كل شخص لديه ما يدعى "نوع أمعاء" مُميز يعبر عن حالة أمعائه التي تظهر عندما يكون متوتراً أو متعباً أو مريضاً.
ذلك لأن المعدة والعقل مرتبطان عبر محور الأمعاء والدماغ؛ لذلك عندما تكون مرهقاً (عقلياً أو جسدياً) ، فإن ذلك يُطلق إشاراتٍ ليست فقط لزيادة هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)، ولكنه يُطلق أيضاً إشارات الإجهاد الالتهابي من عقلك إلى أمعائك، مما يؤدي إلى تحفيز "نوع أمعائك" الافتراضي إلى حالة التأهب القصوى.
إن معرفة نوع أمعائك يُمكن أن تساعدك في ضبط طعامك، والمُكملات الغذائية التي تتناولها، والعوامل المؤثرة في نمط حياتك لتكون في أفضل حالاتك.
فيما يلي تصنيف أنواع الأمعاء الخمسة التالية بحسب أعراضها:
1- الأمعاء الهاضمة
الأعراض المُحتملة :
الانتفاخ
الإمساك
متلازمة القولون المتهيج
فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة
التهاب المعدة
ارتجاع المريء
الغثيان
تُمثل الأمعاء الهاضمة نوع الأمعاء التي تُعاني من مشاكل الجهاز الهضمي الأكثر وضوحاً، ومن الأعراض المرتبطة بالأمعاء مثل الإمساك، والانتفاخ، والبراز الرخو أو الصلب، والغثيان، ومتلازمة القولون العصبي، ومرض سيبو (فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة)، والتهاب المعدة.
باختصار: أصحاب الأمعاء الهاضمة يشعرون بالاضطراب مباشرةً في أمعائهم.
غالباً لا يُمارس الأشخاص المالكون لهذا النوع من الأمعاء أي نظام غذائي يومي، ولا نمط حياة يوميٍ يدعم صحة أمعائهم. بدلاً من ذلك، إليك بعض العادات الشائعة لأصحاب الأمعاء الهاضمة التي يجب ملاحظتها:
- تناول نفس الأطعمة كل يوم.
- الأكل بسرعة أو أثناء التنقل.
- قلة التعرض للهواء الطلق النقي.
- كثرة التمارين أو قلة الحركة.
- الحرمان من النوم.
- تناول الأطعمة التي لا تتحملها (ليس فقط الغلوتين ومنتجات الألبان ولكن المُحليات الصناعية والمواد المالئة والمواد الكيميائية الموجودة في المخفوقات.. إلخ).
- القيود الغذائية طويلة الأجل (أنظمة غذائية خالية من اللحوم أو خالية من الدهون أو خالية من الكربوهيدرات).
- عدم التوازن بين العمل والحياة.
كثير من الأشخاص الذين يملكون أمعاء هاضمةً ليس لديهم أدنى فكرة عن أن صحة أمعائهم "متوقفة" بالفعل، فهم يعتقدون أن التبرز كل يومين أمر طبيعي (وذلك غير صحيح)، أو أن الشعور بالانتفاخ بعد الوجبات أمر متوقع (ولأجل ذلك صُنعت مضادات الحموضة)، لكن الأمر ليس كذلك.
2. الأمعاء المناعية
الأعراض المُحتملة:
البثور
الحساسية
الربو
احتقان الجيوب الأنفية
نزلات البرد المتكررة
يوجد ما يصل إلى 70 بالمئة من جهاز المناعة في القناة الهضمية، وقد يكون بعض الأشخاص أكثر استعداداً لاختبار الأعراض المرتبطة بالمناعة عندما تكون أمعاؤهم مناعية.
يُصاب من يمتلكون هذا النوع من الأمعاء باختلالات مثل تهيج الجلد، وأمراض المناعة الذاتية، والحساسية، والربو، وعدم تحمل الطعام المتعدد، والحساسيات البيئية، والمرض المتكرر (الشخص الذي يصاب بعدوى الجيوب الأنفية، أو نزلات البرد، أو التهاب الحلق بشكل روتيني).
وصحيحٌ أن أي شخصٍ قد يحمل القابلية الجينية لامتلاك أمعاء مناعيةٍ، لكن قد يكون أكثر شيوعاً في أول سنتين إلى ثلاث سنواتٍ من عمرنا.
مثلاً تقترح بعض الأبحاث المحدودة أن الأطفال الذين يتناولون المضادات الحيوية في عامهم الأول لديهم معدلات أعلى من الربو، والحساسية، وعدم القدرة على تحمل الطعام المتعدد؛ ذلك لأن المضادات الحيوية تقضي على بكتيريا الأمعاء، حتى الصحية منها. غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بالحساسية والربو من اختلالات في بكتيريا الأمعاء، والعكس صحيح، فإن نقص التنوع البكتيري في الأمعاء قد يزيد من قابلية الإصابة بالحساسية، وخاصة الحساسية الموسمية والحساسية من المكسرات.
