ربما تكون قد سمعت عن حالات رهاب شائعة مثل رهاب المرتفعات أو رهاب الأماكن المغلقة أو رهاب العناكب. لكن بعض أنواع الرهاب غريبة ونادرة، بما في ذلك بعض المخاوف من حيوانات أو مواقف أو أشخاص أو أشياء أو أنشطة معينة أو حتى من النساء والذي يدعى (جينوفوبيا).
قد تعود أسباب رهاب النساء إلى الطفولة، كما أنه يصيب النساء والرجال وحتى الأطفال، تعرف على تفاصيل أكثر عن أسبابه وأعراضه وطرق علاجه في هذا التقرير.
رهاب النساء.. اضطراب اجتماعي لا يقتصر على الرجال
يعرف الخوف من جنس النساء باسم Gynophobia، ويعود أصل كلمة "Gyno" من الكلمة اليونانية "woman"، وهو خوف غير عقلاني من النساء يسبب القلق وفي بعض الحالات، الرغبة في تجنب التواجد أو التواصل معهم كما يشير موقع Very Well Mind.
يصنف رهاب جنس النساء على أنه نوع من أنواع اضطراب القلق الاجتماعي، حيث يشعر الشخص بقلق شديد بشأن التفاعلات الاجتماعية والمخاوف من الإذلال أو الرفض أو الإحراج في المواقف الاجتماعية. وفي حالة رهاب جنس النساء، يشعر المريض بهذا القلق على وجه التحديد حول النساء.
المثير للدهشة أنه على الرغم من أن الرجال هم الأكثر عرضة للإصابة برهاب النساء، لكن النساء يمكن أن يصبن أيضاً به، ويمكن أن تكون الحالة موجودة في كل من البالغين والأطفال.
رهاب النساء مختلف عن كره النساء
لا ينبغي الخلط بين رهاب النساء وكره النساء ( Misogyny)، والذي يتم تعريفه على أنه كراهية للمرأة أو ازدراؤها على أساس المعتقدات الثقافية أو الاجتماعية أو السياسية للشخص. كره النساء هو وجهة نظر مختارة، في حين أن رهاب النساء هو حالة سريرية تعتمد على استجابة جسدية لا إرادية بسبب القلق.
أعراض رهاب النساء نفسية وجسدية
الرهاب الاجتماعي، بما في ذلك رهاب النساء، له أعراض جسدية ونفسية. يمكن أن تكون خفيفة ومتوسطة وشديدة وحتى معيقة. بالنسبة للأعراض الجسدية، فهي رد فعل للخوف وتأتي من إفراز الأدرينالين أثناء الاستجابة الغريزية للقتال أو الهروب.
وفقاً لموقع Healthline الطبي، تشمل الأعراض الجسدية والنفسية الشائعة لرهاب النساء ما يلي:
- خوف أو قلق أو رعب فوري عندما ترى أو تفكر في النساء.
- فهم أن خوفك من النساء غير مبرر أو مبالغ فيه ولكن الخوف من المستحيل السيطرة عليه.
- القلق الذي يزداد حدة مع اقتراب المرأة منك جسدياً.
- الابتعاد عن النساء أو الأحداث التي قد ترى فيها النساء ؛ أو الشعور بالقلق الشديد أو الخوف في المواقف التي ترى فيها النساء.
- صعوبة القيام بأنشطتك اليومية لأنك تخاف من النساء.
- ضيق في صدرك أو تعرق أو تسارع في ضربات القلب أو صعوبة في التنفس.
- اضطراب في المعدة أو دوار أو إغماء عندما تكون بالقرب من المرأة أو تفكر في المرأة.
- هلع شديد ورغبة قوية في الفرار بالقرب من النساء.
قد لا يتمكن الأطفال المصابون بالرهاب من التعبير عما يشعرون به. وقد تظهر مشاعرهم على شكل تعلق أو بكاء لا يطاق أو نوبة غضب.
الأسباب قد تكون تجارب طفولية أو عوامل وراثية
على الرغم من أن السبب الدقيق وراء رهاب النساء غير مفهوم جيداً، فقد تلعب العوامل الوراثية والبيئية والتجارب السابقة دوراً أساسياً في ظهوره.
