هل أنت من الأشخاص الذين يشعرون في أحيان كثيرة بالتوتر والقلق؟ لا شكَّ في أنك لست وحدك، ففي دراسة أُجريت على بالغين في الولايات المتحدة الأمريكية، أفاد أكثر من نصف المشاركين بارتفاع مستويات القلق لدى معظمهم، بسبب الجائحة كورونا.
علاج يدويٌّ للتوتر والقلق
لكن بدلاً من أن تقوم بالعصر على يديك قلقاً، يمكنك مساعدة نفسك لتخفيف التوتر على الفور باستخدام يديك نفسهما.
وفقاً لموقع The Greatist الأمريكي، يُمكن أن يؤدي استخدام تقنيات اليد مثل الجين شين جيتسو، أو اليد المُهدئة، أو علم المنعكسات، إلى الاسترخاء ومقاومة الآثار الناتجة عن التوتر.
ولا تقتصر أضرار ارتفاع مستويات القلق والتوتر على صحتك النفسية، بل إن الشعور المستمر بالانفعال يمكن أن يُصيبك بالصداع أو الغثيان أو الأرق أو آلام العضلات.
إضافةً إلى المخاطر طويلة المدى مثل ضعف الجهاز المناعي، ومشاكل الهضم، وأمراض القلب.
وإليك كيف تعمل تلك التقنيات اليدوية على تخفيف حدة توترك.
1. تقنية الجين شين جيتسو
من المرجح أنك لم تسمع بهذه الممارسة العلاجية اليابانية من قبل، إذ ابتكرها المعلم هيرو موراي في بدايات القرن العشرين.
وتهدف تقنية الجين شين جيتسو إلى تحقيق التوازن في نظام الطاقة بجسمك للعلاج واستعادة التناغم.
ولفعل ذلك، يستخدم ممارسو الجين شين جيتسو أيديهم لوضع ضغطٍ على 26 موضع طاقة آمناً على جانبي الجسم (تُشبه أساليب العلاج بالوخز والضغط بالإبر).
عندما تضغط في هذه المواضع، تبدأ الأماكن المحتقنة في التفتح وتتسرب إليها الطاقة دون عائق مجدداً، وهكذا يتمكن الجسم من أداء وظائفه على النحو الأمثل.
كيف أقوم بتقنية الجين شين جيتسو؟
من الأساليب المُحددة التي يمكن أن يمارسها الجميع، الإمساك برفق بإصبع السبابة كاملاً لتخفيف حدة الخوف.
قم بلف أصابع إحدى اليدين حول سبابة اليد الأخرى، بحيث تكون مُغطاة بالكامل في راحة يدك. وسوف تشعر هنا بنبضِ خفيف.
ليس من الضروري أن تغمض عينيك، لكن في وسعك ذلك إذا كان يُشعرك بالراحة، فالمغزى من هذه الممارسة هو أن تشعر بالارتياح.
كيف تساعد هذه الممارسة في حالة القلق والتوتر؟
إضافة إلى كونها تبعث على الاسترخاء الشديد، فإنها تعمل على مشاعرك وعواطفك، وتسمح لك باستعادة التواصل مع إيقاع الطاقة العالمية والوعي، كما أنها تساعد في تهدئة الجهاز العصبي والعقل، على غرار التأمل.
2. تقنية اليد المُهدئة
تُطبق هذه التقنية لتحفيز الاسترخاء أو التنفس البطيء خلال نوبات الفزع، وتستخدم هذه التقنية كل إصبع للتذكير بتوجيهات معينة للتنفس والاسترخاء، وفقاً لما ذكرته خدمة الصحة الوطنية البريطانية NHS.
كيف أقوم بتقنية اليد المُهدئة؟
هنا يُمثل كل إصبع فعلاً يساعدك على تهدئة الأفكار المتسارعة والتنفس، أولاً أمسِك إبهامك، وأدرِك مشاعرك، وتقبَّل أن في وسعك الآن البدء بالسيطرة على استجابتك.
بعد ذلك، انتقل إلى مرحلة التنهّد عن طريق الإمساك بإصبع السبابة، تنفَّس وتنهّد بعمق، ودع جسدك يسترخي تماماً، ثم انهض مرة أخرى عندما تكون مستعداً.
من ثم انتقل إلى الإصبع الأوسط، وخذ نفساً عميقاً بطيئاً، قبل أن تعود إلى إصبع البنصر، والقيام بالزفير.
ويمكنك تكرار تلك الخطوات كلما احتجتها.
كيف تساعد هذه الممارسة في حالة القلق والتوتر؟
التنفس العميق يُحفز تبديل الأوكسجين بالكامل، وهو ما يُبطئ معدل ضربات القلب ويُحقق الاستقرار في ضغط الدم، كما أن التركيز على التنفس يساعد في الابتعاد عن التوتر.
3. علم المنعكسات
على الرغم من أن هذه الممارسة دخلت العالم الغربي خلال بدايات القرن العشرين، فهي ليست جديدة على الإطلاق، إذ يستخدم أخصائيو علم المنعكسات مخططات القدم لتوجيههم أثناء ممارسة الضغط على مناطق معينة.
وعلم المنعكسات هو الضغط على مناطق في القدمين أو اليدين، مما يساعد بشكل عام على الاسترخاء وتخفيف الأعراض النفسية، مثل التوتر والقلق، ويعزز النوم، وفقاً لما ذكره موقع Mayoclinic الطبي.
ويقوم ممارسو علم المنعكسات بوضع درجة من الضغط على مناطق مُحددة من اليدين، أو القدمين، أو الأذنين، وتكمن الفكرة في أن هذه المناطق بعينها ترتبط بأعضاء وأجهزة مختلفة في الجسم لتحفيز صحتها.
كيف أقوم بتقنية علم المنعكسات؟
استخدِم إبهامك للضغط بثبات على طول الخط الأشبه بقوس فوق قاعدة إبهام يدك الأخرى، وعلى راحة يدك، وتحت خط القلب (الخط الأعلى المرسوم على راحة يديك).
بعد ذلك، اضغط بثبات على الخط الموجود على مفصل الإبهام، وتحرك إلى نهاية الإصبع.
ثم تحرك إلى قاعدة اليد وانتقل بطولها حتى تصل إلى الجهة المقابلة.
ولتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الممارسة، يُنصح بالعمل على كلتا اليدين لخمس دقائق يومياً.
كيف تساعد هذه الممارسة في حالة القلق والتوتر؟
يُعتقد أن علم المنعكسات يجعل الجسم في حالة استتباب، حيث تتوازن جميع أجهزة الجسد معاً، إذ يوجد في كل يد وقدم نحو 7 آلاف نهاية عصبية مرتبطة بالدماغ، ويُقال إن هناك أيضاً قنوات طاقة تسري من اليدين والقدمين إلى الأجزاء المختلفة من الجسم.
أخيراً تُعد هذه التقنيات الثلاث الفريدة سهلة وسريعة، حيث يمكنك اللجوء إليها عندما تحتاج لتهدئة توترك.