تشير التقديرات إلى أن حوالي مليار شخص على مستوى العالم يعانون من المشاكل النفسية أو الإدمان، وهذا رقم يعني تعامل أقرب الناس إليهم- أي ما يزيد على مليار شخص- مع عوارض وتداعيات الاضطرابات النفسية.
قد يلجأ المريض لطبيب نفسي ويبدأ رحلة علاجية إما من خلال الدواء أو الجلسات الدورية، ولكن يقع جزء كبير على الشريك بعدما يغادر المريض عيادة الطبيب النفسي أو عند بداية ونهاية مفعول الأدوية.
المعالجة الأسرية بيفرلي أندريه جمعت بعض أكثر الأسئلة شيوعاً التي طلب الشركاء الإرشاد فيها:
- السؤال عن كيفية المساعدة، وإذا كانت الأسئلة ستترجم على أنها مضايقة أو تحكم في التفاصيل.
- السؤال عن شعور من يعاني من مشاكل في الصحة النفسية، لتجنب إصدار الأحكام.
- لا يعرفون ماذا يفعلون أو من أين يبدأون، الشعور بالقهر وقلة الحيلة.
- الشعور بأنهم غير قادرين أو مؤهلين، أو ما يعرف بالتعامل مع الجهد النفسي المطلوب لتوفير الدعم العاطفي المستمر.
إذا كنت تشعر أنك عالق في استكشاف المساحة الآمنة مع شريكك الذي يعاني مرضاً نفسياً، فعليك أن تعرف أن هناك بالتأكيد طرقاً تمكِّنك من المساعدة.
كيف أدعم شريك يعاني نفسياً؟
في ما يلي مجموعة من الأشياء التي يمكن تطبيقها عند التعامل مع شخص عزيز مصاب بالاكتئاب.
1- لا تخف من بدء محادثات بشأن صحتهم النفسية
قد تكون المعاناة من مرض نفسي تجربةً انعزالية، لأن صحتنا النفسية ليست بالشيء المرئي، والمرض غير المرئي عادةً ما يُشعِرك بالتجاهل وصعوبة التعامل معه. في كثير من الأحيان يشعر الأفراد الذين يعانون من المرض النفسي به مثل حمل ثقيل، ويتردَّدون دائماً في مشاركة حقيقة ما يشعرون به خوفاً من الشعور بأنهم مصدر إزعاج وكآبة.
يمكن التوصل إلى نظام للاطمئنان يوصل شعور الأمان من خلال الأفعال والأقوال، على سبيل المثال:
- اختلق كلمة متفقاً عليها، أو إشارة يمكن لشريكك أن يستخدمها إذا احتاج لمساعدة ولم يقدر على توصيف المعاناة التي يشعر بها على نحو كامل.
- حافظ على موعد أسبوعي بعيداً عن المشتتات يوفر لكليكما المساحة اللازمة للحديث عن الأحداث الجيدة في الأسبوع، وما الأشياء التي تودون تكرارها، والفرص المتاحة في الأسبوع القادم.
2- استمع أولاً
إذا قررت أنت أو شريكك بدء محادثة بشأن صحته النفسية، فأنصت بتمعن دون مقاطعة لكي تستوعب ما يمر به. قد يبدو أمراً بسيطاً لكن الاستماع الفعال يوصل للشريك رسالة مفادها أنك تحترم رغبته في مشاركة بواطنه، وأن ما يقوله مهم.
مقاطعة الشريك قد توحي بما يلي:
- أنك خبير في حياته، وأنت الأدرى بالأفضل له.
- وأن ما يقوله ليس ذا قيمة مقارنة برأيك.
الاستماع دون مقاطعة يجعله يفهم:
- أنه مرئي، ومسموع، وتجربته مهمة.
- أنك عازم على فهمه.
3- ادعم العلاج
قد يكون من الصعب أن تحافظ على مساحة للشريك بلا تدريب رسمي؛ بل حتى مع التدريب الرسمي، من الصعب الحفاظ على هذا الأمر في حياتك الشخصية.
أفضل نصيحة حسب أندريه هي البحث عن خدمات يقدمها متخصصو الصحة النفسية.
