تعرف المنظمة الأمريكية للنطق واللغة والسمع (ASHA) الاضطرابات اللغوية (Language Disorders) بأنها إعاقة أو انحراف في تطور الاستيعاب أو استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة أو أية رموز أخرى.
ويشمل الاضطراب شكل اللغة (النظام الفونولوجي والصرفي والنحوي)، ومحتواها (النظام الدلالي) واستخدامها في عملية التواصل (النظام الوظيفي)، وقد يتمثل الاضطراب في جانب أو أكثر من هذه الجوانب الثلاثة للغة.
أسباب الاضطرابات
بعدما تناولنا سابقًا كيف تعرفين أن طفلك مصاب باضطراب اللغة والكلام، نتناول بشيء من التفصيل الأسباب والمظاهر والحلول.
إذ تحدث الاضطرابات اللغوية عند الأطفال نتيجة لأسباب بيئية ونفسية وعصبية، والتي يصابون بها قبل الولادة أو بعدها، حيث تعتبر الاضطرابات اللغوية قاسماً مشتركاً بين عدد من فئات التربية الخاصة كفئة الإعاقة العقلية، وفئة صعوبات التعلم، وحالات الشلل الدماغي، والإعاقة السمعية، وفئة الأطفال ذوي الاضطرابات السلوكية واضطرابات طيف التوحد، وأخيراً الأطفال من ذوي الأسباب العضوية المتمثلة في الجهاز الصوتي والتنفسي.
مظاهر الاضطرابات
ويبرر تعدد فئات التربية الخاصة التي تشترك في مظاهر الاضطرابات اللغوية المتمثلة في اضطرابات النطق كالحذف والإضافة والتبديل، واضطرابات الصوت المتمثلة في ارتفاع أو انخفاض الصوت أو درجته، واضطرابات الكلام المتمثلة في السرعة الزائدة في الكلام أو الوقوف أثناءه، وكذلك اضطرابات اللغة المتمثلة في تأخر زمن ظهور اللغة، وصعوبات القراءة والكتابة، واحتباس اللغة… وإلى آخره مما يعانيه هؤلاء الأطفال من انخفاض واضح وملحوظ في قدراتهم اللغوية بالإضافة إلى اضطرابات لغوية وتواصلية تحولُ دون قدرتهم على التواصل مع الآخرين بشكل فعال إذا ما قارنّاهم بمن يماثلونهم في العمر الزمني.
ما الحل؟
وهذا يحتم علينا الحد من هذه المشكلة بإيجاد استراتيجيات علاجية وبرامج تربوية وتعليمية من شأنها العمل على مساعدة الأطفال المضطربين لغوياً، ولعل هذا يتطلب من الوالدين والمعلمين والعاملين مع الأطفال اتباع إجراءات مبكرة تهدف لتحسين مهاراتهم التواصلية وزيادة كفاءتهم اللغوية وطلاقتهم اللفظية، بالإضافة إلى مساعدتهم على تحقيق أقصى ما تسمح به قدراتهم وظيفياً، مع ضرورة التركيز على الاستفادة من مواقف الحياة اليومية في تعليمهم وعلاجهم، لأن ذلك يساعد على تطورهم بشكل أفضل في ظل الظروف الطبيعية.
لذا فإن هناك العديد من الوسائل التربوية التي تساعد على تنمية المهارات اللغوية لدى الطفل من ذوي اضطرابات وصعوبات اللغة، وسوف نستعرض هذه الوسائل طبقاً للمراحل العمرية المختلفة.
السنة الأولى من عمر الطفل:
- التدريب على استعمال الكلمات البسيطة.
- التدريب على حفظ بعض أغاني الدعاية بتسجيلها على شريط وتكرار سماعها.
- تشجيعه على تقليد الأصوات والحركات.
- تشجيعه على التعرف على أعضاء جسمه (العين – الأنف – الفم).
من عمر سنتين إلى ثلاث سنوات:
- قراءة القصص يومياً وفى مكان مناسب وبكثرة.
- اصطحابه إلى المحلات وتشجيعه على التعبير عن رغباته والتعرف على أسماء الحلوى.
- التدريب على بعض الأعمال المنزلية البسيطة مثل ترتيب الألعاب.
- سؤاله دائماً عما يفعل وعما يفكر.
- تشجيعه على نطق الحروف الصحيحة وهو ينظر إلى مخارج الألفاظ.
- جعل نطق الكلمات مفرحاً له عن طريق الابتسام له وتشجيعه.
- التدريب على تقليد أصوات الحيوانات والتعرف على نوع الحيوان.
- تقليد أغاني الأطفال من التلفزيون أو أصدقائه.
فى عمر أربع سنوات للطفل:
- إظهار الاهتمام له في تطور نطقه ولغته.
- التحدث معه كثيراً كما تتحدث مع الكبار.
- التدريب على الاستعمال الصحيح للهاتف.
- تحميل الطفل مسؤوليات أكثر من وضع الألعاب في مكانها، ووضع الملابس في الخزانة.
- تدريب الطفل على الرسم والألوان وتشجيعه.
- البعد عن الأنشطة التي يفشل فيها.
- قراءة القصص يومياً وتشجيعه على إعادة روايتها ومناقشته في أحداثها.
من عمر خمس إلى ست سنوات للطفل:
- الاستمرار في قراءة القصص وإعادتها وسرد أحداثها ومناقشتها أكثر من مرة.
- إتاحة الفرصة للطفل للتعبير عن مشاعره وأحلامه ومخاوفه.
- الاستماع له بعناية عندما يتحدث وإشراكه في المناقشات العائلية.
- السماح له بتقديم المساعدة للغير وحمل بعض الأشياء ووضعها في مكانها.
- تشجيعه على مشاهدة برامج الأطفال.
- تشجيعه على استخدام جهاز الكمبيوتر في بعض الألعاب.
- تشجيعه على تأليف القصص والحكايات من خياله لتنمية أفكاره.
- الحرص على التصحيح للطفل إذا أخطأ في نطق الحرف حتى ينطقه بشكل مضبوط.
- ضرورة نطق الكلام صحيحاً وعدم اختصاره أو تصغيره.
- إتاحة الفرصة للطفل للحوار وإبداء الرأي.
وختاماً.. يجب تكوين فريق عمل للمتابعة مع الأطفال المضطربين لغوياً في البيئة المدرسية، يتم فيه تحديد المهام الوظيفية لكل من أخصائي علاج اضطرابات النطق والكلام، وأخصائي التربية الخاصة، ومعلم الصف، وتدريب الأسرة على توظيف مهارات الطفل اللغوية في المواقف الحياتية الطبيعية، إضافة إلى تشجيع وتنفيذ برامج التعليم الفردي لمن يعانون من اضطرابات لغوية في المراحل المبكرة، ولا ننسى استخدام الأساليب التحفيزية لاستخدام اللغة كالتعلم من طفل لطفل، التعلم الجماعي، التعلم عن طريق تبادل الدور، والتعلم عن طريق اللعب والتقليد والمحاكاة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.