"هذا هو شكل جسمي ولن أستطيع تغييره"، "حاولت كثيراً والتزمت بالتمارين والنظام الغذائي، لكن القسم السفلي من جسمي لا يستجيب"، "دائماً تبدو ساقاي منتفختين كالإسفنج ويغطيها السيلوليت".
لا بد أنك سمعت أو رأيت إحدى النساء تقول إحدى هذه الجمل وتظن أن السمنة هي السبب وراء معاناتها.
لكن مشكلة توزيع الدهون بشكل غير منتظم تحت الجلد هي حالة مختلفة عن السمنة والسيلوليت وتسمى "الوذمة الشحمية".
تصيب هذه الحالة القسم السفلي من الجسم، خاصة الأرداف والساقين وتعاني منها ما يقارب 11% من النساء دون علمهن لاعتقادهن بأنها سيلوليت.
في هذا التقرير، سنلقي نظرة على الاختلافات بين الوذمة الشحمية والسيلوليت ونناقش الأسباب المحتملة وأعراض كل منهما والعلاجات لكل حالة.
أولاً: ما الفرق بين السيلوليت والوذمة الشحمية؟
يعرف موقع Mayo Clinic الطبي، السيلوليت على أنه تراكم الرواسب الدهنية تحت سطح الجلد مباشرة والتي تدفع من خلال النسيج الضام الكامن، مما يؤدي إلى ظهور نقرة أو تجعد مرئي، مما يعطي الجلد مظهر "قشر البرتقال".
يوجد السيلوليت على ما يقرب من 90٪ من جميع النساء من جميع أنواع الجسم، وينتشر غالباً في الأرداف والفخذين والمعدة والجزء العلوي من الذراعين. ولا يعتبر مؤلماً أو خطيراً بحد ذاته.
أما بالنسبة لأسبابه فهي غالباً اتباع عادات غذائية غير صحية وقلة ممارسة الرياضة والتدخين وزيادة الوزن والتقدم بالعمر.
أما الوذمة الشحمية، من ناحية أخرى، فهي اضطراب حاد في الأنسجة الدهنية في الأطراف السفلية من الجسم، وتصيب النساء في الغالب في منطقة الساقين والأرداف والفخذين وأعلى الذراعين أحياناً.
الغريب أن السمة الرئيسية للوذمة الشحمية هي أنها لا تؤثر أبداً على أقدام المريض والقسم العلوي من الجذع، مما يخلق شكلاً غير متماثل، ومحيطاً غير متناسب مع الجزء السفلي من الجسم.
يشير موقع Cleveland clinic إلى أن السبب الدقيق للوذمة الشحمية غير معروف، لكن الحالة تسري في العائلات وقد تكون موروثة وعادةً ما تبدأ أو تزداد سوءاً في وقت البلوغ أو الحمل أو انقطاع الطمث.
من المهم جداً التنويه بأن الوذمة الشحمية لا تنتج عن السمنة ولا تختفي بفقدان الوزن. يمكن أن يفقد المصاب الوزن في الجزء العلوي من جسمه دون أي تغيير في المناطق المصابة بالوذمة الشحمية.
الوذمة الشحمية: الأعراض والعلاج
تتسبب الوذمة الشحمية في ظهور الجلد منتفخاً وغير متساوٍ ومنتفخاً كإسفنج، وغالباً ما تسبب ألماً عند الضغط على الجلد أو ظهور الكدمات بشكل متكرر في المناطق المصابة عن التعرض لأي ضربة أو اصطدام خفيف، كما يشير موقع Webmd الصحي.
من الأعراض أيضاً ظهور الدوالي والعروق العنكبوتية مع ألم مستمر أو تورم في الساقين يتغير أو يزداد سوءاً على مدار اليوم أو مع النشاط.
تعتبر الوذمة الشحمية حالة طبية تتطلب العلاج، حيث يمكن أن تؤدي إلى أعراض مزمنة ومضاعفات طويلة الأمد.
على الرغم من عدم وجود علاج نهائي للوذمة الشحمية، فإن بعض الاستراتيجيات يمكن أن تساعد في تقليل الأعراض ووقف تطور المرض. قد تشمل خيارات علاج الوذمة الشحمية ما يلي:
الحفاظ على الوزن:
يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة النشاط البدني المنتظم في منع تراكم المزيد من الدهون. ومع ذلك، يجب عليك دائماً التحدث مع طبيبك أولاً قبل البدء في خطة تمرين أو نظام غذائي جديد.
روتين العناية بالبشرة:
يمكن أن يساعد الحفاظ على روتين جيد للعناية بالبشرة في الحفاظ على الجلد المصاب رطباً ويخفف من الألم.
العلاج بالضغط:
يمكن أن تساعد الجوارب الضاغطة أو الضمادات الأخرى المطبقة على الجلد المصاب في تقليل التورم والألم وشعور عدم الراحة.
يمكن أيضاً أن يتم العلاج بالضغط بشكل متخصص في العيادات الطبية للمساعدة في علاج الأعراض بشكل أفضل.
شفط الدهون:
في بعض الحالات، يمكن أن يساعد شفط الدهون في إزالة تراكم الدهون الزائدة وتحسين الأعراض ونوعية الحياة بشكل عام. ومع ذلك، يعتبر هذا الإجراء جراحياً ويحتاج فترة استراحة قد تصل لأسابيع، لذا عليك التفكير جيداً واستشارة الطبيب قبل اتخاذ القرار.
التدخل الجراحي:
في بعض الحالات الشديدة التي تمنع فيها الوذمة الشحمية الشخص المصاب من المشي أو تسبب لها آلاماً كثيرة، قد يكون هذا الإجراء الجراحي ضرورياً.
السيلوليت: الأعراض والعلاج
يمكن أن يسبب السيلوليت وجود "دمامل" صغيرة في الجلد، خاصةً عندما يكون الجلد مضغوطاً. بشكل عام، يمكن أن تتسبب هذه الدمامل في ظهور الجلد على شكل نتوءات أو غير متساوية.
على عكس الوذمة الشحمية، لا يعتبر السيلوليت حالة طبية وهو تجميلي بحت. ويمكن أن يؤثر على أي شخص من أي حجم ولا يكون عادة مدعاة للقلق.
السيلوليت لا يحدث دائماً بسبب زيادة نسبة الدهون في الجسم، لكنه يرجع إلى الطريقة التي يتم بها توزيع الدهون في الجلد. فكلما زادت نسبة الدهون في منطقة ما، زاد بروزها، وحتى الأشخاص النحيفين يمكن أن يصابوا بالسيلوليت إذا تركزت الدهون بشكل أكبر في إحدى مناطق جسمهم.
وعلى الرغم من أن السيلوليت ليس خطيراً، فإن الكثير من الناس لا يحبون مظهره ويبحثون عن علاج للتخلص منه وأول حل قد يجربونه هو "فقدان الوزن".
قد تشمل خيارات علاج السيلوليت ما يلي:
العلاجات الموضعية:
يمكن أن تساعد الكريمات والمستحضرات التي تحتوي على الكافيين والريتينول في تقليل ظهور السيلوليت.
العلاجات الطبية:
تتضمن الإجراءات الطبية للسيلوليت استهداف الخلايا الدهنية أو النسيج الضام لتقليل ظهور السيلوليت. لقد ثبت أن العلاج بالموجات الصوتية وإجراءات الليزر هي أكثر العلاجات الطبية فعالية للسيلوليت.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.