرتين أو 3 في الأسبوع حفاظاً على الصحة العامة لنفسك والآخرين.