لا شكَّ أنَّ الزواج ليس مجّرد نزهة يعيشها أي شخصين، وليس عملية توطيد لمشاعر الحب بينهما، ولا تجربة من الممكن أن نغامر بسهولة بفشلها، وإنما هو علاقة يُفترض أن تكون أبديّة مبنية على أسس متماسكة ومتينة، مثل الالتزام، التفاهم، تحمل المسؤوليات، والشيء الذي لا غنى عنه حتماً الاحترام.
وبالتالي فإنَّ مرحلة الخطوبة، تلعب دوراً هاماً لدى أي شريكين يخططان للزواج، من أجل فهم بعضهما البعض، ومعرفة قيمهما الأساسية، أسلوب حياتهما، أهدافهما الحالية والمستقبلية، وأيضاً قدرتهما على أن يكونا جزءاً من علاقة ذكية عاطفياً.
أحاديث من المهم التكلم فيها خلال مرحلة الخطوبة
وبما أنَّ الشريكين يخططان لحاضرهما ومستقبلهما معهاً، فهناك بعض المحادثات المفتوحة والصادقة التي يجب مناقشتها، مثل الأسئلة المتعلقة بالأطفال والشؤون المالية والأهداف المستقبلية وطرق التعامل في حال حدوث خلافات بينهما.
1 – كيف سندير أمورنا المادية؟
دعونا نبدأ بأحد أكثر الأمور التي يتشاجر أي شريكين حولها بعد الزواج، وأحد أكثر مصادر التوتر شيوعاً في العلاقات، وهي "الشؤون المالية".
فعلى الرغم من أنَّ تلك المحادثة قد تؤدي إلى مواقف مزعجة أو غير مريحة في البداية، فإنَّ الخوض فيها أمرٌ هام، فلا تنسوا أنّكما ستقضيان جلّ سنوات حياتكما المتبقية مع بعضكما، وعليكما معرفة نقاط الاتفاق والاختلاف بينكما في هذا الموضوع.
أبرز النقاط التي عليكما الاتفاق عليها تتضمن ما إذا كنتما ستجمعان أموالكما في حساب واحد أم في حسابين منفصلين.
حددا الحسابات التي ستُسحب منها النفقات اليومية والحسابات التي ستُستخدم للمبالغ الكبيرة.
أما إذا كان أحدكما مدخراً والآخر منفقاً، اتفقا على المبالغ المخصصة للإنفاق كل شهر، وبالتالي فإنّ على استراتيجيتكما المالية أن تسير وفقاً لحدود ميزانيتكما.
2 – ما هي أهدافنا المهنية المستقبلية؟
القيمة الأخرى الهامة التي يجب مُناقشتها قبل الزواج هي الأهداف الشخصية والمستقبلية لكل شخص؛ إذ يمكن أن تساعد في رسم صورة واضحة لنوعية الشخص المقابل لك، بالإضافة إلى معرفة الدافع الذي يدفعه لذلك.
ستتيح هذه المناقشة بينكما فرصة التعرف على كيفية تقديم الدعم مستقبلاً لبعضكما البعض من أجل تحقيق هذه الأهداف.
3 – متى سننجب الأطفال؟
إنَّ إنجاب أطفال وإنشاء عائلة هو خطوة منطقية تالية عندما تكونان في علاقة ملتزمة ومتفاهمة، ومع ذلك فإنّ هذه الخطوة بالنسبة للكثيرين ليست ببساطة جزءاً من المستقبل الذي يتخيلونه أو على الأقل قد تكون حلماً مؤجلاً.
لذلك من المهم جداً خلال فترة الخطوبة مناقشة الخطط المتعلقة بإنجاب الأطفال، ومناقشة المواقف المعيشية الأخرى المحتملة المتعلقة بأفراد أسرتك، مثل والديك المسنّين اللذين يعيشان لوحدهما وتحديد فترات زيارتهما فقد يكون شريكك غير مرتاح لقضاء الكثير من الوقت مع عائلتك على سبيل المثال.
4 – كيف نحل مشاكلنا؟
المشاكل والخلافات هي أمرٌ لا مفر منه، لكن الطريقة التي يتعامل بها الشريكان معها هي التي ستحدد ما إذا كانا سيتغلبان عليها أم ستغلبهما.
تأكدا من أنكما تفهمان بعضكما البعض. اتفقا على أن تعطيا الفرصة لكل شخص للحديث والتعبير عن وجهة نظره، ولكن الأهم من ذلك هو أن تصلا إلى اتفاق على كيفية حل تلك المشاكل والتوقيت المناسب.
تخيلا مثلاً أنّ أحدكما لا يحب الحديث عن المشكلة على الفور وإنما يحتاج للقليل من الوقت ليكون جاهزاً، في حين أنّ الشخص الآخر قد لا يستطيع النوم دون حل المشكلة، هذا ما نقصده.
5 – هل لدينا مشكلة في الاحترام المتبادل؟
مثلما تقول منى سوتفين، التي تولت منصباً مرموقاً في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما: "مُعظم العلاقات الجيدة مبنيّة على الثقة والاحترام المُتبادلين"، أو كما يقول الروائي الروسي ليو تولستوي: "تمَّ اختراع الاحترام لتغطية المكان الفارغ حيث يجب أن يكون الحب".
وبالتالي، فإنّ أي علاقة ينقصها الاحترام هي علاقة فاشلة ولن تستمر طويلاً؛ ولذلك فإن الحديث عن أمور الاحترام المُتبادل خلال فترة الخطوبة هو أمرٌ في غاية الأهمية.
إذ يجد العديد من الأشخاص أنفسهم بعد الزواج منغمسين في ديناميكيات مختلفة؛ حيث يتصرف أحدهم بأنه مسؤولاً عن كل شي، في حين يشتكي الآخر من شريكه بأنه غير مسؤول أو غير ناضج أو سلبي، وبالتالي لكي تكون العلاقة حقيقية ومستمرة حقاً، يجب أن تكون مُتساوية.
أضف على ذلك أنّ احترام القيم المتبادل بين الشريكين يجب أن يكون موضحاً منذ البداية؛ إذ يمكن في بعض الأحيان ألا تكونان قادرين على التوصل لاتفاق يتوافق مع قيمكما وآمالكما في الحياة.
ولا شك أنّ أحدكما سيكون خاسراً ويعرض لنفسه للتعاسة في نهاية المطاف؛ لذلك إذا أدركت أن شريكك لا يشاركك قيمك قد يكون من الضروري قطع هذه العلاقة، والبحث عن شخص آخر تتماشى فيه قيمه مع قيمك.
صحيح أنّ البدء من جديد قد يكون مؤلماً، لكنه دائماً ما يستحق العناء في النهاية عند النظر إلى احتمالات النهاية السعيدة مع وجود الاحترام المتبادل.