الذكاء العاطفي عبارة عن القدرة على تنظيم وإدراك العواطف، وهو موضوع كثير من الجدل بين العلماء والجمهور على حد سواء، إذاً كيف يتم قياس الذكاء العاطفي؟
بينما يتفق معظم الناس على أن القدرة على قراءة الآخرين والتحكم في المشاعر خصائص إيجابية تختلف قوتها بين الأفراد، فإن تحديد وقياس هذه القدرات بموضوعية ليس بالأمر السهل.
ما هو الذكاء العاطفي؟
تمت استخدام عبارة "الذكاء العاطفي" أو EI لأول مرة في أوائل التسعينيات، وتم تعريفها على أنها القدرة على التعبير عن المشاعر والتحكم فيها وإدراكها.
منذ ذلك الحين، بحثت العديد من الدراسات في هذا المجال وحددت أنواعاً مختلفة من الذكاء العاطفي. يشرح البروفيسور ليهو زسبرغ، الخبير من كلية جوردون للتربية: "أكثرها شيوعاً هي سمات الذكاء العاطفي وقدرات الذكاء العاطفي".
تعتمد السمات على مقاييس التقرير الذاتي التي تتوافق وترتبط بشكل كبير بمقاييس الشخصية الأخرى (في البحث الحالي عادةً ما تكون سمات الشخصية الخمس العريضة، حسب تسبرغ).
وسمات الشخصية الخمس العريضة التي يعتمدها علماء النفس هي:
- الانفتاح على التجارب (مبدِع/فضولي مقابل متجانس/حذِر)
- الضمير (فعّال/منظَّم مقابل سهل المعشر/لا مبالٍ)
- الانبساط (غير متحفّظ/مفعم بالطاقة مقابل منعزل/متحفظ)
- الوفاق (ودود/شغوف مقابل متحَدٍّ/منفصل)
- العصابية (حساس/قلق مقابل مطمئن/واثق)
يوضح الدكتور زيسبرغ لموقع Sciencealert، أن "الارتباطات بين مقاييس سمات الذكاء العاطفي والسمات الشخصية عالية جداً لدرجة أنه يمكن أن يدعي المرء أن الذكاء العاطفي ينتمي إلى فرع واحد أو أكثر من الفروع الخمسة الكبرى".
أما النوع الآخر من الذكاء العاطفي، وهو القدرة، فلا يعتبر سمة شخصية، بل يستخدم لوصف القدرة على إدراك وفهم واستخدام العواطف للقيام بأشياء مختلفة.
لذا، يمكن اعتباره شكلاً من أشكال الذكاء (مثل معدل الذكاء) بدلاً من سمة شخصية، على الرغم من أن هذا موضع خلاف كبير أيضاً بين الخبراء.
ما الدليل على الذكاء العاطفي؟
اتفق معظم الخبراء على أن هناك أدلة علمية على الذكاء العاطفي؛ وذلك لأن درجات الذكاء العاطفي يمكن أن تتنبأ بنتائج أخرى قابلة للقياس، بطريقة مماثلة لمعدل الذكاء.
وثبت أن الذكاء العاطفي عالي القدرة يرتبط بالعلاقات الإيجابية والنجاح الوظيفي.
كيف يتم قياس الذكاء العاطفي؟
يتم قياس الأنواع المختلفة من الذكاء العاطفي بطرق مختلفة؛ لاختبار السمات يتم استخدام اختبارات التقرير الذاتي، مثل اختبارات الشخصية.
تمثل اختبارات التقرير الذاتي بعض التحديات، كما يقول البروفيسور في جامعة ولفرهامبتون، أندرو لين: "من الصعب قياس الذكاء العاطفي؛ هل يمكن للناس الإبلاغ عن معرفتهم الداخلية؟ إذا كان لديك ذكاء عاطفي ضعيف، فلن تعرف مستواه ولكنك ستدرك أنه أمر مرغوب فيه".
في المقابل، يتم قياس القدرة على الذكاء العاطفي باستخدام اختبارات مثل MSCEIT، والتي تستخدم المشكلات القائمة على العاطفة لاختبار الوعي العاطفي.
على الرغم من أن الاختبار تم تصميمه على أساس اختبار الذكاء، فإنه من الصعب قياس درجات الذكاء العاطفي، لأن الأسئلة القائمة على العاطفة لا تحتوي على إجابة واحدة صحيحة.
بشكل عام، يعد قياس الذكاء العاطفي أمراً صعباً للغاية، خاصةً أن علم النفس ما زال يحاول توضيح ماهية الذكاء العاطفي بالتحديد.
يلخص البروفيسور إيغور جروسمان، الخبير من جامعة واترلو، الأمر على الشكل التالي: "من المحتمل أن يكون البناء الأوسع للذكاء العاطفي كقدرة على التعرف على مشاعر المرء والآخرين وتنظيم عواطفه لتناسب سمات الموقف أمراً حقيقياً. لكن قياسه يتطلب أساليب باهظة الثمن لا ترغب العديد من الشركات والعلماء في دفع ثمنها".
اختبار الذكاء العاطفي
حددت جامعة Berkeley أو بيركلي 20 سؤالاً يمكن من خلالها اختبار نفسك لمعرفة معدل ذكائك العاطفي.
الأسئلة عبارة عن تقييم وتسمية حالة الشخص الموجود بالصورة، وفي نهاية الاختبار تقييم آلي للعلامة التي تحرزها في قدرتك على فهم تعابير الآخرين وقراءتهم والحكم على حالتهم النفسية.
لإجراء الاختبار، اضغط على هذا الرابط.