سكن البشر معظم أركان الكوكب تقريباً، ولكن هناك بعض الأماكن التي استولت عليها القطط، فأعلنتها منطقتها الخاصة، وبدلاً من أن تحصل على سكينتها تحولت تلك الرقع إلى مناطق جذب سياحية تعج بالمواء والحيوانات اللطيفة المستلقية في أشعة الشمس، بانتظار ما يقدمه السياح مما قد تشتهيه.
مناطق سيطرت عليها القطط
40 ألف طلب عمل في هذا المكان!
تحولت جزيرة سيروس اليونانية الجميلة، في وسط بحر إيجه، إلى موطن أو محمية خاصة تضم ما يقرب من 100 قطة.
جذب إعلان عن وظيفة كمسؤول مؤقت بدوام جزئي في الملجأ 40 ألف طلب من جميع أنحاء العالم، لرعاية ومراقبة كل تلك القطط الظريفة.
يتم إنقاذ جميع هذه القطط من الشوارع، وبدلاً من قتلها تحرص جمعية "شعب الله الصغير" على رعايتها وعلاجها وعرضها للتبني.
وغالباً ما يقدم متطوعون يد المساعدة لإطعام كل هذه القطط ورعايتها عند الحاجة.
لم تكن الجزيرة معروفة إلى أن نُشر الإعلان عن الحاجة لمساعد يعمل 4 ساعات يومياً، على أن يشاركه مكان إقامته عدد من القطط.
رغم أن الراتب كان فقط 571 دولاراً في الشهر، فإن 40 ألف شخص تقدموا للعمل!
جزيرة القطط في اليابان
إلى اليابان، حيث تقع جزيرة أوشيما في المنطقة الجنوبية، والتي اشتهرت بتعدادها المتزايد من القطط.
في حين أن وجود عدد قليل من القطط الضالة أمر طبيعي في أي مكان، فإن عدد القطط في أوشيما فريد من نوعه، ويفوق عدد السكان المقيمين ستة إلى واحد.
قبل أن تشتهر أوشيما بسكانها من القطط، كان يسكنها مجتمع صيد صغير، لا توجد متاجر أو مطاعم أو طرق، ولا يمكن الوصول إلى الجزيرة إلا بواسطة عبّارة تتسع لـ34 شخصاً.
ولكن بفضل القطط، تحولت الجزيرة الهادئة منذ ذلك الحين إلى واحدة من أكثر الوجهات السياحية شعبية في اليابان، ولا تمانع القطط من الزوار، إذا تراها مستلقية هنا وهناك بانتظار ما سيحضره السياح من وجبات خفيفة وأطايب!
متحف همينغوي في فلوريدا
أما في الولايات المتحدة، فجذب منزل ومتحف همنغواي في فلوريدا السياح منذ فترة طويلة، بسبب مالكه الأديب الشهير.
لكن الزائرين قصدوه أيضاً لمشاهدة مئات القطط التي تعيش هناك، إذ يُزعم أنها تنحدر من قطة إرنست همنغواي ذات الـ6 أصابع.
وعاش همنغواي في هذا المنزل مع زوجته الثانية وقطته المدعوة "سنو بول"، والآن تنتشر في المنزل نحو 50 قطة هي من سلالة سنو وايت، التي تتميز بعدد أصابعها، وبالفعل توجد بعض القطط التي تحمل هذه الخصلة المميزة.
وتم منح أسماء أدباء وفنانين لجميع هذه القطط مثل بابلو بيكاسو وهاري ترومان، وذلك في تقليد اعتمده القائمون على المتحف، بعدما أصبحت القطط المحور الرئيسي له!
"أرض القطط" في سيبيريا
في بلدة بريغورودني بسيبيريا، توجد مزرعة عادية تحولت إلى ملاذ للقطط السيبيرية الرقيقة.
وتحت اسم "أرض القطط"، بدأت تتشكل هوية هذه المزرعة بعدما أنجبت أول قطة لملاك المزرعة 5 هررة. ومنذ ذلك الوقت تحولت إلى مزرعة قطط تتميز بفرائها السميكة والغنية التي تحميها من برد الشتاء.
وتتميز هذه القطط بذكائها وخفة حركتها ومظهرها الملكي. وبعد انتهاء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي وأمريكا، بدأ تصدير بعض هذه القطط إلى العالم الغربي.
تحمي قطط المزرعة الحيوانات الأخرى مثل الدجاج والأرانب من الجرذان والفئران والقوارض الأخرى كونها صيادة ماهرة.
"مستعمرة القطط" في إيطاليا
تُعرف منطقة Largo di Torre Argentina في التاريخ بأنها المكان الذي اغتال فيه أعضاء مجلس الشيوخ الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر، عام 44 قبل الميلاد، لكنها الآن أصبحت واحدة من أشهر ملاذات القطط في العالم.
وبحلول نهاية العشرينيات من القرن الماضي، جذبت آثار المنطقة القطط الضالة من جميع أنحاء روما، ولفت وجود هذا العدد من القطط اليتيمة انتباه السكان، الذين وجدوا مصادفة تاريخية جديرة بالتأمل في كيفية عيش هذه القطط في المكان الذي شهد اغتيال يوليوس قيصر وغيّر مجرى التاريخ.
وحالياً يتعاون العديد من المتطوعين وجمعيات رعاية الحيوان لإطعام هذا العدد الكبير، مع الحرص على عدم تكاثر عددها بما يضر المحيط الأثري.
ومع ذلك يتواجد نحو 250 قطة في اليوم الواحد، واستطاعت أن تجذب أنظار العالم إليها من خلال تجولها بحرية وأريحية في تلك الآثار.