لا يمارس اليابانيون تمارين رياضية قاسية، ولا تعد النوادي الرياضية موضة أو صيحة تسيطر على حياتهم وتفكيرهم، ولا يملكون الوقت أصلاً لزيارتها. تعتمد ثقافتهم على الوقاية أكثر من العلاج، وهو أمر يتناقض مع ثقافات أخرى كالأمريكية على سبيل المثال، والتي تروج للأجسام المثالية والعضلات المشدودة مقابل الطعام غير الصحي ونسبة السمنة الخطيرة.
وبدلاً من إرهاق الجسم للتعويض عن الاستهلاك المفرط للأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، يأكل اليابانيون وجبات متوازنة ويمشون عدة كيلومترات يومياً للتنقل من وإلى العمل أو للتسوق.
لا يذهب الكثير من الناس إلى صالة الألعاب الرياضية ولا يشترون منتجات باهظة الثمن للحفاظ على نمط حياتهم، الصحي لأن روتينهم اليومي صحي بالفعل، واليابانيون شعب لا يعاني من السمنة المفرطة (4% فقط من الكثافة السكانية) رغم اعتماد معظم وجباته على الأرز الغني بالنشويات.
هذا ما توصلت إليه إحدى كاتبات موقع The Medium، وهي أمريكية من أصل ياباني، عاشت مع عائلتها لعدة سنوات واستطاعت أن تخسر نحو 10 كيلوغرامات في غضون سنة، بدون الحاجة إلى ممارسة التمارين الرياضية القاسية.
نصائح يابانية لخسارة الوزن
وتعد هذه النصائح هامة جداً لمن لا يستطيع ممارسة الرياضة لأسباب صحية أو لإصابات أو غيرها من الأسباب.
نستعرض في هذا التقرير 4 نصائح مستوحاة من اليابانيين لخسارة الوزن:
1- غمر الجسم في حمام ساخن لمدة ٢٠ دقيقة كل يومين
يساعد غمر الجسم في مياه ساخنة لفترة مطولة على رفع عملية الأيض أو حرق السعرات الحرارية.
وينصح اليابانيون بنقع الجسم في حوض ماء ساخن لمدة تتراوح بين 20 و30 دقيقة كل يومين.
الاستحمام لفترة أطول من نصف ساعة قد يأتي بنتائج عكسية، والفترة المحددة تعادل فترة الاستجمام في حوض الماء الساخن في النادي الرياضي لفترة غير طويلة؛ لأن الآخرين ينتظرون.
يمكن تصفح كتاب أو هاتف كي يمر الوقت بسلاسة دون ملل.
يجب أن تكون درجة حرارة المياه ما بين 37 و41 مئوية، ولذا فأحواض الاستحمام في اليابان مزودة بميزان حرارة لإضافة بعض المياه الساخنة عندما تنخفض درجتها.
وينصح اليابانيون بهذا النوع من الاستحمام لتسريع عملية الأيض وتنظيف الجسم من المواد السامة والتخلص من انتفاخ البطن.
ولمكافحة الجفاف، ينصح بشرب المياه قبل وخلال الاستجمام.
2- مضغ الطعام لفترة أطول
هذه الحيلة هي الأكثر فاعلية للأشخاص الذين يميلون إلى الإفراط في تناول الطعام أو الذين يعانون من التحكم في الكميات، إذ يساعد المضغ على الشعور بالامتلاء لفترة أطول.
يعزز مضغ الطعام عملية الهضم في الوقت المناسب، فإذا بلعنا طعامنا دون مضغه بشكل صحيح، فهناك عرضان جانبيان:
1) صعوبة في هضم الطعام.
2) لا يستطيع اللعاب تكسير الطعام.
يحتوي اللعاب على الأميليز والليباز اللذين يساعدان في تكسير الطعام، وفوق ذلك لهما تأثير مضاد للجراثيم. لذا يتيح مضغ الطعام بشكل مفرط للعاب القيام بعمله على أكمل وجه.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المضغ وحده يطلق الهيستامين في الدماغ؛ مما يخدعه للاعتقاد بأننا ممتلئون. إنها خدعة ذهنية بسيطة، عبر المضغ 30 مرة على الأقل لكل قضمة من الطعام، بالتناوب على الجانبين الأيمن والأيسر من الفم.
3- تناول الخضراوات أولاً
هذه العادة متأصل في الثقافة اليابانية، إذ تقدم الوجبات اليابانية تقليدياً توازناً صحياً من الحبوب والبروتين والخضراوات، ويبدأ اليابانيون دائماً في تناول الخضراوات قبل الانغماس في البروتين والحبوب.
هذه الحيلة نفسية جزئياً، حيث إن تناول الخضار أولاً يجعلنا نشعر بالشبع قبل تناول الأطعمة الأخرى، كما يؤمن اليابانيون بأن تناول الخضراوات في بداية الوجبة يساعد في بناء جسم أكثر مقاومة لزيادة الوزن.
4- استبدال الأرز والمكرونة بنبتة الكونجاك
لا تتحلى نبتة الكونجاك بنكهة قوية، لذلك من السهل طهيها مع أي شيء تقريباً كبديل للأرز أو نودلز القمح وستتخذ نكهة أي شيء تطبخ به.
يتم بيعها على شكل حبات الأرز والنودلز، علماً أن أرز الكونجاك يتكون من 97% من المياه والباقي من الألياف.
تستخدم منتجات نبتة الكونجاك أو Konjac على نطاق واسع في العالم الغربي لفقدان الوزن وإدارة الكوليسترول، والسبب هو أنها غنية بالألياف القابلة للذوبان في الماء والتي تساعد على خفض مستويات السكر.
ولأنها تتمدد في المعدة، فهي تبطئ السرعة التي يفرغ بها الجهاز الهضمي، وتساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول.