القلق من الرياضيات هو شعور بالتوتر والخوف ينتاب الناس عندما يُطلب منهم حساب مبلغ ما، فما بالك الأطفال؟ للأسف، قد يتطور هذا القلق إلى مشاكل سلوكية في الفصل، إضافة إلى أعراض جسدية مثل آلام المعدة وتسارع ضربات القلب وغيرها.
عادةً ما يكون أداء الطلاب الذين يعانون قلقاً مرتفعاً من الرياضيات أو Mathematical Anxiety، أسوأ في اختبارات الرياضيات الموحدة والامتحانات المدرسية.
تتداخل الأفكار المقلقة مع تذكُّر القواعد والدروس المسبقة المتعلقة بالرياضيات، وبالتالي يصعب تطبيق ما تعلَّمه الطفل؛ ويوصف هذا بأنه تجربة جعل عقلك فارغاً.
وأظهر بحث جديد نشرته مجلة The Conversation، أن القلق من الرياضيات لا يؤثر فقط على أداء الأطفال في الامتحانات، بل يؤثر أيضاً على قدرة تعلُّم المفاهيم والإجراءات الرياضية الجديدة في الفصل.
القلق من الرياضيات مدى الحياة
لكن الآثار المترتبة على القلق من الرياضيات تذهب إلى ما هو أبعد من المدرسة. قد يواجه الأشخاص الذين يشعرون بالقلق حيال الرياضيات أيضاً صعوبات في حياتهم اليومية، مثل اتخاذ قرارات أسوأ بشأن مواردهم المالية وصحتهم.
مثال على ذلك، عندما يشعر الناس بعدم الارتياح في تفسير الإحصاءات والرسوم البيانية المتعلقة بتأثيرات فيروس كورونا، ومع ذلك يحتاجون اتخاذ خيارات نمط الحياة بناءً على هذه المعلومات.
ومن أشكال القلق الأخرى التأجيل وتجنُّب التحديات وانخفاض مستويات الثقة بالنفس وتقدير الذات.
بشكل عام، يمكن أن يكون للقلق من الرياضيات تأثير قوي على نجاح حياة الناس ورضاهم عن أنفسهم.
هذا يستدعي التقييم والتدخل المبكر لتحسين أداء الرياضيات لدى الطلاب المتعثرين ومساعدتهم في التغلب على القلق من الرياضيات.
تأثير الأهل على الأطفال
بإمكان الوالدين والمعلمين نقل المواقف السلبية والقلق تجاه الرياضيات.
وتركز بعض أساليب التدخل على زيادة ثقة الآباء بقدرتهم على مساعدة أطفالهم في تعلُّم الرياضيات وتزويدهم بأفكار لألعاب الرياضيات الممتعة التي يمكن لعبها في المنزل.
ويمكن استخدام برامج وتطبيقات الكمبيوتر لممارسة الرياضيات.
تتمثل إحدى مزايا هذا النهج في أن أجهزة الكمبيوتر توفر بيئة محفزة وجذابة وغير تحكمية لممارسة بعض المهارات الأساسية، ويمكن استخدامها دون مساهمة الأساتذة.
وتشير أبحاث أخرى إلى لفت انتباه الطلاب إلى الحالات السابقة، حيث تغلَّبوا بنجاح على التحديات في تعلُّم الرياضيات، وبالتالي تعزيز الثقة بالنفس وإبراز مواقف أكثر إيجابية تخفف حدة القلق تدريجياً.
في الواقع، لا ترتبط المستويات العالية من القلق من الرياضيات دائماً بمستويات منخفضة من الأداء.
والمشكلة هي أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من القلق يفشلون في الوصول إلى إمكاناتهم الكاملة، لذا فإن دراسة الرياضيات مع مدرس خاص تخفف حدة القلق.
ويوصي الخبراء، بأنه بدلاً من التعامل مع تبعات القلق من الرياضيات، يمكن تفادي حدوثه، عبر تطوير مواقف إيجابية تجاه الرياضيات والأرقام منذ سنوات الدراسة الأولى وحتى ما قبل ذلك.
استراتيجيات لتشجيع الطفل
1- تقدير الكميات
التقديرات ليست صحيحة أو خاطئة، لذا فإن استخدام التقدير يمكن أن يكون بمثابة بناء للثقة، إضافة إلى مهارة حياتية مفيدة.
السؤال الجيد الذي يجب طرحه على الطفل هو: هل تعتقد أن الإجابة التي حصلت عليها للتو أكبر أم أصغر من الإجابة الصحيحة؟
يشجع تقدير الأرقام والكميات الأطفال على التفكير في قيم الأرقام.
2- اللعب مع الأرقام
في الرياضيات، تعد القدرة على التلاعب بالأرقام أمراً حيوياً للحساب الذهني وكذلك في الحياة الواقعية.
من الجيد تشجيع الأطفال على اللعب بالأرقام على الورق أو أمامهم منضدة كبيرة. يعزز وجود الصور المرئية المفاهيم في رؤوسهم.
3- توظيف التكنولوجيا
عبر تحميل تطبيقات وألعاب تنمّي المهارات الرياضية، إلى جانب تسجيل جداول الضرب بصوت الطفل؛ لمساعدته على حفظها.
4- مدح الرياضيات
إن التعامل مع الرياضيات على أنها علم مرح ومنطقي ومثير، يشجع الأطفال -وتحديداً البنات – على التعامل معه بأريحية. لذا يجب على الأهل أن يجعلوا من فرض الرياضيات أمراً مرحاً، حتى لو اضطر الأمر إلى استخدم مهارات الوالدين في التمثيل والابتكار!