غالباً ما تلعب التجارب السلبية أو المؤلمة التي تكون النساء سببها الدور الأكبر في ظهور هذا الرهاب. قد يؤدي الاعتداء العقلي أو الجسدي أو الجنسي على الشخص، على سبيل المثال، إلى الشعور بالخوف أو القلق عند التواجد حول النساء.
قد يمر بعض الأشخاص بتجارب في الماضي يربطونها بخوف من المرأة، مثل النشوء مع أم معنّفة أو علاقة سيئة أو سامة مع امرأة أو التعرض للاستغلال أو الاستهزاء من قبل معلمة مدرسة أو شريكة في العمل.
يتركز هذا الخوف في منطقة من الدماغ تسمى اللوزة، وهي منطقة صغيرة تسجل ردود أفعالك تجاه التجارب. عندما تمر بتجربة مماثلة لما مررت به في الماضي أو شيء ما يثير ذاكرتك، فإن اللوزة تُذكرك بما شعرت به خلال التجربة السابقة.
لكن قد لا يستطيع بعض الأشخاص ربط الرهاب لديهم بأي حادث أو صدمة معينة. في هذه الحالة، قد يكون التفسير يستند على علم الوراثة مما يفسر سبب انتشار بعض أنواع الرهاب في العائلات.
هناك أيضاً عدد من العوامل التي قد تزيد من احتمالية إصابة الشخص برهاب الجنس. بعض هذه تشمل:
العمر: بشكل عام، يكون الأطفال أكثر عرضة لتطور معظم أنواع الرهاب.
علم الوراثة: من المرجح أيضاً أن يصاب الأشخاص بالرهاب إذا كان لديهم أقارب يعانون من اضطرابات القلق أو أنواع الرهاب الأخرى.
الحالة المزاجية: الأشخاص الأكثر حساسية من غيرهم أو الذين لديهم نظرة متشائمة بشكل عام قد يكون لديهم خطر متزايد من تطور الرهاب.
العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالكلام هما الأنسب
عندما يمنع الخوف من المرأة الشخص من عيش حياة كاملة- مهنياً أو اجتماعياً أو رومانسياً- فهناك خيارات علاجية مختلفة.
تتمثل أولى خطوات علاج أي رهاب في إدراك أنه اضطراب حقيقي وليس وهماً. وتعتبر أشكال العلاج النفسي من أكثر علاجات رهاب النساء فعالية:
العلاج السلوكي المعرفي:
هذا النوع من العلاج النفسي، أو العلاج بالكلام، يعلمك تحديد وتغيير الأفكار والعواطف والسلوكيات غير الصحية. بمساعدة المعالج، ستغير نظرتك إلى خوفك وستطور أدوات مواجهته.
كما يمكنك أيضاً مناقشة الأصول المحتملة لرهاب النساء من طفولتك. وعادةً ما يجمع المعالجون بين العلاج المعرفي السلوكي وعلاج التعرض.
علاج التعرض:
يعرّض هذا النوع من العلاج بالكلام بشكل تدريجي ومتكرر الشخص لخوفه من النساء. تُسمى هذه العملية أحياناً بعلاج إزالة التحسس، وهي تستخدم مواقف خاضعة للرقابة يقودها معالج ليعلم المريض استراتيجيات الحد من القلق من رهاب النساء.
قد يبدأ العلاج بطلب المعالج من الشخص المريض مجرد التفكير في النساء. ثم بمجرد أن يشعر بالراحة في إدارة هذا المستوى من الخوف، يمكنه الانتقال إلى النظر إلى صور النساء أو التحدث إلى امرأة. الهدف هو سيطرة المريض على الخوف بدلاً من أن يسيطر الخوف عليه.
العلاج بالكلام هو العلاج الأكثر نجاحاً ولكن قد يوصي الأطباء أحياناً بالأدوية على أساس قصير الأمد للرهاب، حيث يمكن أن تساعد بعض الأشخاص في الانتقال إلى العلاج بالكلام.