3- الأمعاء السامة
الأعراض المُحتملة:
متلازمة تنشيط الخلايا البدينة
الحساسية الكيميائية
الحساسيات الغذائية المتعددة
مرض العفن
مرض لايم
الدوار
الالتهابات الفيروسية والبكتيرية
تُمثل "الأمعاء السامة" الشخص الذي لا يبدو أنه يعرف سبب عدم تحسنه، على الرغم من قيامه بكل شيء ليكون بصحة جيدة – تناول البروبيوتيك، وشرب العصير الأخضر، والتمارين الرياضية، والتأمل، وما إلى ذلك. حتى أن الكثير من الأطباء لا يكونون قادرين على اكتشاف الخطأ.
عادة ما يكون لدى الشخص المصاب بالأمعاء السامة تاريخ من المناعة الذاتية أو بعض مسببات المناعة مثل عدوى الأمعاء أو التعرض للعفن. وفي كثير من الأحيان يكون تناول كميات كبيرةً من المكملات الغذائية، وقام بالعديد من الاختبارات المعملية، وجرب العديد من خيارات الأدوية، والعلاجات البديلة، كل ذلك في محاولة للشعور بالتحسن، دون تحسنٍ يُذكر.
الأمعاء السامة تواجه صعوبة في التغلب على مسببات الأمراض والإجهاد التأكسدي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى مستويات عالية من الالتهابات المنتشرة، ويجعل الجسد شديد الحساسية للأطعمة والمواد الكيميائية والروائح.
4- الأمعاء الهضمية والأيضية
الأعراض المُحتملة:
زيادة الوزن غير المرغوب فيها
اختلالات السكر في الدم
انخفاض هرمون التستوستيرون
متلازمة آلام ما قبل الدورة الشهرية
متلازمة تكيس المبايض
الأرق
عدم انتظام الدورة الشهرية
قصور الغدة الدرقية
ميكروبيوم الأمعاء هو عضو حيوي في جهاز الغدد الصماء يعمل كموصل للسيمفونية الهرمونية. إذا كانت صحة أمعائك غير متناغمة، فإن هرموناتك تتبعها.
أولئك الذين لديهم"الأمعاء الهرمونية الأيضية" قد يعانون أيضاً من خلل في الجهاز الهضمي، مثل مرض سيبو، أو الكانديدا أو تسريب الأمعاء، لكن أعراضهم الأولية تكون مرتبطة بهرموناتهم، مثل متلازمة تكيس المبايض، متلازمة آلام الدورة الشهرية، عدم انتظام الدورة الشهرية، الأرق، أو قصور الغدة الدرقية. ونظراً لأن صحة الأمعاء مرتبطة أيضاً بصحة التمثيل الغذائي، فقد يعاني الأشخاص الذين يُعانون من هذا النوع من عدم الاتزان في التمثيل الغذائي، مثل زيادة الوزن غير المرغوب فيها، والتعب، ومشاكل السكر في الدم.
أما بالنسبة للهرمونات، فالعلاقة بين الهرمونات وميكروبيوم الأمعاء ثنائية الاتجاه. عندما تكون بكتيريا الأمعاء متوازنة، تكون هرموناتك كذلك، والعكس صحيح.
5- أمعاء العقل
الأعراض المحتملة:
القلق
الاكتئاب
اضطرابات الأكل
متلازمة نقص الانتباه وفرط النشاط
الصداع والصداع النصفي
التوحد
مرض الزهايمر
بالحديث عن الكورتيزول والإجهاد، فإن آخر نوع من الأمعاء هو "أمعاء العقل"، وهو بالضبط اضطراب في اتصال العقل بالأمعاء. يعاني من يمتلكون ذلك النوع من اضطرابات عقلية وتحديات كأعراض افتراضية أساسية.
غالباً ما يطلق على أمعائك اسم "دماغك الثاني" لأنها مرتبطةٌ مباشرة بدماغك، ويربط بين الجهاز العصبي المعوي والمركزي.
اتصال الأمعاء بالعقل هو طريق ذو اتجاهين. كلما زاد التوتر الذي تشعر به، زادت احتمالية تأثر صحة أمعائك. ومن العلامات الرئيسية أيضاً لتغير محور الأمعاء والعقل الإمساك والانتفاخ والميل إلى الإصابة بالقولون العصبي، أو الغثيان، أو البراز الرخو عند الإجهاد المفرط أو القلق. وذلك لأن العصب الحائر -العصب الدماغي الذي يربط الدماغ بالأمعاء- يتحكم في ليونة الأمعاء وحركات القولون.
وبالمثل، كلما زاد الضغط العصبي أو انخفضت صحة أمعائك، زادت احتمالية تعرضك لمشكلات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل والصداع أو الصداع النصفي أو اضطراب نقص الانتباه أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط أو الخمول العقلي. على سبيل المثال، وجدت دراسة شملت 4,763 مشاركاً أن أولئك الذين يعانون من القولون العصبي كانوا أكثر عرضة للقلق بأربعة أضعاف من أولئك الذين ليس لديهم متلازمة القولون العصبي.
من المثير للاهتمام، أنك عندما تدعم صحة أمعائك، يمكنك تغيير دماغك، بغض النظر عن عقليتك أو مشكلات صحتك العقلية. على سبيل المثال، تُشير مراجعة 21 دراسة إلى أن تعديل الأمعاء من خلال مكملات البروبيوتيك وتدخلات نمط الحياة قد يقدم فوائد لا حصر لها للأفراد الذين يعانون من القلق ومتلازمة القولون العصبي.