من المؤكد أن الإجهاد له آثار سلبية في الحياة الحديثة أكثر بكثير من آثاره الإيجابية. قد يتسبب الإجهاد في أضرار جسدية ونفسية. فعندما يؤثر الإجهاد على أجسادنا، فإنه قد يؤدي إلى أعراض مزعجة مثل الصداع ومشاكل في الجهاز الهضمي. ولكن يبدو أن الدراسات وجدت أن هناك رابطاً بين الإجهاد وزيادة الوزن.
لا يؤثر الإجهاد بالسلب فقط على صحتك النفسية، بل ربما تتجلى آثاره على الجسد أيضاً. (ويشمل هذا تغييراتٍ عرضية في الوزن). وفي بعض الحالات، يفقد بعض الأشخاص الوزن عند التعرض للإجهاد. ومع ذلك، فإن غالبية الأشخاص الذين يعانون من تقلبات في الوزن لها علاقة بالإجهاد يشهدون زيادة الوزن.
ماذا يفعل الإجهاد لجسمك؟
قد لا تلاحظ ذلك في البداية، ولكن يمكن أن يكون للتوتر تأثير ملحوظ على جسمك. من ضيق العضلات والصداع إلى الشعور بالغضب والإرهاق وخروجك عن السيطرة، يؤثر التوتر على صحتك الجسدية والعقلية والعاطفية.
والحقيقة أنه لا يهم أي نوع من التوتر ذلك الذي تتعرض له. فقد أُجرِيَت دراسةٌ كبيرة في عام 2013 تشير إلى أن كلاً من الإجهاد المتصور والإجهاد الناتج عن أحداث الحياة يؤدي إلى زيادة الوزن. وإذا كنت تتعرض لأشكال متعددة من الإجهاد، فإن فرص زيادة الوزن لديك ترتفع أكثر بكثير.
في كثير من الحالات، ستشعر بآثار التوتر على الفور. ولكن هناك طرقاً أخرى يستجيب بها جسمك للإجهاد، مثل زيادة الوزن، والتي قد تستغرق وقتاً لملاحظة ذلك.
وفقاً لموقع Healthline، فإن جسمك يستجيب للإجهاد عن طريق زيادة مستويات الكورتيزول؛ مما يجعل الجسم في حالة "القتال أو الفرار".
الكورتيزول، هرمون التوتر الذي تفرزه الغدد الكظرية، يزداد استجابة للتهديد. وعندما لا تشعر بوجود تهديد، تعود مستويات الكورتيزول إلى طبيعتها.
ولكن إذا كان الإجهاد موجوداً دائماً، فيمكنك التعرض للإفراط في إفراز الكورتيزول، الذي يمثل مشكلة؛ لأن الكورتيزول يعتبر أيضاً منبهاً للشهية الهامة. هذا هو السبب في أن الكثير من الناس يستجيبون للتوتر من خلال الذهاب لتناول طعام مريح.
كما أن السعرات الحرارية الزائدة المستهلكة في وضع الكورتيزول المرتفع يبدو أنها تترسب بشكل تفضيلي حول الوسط.
الإجهاد يؤثر على التمثيل الغذائي
علاوة على ذلك، أظهرت دراسة أجريت عام 2015 أن أجسامنا تستقل بشكل أبطأ تحت الضغط.
ووجدت الدراسة أن النساء المشاركات اللائي أبلغن عن ضغوط واحدة أو أكثر خلال الـ24 ساعة الماضية أحرقن 104 سعرات حرارية أقل من النساء غير المجهدات.
للوصول إلى هذا الرقم، أجرى الباحثون مقابلات مع النساء حول الأحداث المجهدة قبل إعطائهن وجبة غنية بالدهون لتناولها. بعد الانتهاء من الوجبة، ارتدت النساء أقنعة تقيس التمثيل الغذائي لديهن؛ عن طريق حساب تدفق الهواء المستنشق والزفير للأوكسجين وثاني أكسيد الكربون.
لم تُظهر النتائج تباطؤاً في عملية التمثيل الغذائي فحسب، بل أظهرت أيضاً أن النساء المجهدات لديهن مستويات أعلى من الأنسولين.
وخلص الباحثون إلى أن حرق 104 سعرات حرارية أقل يمكن أن يضيف ما يقرب من 11 رطلاً في السنة إلى الوزن.
ما هي مخاطر الإجهاد وزيادة الوزن؟
عندما يصل الإجهاد إلى ذروته أو يصعب إدارته، يمكن أن تحدث عواقب صحية أكثر خطورة وطويلة الأجل. تشمل المخاطر المرتبطة بزيادة الوزن ما يلي:
ارتفاع ضغط الدم.
داء السكري.
مرض قلبي.
السكتة الدماغية.
مشاكل الإنجاب.
انخفاض في وظائف الرئة والجهاز التنفسي.
زيادة آلام المفاصل.
بالإضافة إلى ذلك، هناك دليل على وجود صلة بين السمنة وأنواع معينة من السرطان مثل سرطان البنكرياس والمريء والقولون والثدي والكلى.
أخيراً، يمكن أن تتضرر صحتك العقلية وتعاني من زيادة في القلق أو الاكتئاب أيضاً عند زيادة الوزن.
طرق لخفض مستويات الإجهاد
ثمة طرق عديدة لتقليل الإجهاد (وتجنب زيادة الوزن غير المرغوب فيها أثناء تلك العملية).
جرِّب هذه النصائح والحيل للإبقاء على الإجهاد تحت السيطرة:
يُنصَح بممارسة بعض التأمل وأداء تمارين اليوغا لتقليل الإجهاد. ومن أهم ما يمكنك فعله لكبح الإجهاد هو قضاء بعض الوقت في فعل أشياء تحبها. فضلاً عن الطبيعة وما لها من آثار كبيرة في ذلك. ولا نغفل أهمية التحدث إلى شخص متخصص ليساعدك.
متى ينبغي اللجوء إلى طبيب؟
لا تتجاهل الإشارات التي يرسلها إليك جسمك. إذا بدأ الإجهاد يؤثر على وزنك، من الأفضل استشارة طبيبك. بإمكان الطبيب تحديد ما إذا كان الإجهاد هو السبب الوحيد أم أن هناك حالة أساسية تلعب دورها. وقد يحيلك طبيبك إلى اختصاصي تغذية أو اختصاصي صحة نفسية.
ليست زيادة الوزن هي النتيجة الوحيدة للإجهاد المفرط، فقد يؤدي الإجهاد المزمن إلى مضاعفاتٍ أخرى مثل أمراض القلب والسكر وارتفاع ضغط الدم والجلطات وغيرها من الحالات الخطيرة الأخرى؛ لذا من الضروري استشارة الطبيب.