عيناك تدمعان دون سبب وبشكل زائد عن الطبيعي؟ تعرف على أسباب هذه الحالة وطرق العلاج

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/05 الساعة 11:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/05 الساعة 11:05 بتوقيت غرينتش
iStock/ فرط إفراز دموع العين

يُصاب بعض الناس بفرط في إفراز دموع العين، وهي حالة طبية تُعرف علمياً باسم "العين الدامعة"، يحدث فيها أن تتدفق الدموع على الوجه عندما يتم إفراز كميات من الدموع أكبر مما يمكن للعين تصريفه إلى خارجها، وهي في الواقع مشكلة تتعلق بتصريف السوائل.

فرط إفراز دموع العين

لا شكّ أن وجود الدموع على السطح الأمامي للعيون هو أمر هام للحفاظ عليها من الجفاف، ولكن وجود الكثير منها قد يجعل من الصعب الرؤية، وقد يتسبب في مشاكل ومضاعفات أخرى.

ويُصاب الإنسان بأي عمر بفرط إفراز دمع العين، ولكنه يشيع في الغالب عند الأطفال والأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الـ60 عاماً، فيما يمكن أن يصيب المرض عيناً واحدة أو كلتا العينين.

أسباب دموع العين

وفقاً لموقع Medical News Today الطبي، فإن السببين الرئيسيين لدموع العيون هما انسداد القنوات الدمعية، والإفراط في إنتاج الدموع.

السبب الأول: انسداد القنوات الدمعية

يولد بعض الناس بقنوات دمعية مختلفة، فغالباً ما يكون لدى الأطفال حديثي الولادة عيون دامعة، تختفي عادةً في غضون أسابيع قليلة مع تطور القنوات.

في الأطفال الأكبر سناً والبالغين يمكن أن تنسدّ القنوات الدمعية في إحدى العينين أو كلتيهما، وقد يحدث ذلك جنباً إلى جنب مع أعراض أخرى، مثل عدم وضوح الرؤية، وتورُّم العينين، وتقشُّر الجفون، واحمرار العين.

في بعض الحالات تزداد هذه الأعراض سوءاً بعد التعرض للرياح أو خلال انخفاض درجات الحرارة.

السبب الأكثر شيوعاً لفرط دموع العين بين البالغين والأطفال هو انسداد القنوات الدمعية، وعادةً ما تنسدّ بسبب تورم أو التهاب ما.

إذا كانت القنوات الدمعية ضيقةً أو مسدودةً فلن يتم تصريف الدموع، وستتراكم في كيس الدمع.

وعندما تزيد الدموع الراكدة في الكيس الدمعي فإنها تزيد من خطر الإصابة بالعدوى، وتنتج العين سائلاً لزجاً، ما يزيد المشكلة سوءاً.

ويمكن أن تؤدي العدوى أيضاً إلى التهاب في جانب الأنف بجوار العين.

السبب الثاني: الإفراط في إنتاج دموع العين

تنتج العيون المُتهيّجة أو المصابة بالالتهابات دموعاً أكثر من المعتاد، فتقوم العيون بشطف هذا التهيج بعيداً من خلال زيادة إفراز الدموع.

يمكن أن تتسبب المهيجات التالية في زيادة إفراز الدموع في إحدى العينين أو كلتيهما:

  • بعض المواد الكيميائية، مثل تلك الموجودة في الأدخنة وحتى البصل
  • التهاب الملتحمة المعدي، أو العين الوردية.
  • التهاب الملتحمة التحسسي.
  • إصابة العين، مثل خدش أو وجود حصاة صغيرة أو قطعة من التراب.
  • داء الشعرة، حيث تنمو الرموش إلى الداخل.
  • الشتر الخارجي، عندما يتحول الجفن السفلي إلى الخارج.

واعتماداً على السبب المحدد، قد يحدث الإفراط في إنتاج دموع العين بسبب التهيج، جنباً إلى جنب مع أعراض مثل الالتهاب، والاحمرار، والحكة، وعدم وضوح الرؤية، والألم، وزيادة الحساسية للضوء.

ويعاني بعض الأشخاص أيضاً من الدموع التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، التي تترك بقعاً مؤلمة ومهيجة، فتتسبب في زيادة إفراز الدموع.

كما يمكن أن يؤدي التعرض للدخان أو الرياح أو الطقس البارد أيضاً إلى زيادة إنتاج الدموع بشكل مؤقت، إضافة إلى التثاؤب أو الضحك أو القيء.

