استُخدم منذ آلاف السنين لتخفيف الآلام والتخلص من القلق والتوتر.. ماذا تعرف عن العلاج بالروائح؟

يشاع استخدام الزيوت العطرية لتخفيف الآلام أو إزالة احتقان الأنف أو حتى لتحسين المزاج والتخلص من القلق والتوتر، لكن ما مدى فاعلية هذه الزيوت وكيف يتم استخدامها تحديداً؟ وهل من الآمن أن نستخدمها للأطفال لتخفيف آلام مرحلة ظهور الأسنان أو لمساعدتهم على النوم بشكل أفضل؟

 ما هي الزيوت العطرية؟

الزيوت العطرية هي مستخلصات من زيوت طبيعية مختارة بشكل خاص من جزء معين من النبات. على سبيل المثال، يأتي زيت المندرين العطري من قشور هذه الفاكهة ويُستخرج زيت اللافندر من النبات بأكمله.

استُخدمت هذه الزيوت في العلاج منذ آلاف السنين، بهدف تحسين الصحة الجسدية والنفسية. وفي العصر الحديث اكتشف العلماء خصائص مميزة لتلك الزيوت فهي مضادة للميكروبات وتحتوي على مضادات الأكسدة.

كيفية العلاج بالزيوت العطرية

وفقاً لما ورد في موقع Medical News Today، يستخدم العلاج بالزيوت العطرية عادة عن طريق الاستنشاق أو كتطبيق موضعي.

الاستنشاق

من الممكن وضع بضع قطرات من الزيوت العطرية ضمن وعاء يحتوي على الماء المغلي واستنشاق البخار الذي يساعد على تطهير الجهاز التنفسي ويزيل الاحتقان.

كما توفر الزيوت العطرية رائحة لطيفة عند تبخيرها ويساعد استنشاقها على تهدئة الأعصاب.

يحفز استنشاق الزيوت العطرية الجهاز الحوفي، وهو جزء من الدماغ يرتبط بالعواطف ومعدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس والذاكرة والتوتر وتوازن الهرمونات، وبالتالي قد يكون لاستنشاق الزيوت العطرية أثر إيجابي على الجسم بأكمله.

التطبيق الموضعي

من الممكن تدليك الجسم باستخدام الزيوت العطرية بعد تمديدها، إذ يتم امتصاصها من خلال الجلد.

يمكن أن يؤدي التدليك بالزيوت العطرية إلى تعزيز الدورة الدموية، ويجادل البعض بأن المناطق الحاوية على الغدد العرقية وبصيلات الشعر، مثل الرأس أو راحة اليد، قد تمتص الزيوت بشكل أكثر فاعلية.

ملاحظة هامة: لا تضع  الزيوت الأساسية على الجلد مباشرة. يجب دائماً تخفيفها بزيت ناقل مثل زيت اللوز الحلو أو زيت الزيتون.

ولا ينصح بتناول الزيوت الأساسية أو ابتلاعها. يمكن للزيوت التي تؤخذ عن طريق الفم أن تدمر الكبد أو الكلى.

فوائد الزيوت العطرية

العلاج بالزيوت العطرية هو علاج تكميلي، ولا يوفر بمفرده علاجاً فعالاً لأي مرض، لكنه مع ذلك يساهم في تخفيف أعراض ما يلي:  

• الغثيان
• الآلام في الجسم
• القلق والانفعالات والتوتر والاكتئاب
• التعب و الأرق
• الأوجاع العضلية
• الصداع
• مشاكل في الدورة الدموية
• مشاكل الدورة الشهرية
• مشاكل سن اليأس
• الثعلبة أو تساقط الشعر

بكل الأحوال لكل زيت من الزيوت العطرية تركيبة خاصة، لذا يتوجب عليك استشارة مختص قبل استخدام هذه الزيوت ليدلك على طرق استخدامها والفوائد المرجوة منها.

هل يمكننا استخدام تلك الزيوت مع الأطفال؟

لا مشكلة في استخدام الزيوت العطرية للأطفال، لكن علينا أن نتذكر أن حاسة الشم قوية لدى الأطفال وقد تكون بشرتهم حساسة أيضاً، وفي هذه الحالة لا يجب أن نستخدم الزيوت العطرية بنفس الكميات التي يحتاجها البالغون، إذ تتراوح الكمية القياسية المقترحة للبالغين بين 8 إلى 12 قطرة من الزيت، بينما قد تكون كمية تتراوح بين قطرة إلى 3 قطرات فقط كافية للأطفال، تبعاً للعمر ونوع الزيت، وفقاً لما ورد في موقع Stay at Home Mum الأسترالي.

زيت اللافندر

إذا كنت ستستخدم زيتاً عطرياً واحداً فقط، فإن اللافندر هو الاختيار الأمثل، إذ تحتوي المكونات الكيميائية الموجودة في هذا الزيت العطري على العديد من الفوائد.

يمكن لزيت اللافندر أن يساعد في التغلب على مشاكل النوم، وتسكين الألم ويصلح مطهراً للجروح ولدغات الحشرات، كما يعزز الشفاء من الأمراض الجلدية.

بالنسبة إلى الأطفال، يمكن لزيت اللافندر العطري أن يساعد في تخفيف نوبات الغضب وتسكين آلام التسنين والإرهاق الشديد ولدغات الحشرات والطفح الحراري والطفح الجلدي من الحفاضات أو حروق الشمس.

 زيت البابونج الروماني

يعد البابونج الروماني من أفضل الزيوت المهدئة والمسكّنة للبالغين والأطفال على حدٍّ سواء.

يستخدم العديد من المعالجين بالروائح العطرية هذا الزيت على نطاق واسع عند التعامل مع الأمراض الجلدية لدى الأطفال، مثل الطفح والالتهاب الجلدي والإكزيما والعناية بالجروح، ويمكن استخدامه أيضاً لمعالجة مشاكل الهضم وتهدئة المشاعر.

هذه الزيوت العطرية يمكنها بالفعل أن تساعد الآباء والأمهات إذ تهدئ الأعصاب التي قد تصبح أحياناً "منهكة" بعض الشيء بسبب المصاعب التي يسببها التعامل مع الأطفال.

كذلك يحتوي زيت البابونج على خصائص تساعد على التخفيف من بعض ردود الفعل التحسسية، مما يجعله مفيداً إزاء الحالات البسيطة التي تتفاقم بشدة.

تذكر أن تطلب المشورة الطبية دائماً في حالات الحساسية الشديدة.

زيت شجرة الشاي

زيت شجرة الشاي هو زيت عطري آخر له استخدامات متعددة. هذا الزيت مطهر قوي ومضاد للفيروسات والبكتيريا، ما يجعله منتجاً طبيعياً رائعاً للتنظيف والتطهير.

يُعدّ هذا الزيت بديلاً رائعاً للمنتجات الكيميائية القاسية ويمكن استخدامه في تنظيف الأسطح والألعاب، (تأكد من اختباره على سطح الألعاب أولاً).

أثناء موسم الإنفلونزا، قد يساعد وضع قطرتين على منديل في إزالة احتقان الجيوب الأنفية ويساعد أيضاً في حالات التهاب الشعب الهوائية الحاد الذي يُعرف بالبرد الصدري.

قد يسبب زيت شجرة الشاي جفاف البشرة، لذا عند استخدامه مع الأطفال، استخدم كميات صغيرة جداً مُخفّفة في زيت ناقل مثل زيت السمسم أو زيت الزيتون أو الأرغان.

كيفية استخدام الزيوت العطرية

هناك عدة طرق مختلفة لاستخدام الزيوت العطرية مع الأطفال بطريقة آمنة، ويعتمد ذلك على العمر، إذ يمكن أن يساعد وضع قطرة أو قطرتين على منديل لعلاج رشح الأنف، بينما قد يساعد وضع قطرتين في حوض الاستحمام في إزالة الأوجاع والآلام.

لا داعي لاستخدام الزيوت العطرية مباشرة على الجلد لأن هذا قد يسبب الحساسية، ويفضل خلط قطرة واحدة فقط منها مع ملعقة كبيرة من زيت ناقل (زيت اللوز الحلو أو المكاديميا أو نواة المشمش)، ثم فرك جلد الطفل بلطف بالمزيج بعد اختبار جزء صغير منه أولاً على كوع الطفل للتأكد من عدم وجود حساسية.