فالعلاقة العاطفية أو الزواج من شخص يعاني من الاكتئاب لها صعوبات إضافية لأي علاقة عادية أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، عندما يراك الشريك تسعى للعلاج سيعدل سلوكه الذي ربما يكون مقتنعاً بأن العلاج النفسي "للمجانين".
على الرغم من أن الصحة النفسية تصدرت المشهد في السنة الماضية بسبب أزمة كورونا، ويدعو الكثير من الخبراء إلى طلب المساعدة، لكن ما زال هناك وصمة مرتبطة بها.
قد يتردد الشريك بطلب العلاج مثل الجلسات العلاجية أو الأدوية، فادعمه بالكلام والأفعال، وسيستفيد أيضاً من اتخاذ القرار باستقلال وبدون ضغوط.
إذا شعرت أن هذا لائق، يمكنك أن تسأل الشريك عن الطريقة التي يمكنك أن تساعده بها.
يسمح له هذا بتحديد معنى المساعدة والدعم من وجهة نظره، بدلاً من أن تتصرف بناءً على افتراضات، ومن الممكن أن تخطو في مساحاته الشخصية.
وإذا تجاوب مع الأمر فإن مساعدته في تجميع قائمة بمقدمي خدمات الصحة النفسية أو مجموعات الدعم ستكون طريقة تعاونية لدعم الشريك في فترة قد تكون مزدحمة وشديدة عليه.
4- احترم حقه في اتخاذ قراراته الخاصة
المعاناة من مشكلة نفسية لا تعني بالضرورة أن الشخص أصبح مباشرة غير قادر على عيش حياة حافلة مستقلة.
من المهم بالنسبة للشريك، أن تمكنّه من اتخاذ قرارات واعية يؤمن حقاً أنها الأفضل له. قد يكون دعمك هو الفارق بين شعوره أنهم في علاقة أبوية أو في علاقة شراكة.
دعم حق الشريك في اتخاذ قرارته الخاصة يعني أيضاً أنك ستبقى معه في مواجهة نتائج هذا القرار حتى إذا لم تكن متفقاً مع القرار من البداية، وعدم عزله يتطلب منك معرفة واحترام مدى وحدود سيطرتك.
بينما قد يكون احترام حقه في اتخاذ قرارته الخاصة تحدياً صعباً، لكن هذا يعزز فكرة أن معاناته ليست ما تُعِّرفُه، ولا تسلبه صوته في العلاقة، وأنكما ما زلتما شريكين متساويين.
كيف أعلم أن شريك حياتي مصاب بالاكتئاب؟
يوضّح موقع Webmd الصحي أن بعض التغييرات المفاجئة في عادات زوجك أو زوجتك اليومية هي إحدى علامات الاكتئاب المبكرة.
بمعنى أن نظامهم الغذائي قد يتغير، أو يعانون من ميل أكبر للحزن والخمول، أو يعزلون أنفسهم ويرفضون ممارسة الأنشطة أو التواصل مع الآخرين.
وقد يصل الأمر إلى أن يتجنب الزوج أو الزوجة التواصل مع شريكه، إذ يقوم بعض الناس بالانخراط في أنشطة أو هوايات فردية، أو حتى سلوكيات غير متزنة، مثل شراء سيارة باهظة الثمن، أو إنفاق الكثير من المال في أدوات غير هامة.
شريك الشخص المصاب يعاني من أعراض أيضاً
لفت موقع PSYCOM للصحة النفسية إلى أن تبعات العيش مع زوجة أو زوج يعاني من الاكتئاب له تبعات نفسية عليك أيضاً، وتشمل:
– الشعور بالغضب من الاضطراب والشخص المضطرب نفسه.
– تصور الشخص المكتئب على أنه جاحد للجميل أو راغب في الاهتمام المفرط.
– الخوف أو القلق من التعبير عن إحباطاتك ومشاعرك السلبية تجاه سلوكه.
– الشعور بعدم تلبية احتياجاتك العاطفية والنفسية.
– الشعور بالإحباط بسبب عدم مشاركة الآخر في الأعمال المنزلية.
– الرغبة الملحّة في تلقين الآخر بعض الدروس عن "الجانب المشرق"، أو وضع خطط لإجباره على أداء بعض المهام والنشاطات التي تعتقد أنها من شأنها تحسين شعور الطرف الآخر.