أسباب أخرى لزيادة إفراز دموع العين

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة إفراز دموع العين، مثل:

  • التهاب القرنية
  • قرحة القرنية
  • الدمل أو الكتلة التي يمكن أن تنمو على حافة الجفن
  • شلل بيل
  • الحساسية، بما في ذلك حمى القش
  • مشكلة في الغدد في الجفون تسمى غدد ميبوميان
  • استخدام بعض الأدوية

علاج زيادة إفراز دموع العين

يعتمد العلاج على مدى خطورة المشكلة، والسبب، وما إذا كانت هناك أعراض أخرى أم لا.

في الحالات الخفيفة قد يوصي الأطباء بالانتظار وعدم القيام بأي شيء، ومراقبة المريض.

ومع ذلك، إذا لم يتم حل المشكلة من تلقاء نفسها أو إذا ساءت الأعراض، فقد يكون العلاج الإضافي ضرورياً.

تحتاج الأسباب المختلفة لزيادة إفراز دموع العين إلى خيارات علاجية محددة وهي:

التهيج: عادة ما يعالج زيادة إفراز الدمع الناتج عن التهاب الملتحمة الفيروسي من تلقاء نفسه، بينما يعالج الأطباء التهاب الملتحمة الجرثومي بقطرات المضادات الحيوية.

داء الشعرة: في حالة نمو رمش العين أو وجود جسم غريب في العين، يقوم الطبيب بإزالته من العين المصابة.

الشتر الخارجي: إذا انقلب الجفن للخارج، فقد يحتاج المريض إلى الخضوع لعملية جراحية، يقوم فيها الطبيب بشد الوتر الذي يثبت الجفن في مكانه، يمكن أن تؤثر هذه الحالة على جفن واحد أو كليهما.

انسداد القنوات الدمعية: يمكن للجراحة أن تخلق قناة جديدة من الكيس الدمعي إلى داخل الأنف، هذا يسمح للدموع بتجاوز الجزء المسدود من القناة الدمعية، ويسمى هذا الإجراء الجراحي فغر كيس الدمع.

زيادة إفراز دموع العين عند الأطفال

عند الأطفال حديثي الولادة، عادةً ما تُشفى الحالة من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة، فقط 1-6% من الأطفال يعانون من الأعراض.

وفي بعض الأحيان قد يتكون سائل لزج حول عين الطفل أو عينيه، ويمكن لمقدم الرعاية استخدام قطعة من القطن مبللة بالماء المعقم لتنظيف العينين، وفقاً لما ذكره موقع Health Line الطبي الأمريكي.

كما قد يكون من الممكن طرد الدموع عن طريق تدليك القنوات الدمعية بلطف، والضغط الخفيف بالإصبع والإبهام على الجزء الخارجي من الأنف.

العلاجات المنزلية

يمكن أن تساعد العلاجات المنزلية في علاج بعض حالات دموع العين، دون الحاجة إلى رؤية الطبيب.

فيما تشمل العلاجات المنزلية ما يلي:

  1. أخذ استراحة من القراءة أو مشاهدة التلفزيون أو استخدام الكمبيوتر.
  2. ترطيب العين بقطرات متاحة للشراء بدون وصفة طبية أو عبر الإنترنت.
  3. وضع قطعة قماش مبللة دافئة على العين، والقيام بتدليك الجفن لتحرير أي انسداد.
  4. استخدام منديل مُعقّم للعين لإزالة أي أوساخ من العين والجفون.

الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب

في حالة ظهور الأعراض التالية يجب على الشخص الاتصال بالطبيب أو زيارته في أسرع وقت ممكن:

  • ضعف الرؤية
  • ألم أو تورم حول العينين
  • الشعور بوجود شيء ما في العين
  • احمرار مستمر في العين.
  • التمزق والألم الذي يشعر به الشخص في الصباح الباكر، ما قد يشير إلى تآكل القرنية المتكرر، أو تآكل الطبقة الخارجية من القرنية.

وأخيراً: على قدر ما تعتبر هذه المشكلة حالة طبية بسيطة يمكن علاجها، بقدر ما يمكن أن تكون خطيرة، وقد تُسبب العمى في حال تفاقم الأعراض دون علاجها، لذلك فإن أفضل شيء يمكن فعله في حال ظهور أعراض زيادة إفراز دموع العين هو محاولة علاجها على وجه السرعة، أو زيارة الطبيب في حال لم تنفع العلاجات المنزلية.

قد يهمك أيضاً: قد يسبِّب العمى في حالات نادرة! هذا ما عليك فعله إذا أصبت بجفاف العين

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد