هل سمعت عن "الأكل العاطفي-Emotional Eating"؟ أي أنك تأكل حسب حالتك المزاجية، تحزن فتطلب وجبة خفيفة تواسيك في أحزانك، تفرح فتحتفل بتناول وجبتك المفضلة، تتوتر فتهدئ من روعك بأكلة، تغضب فتأكل، تشعر بالملل فتكسره بوجبة أخرى. أي أن مشاعرك- أياً كانت- تدفعك لتناول الطعام بمجرد الشعور بها.
إذا كان دافعك من الأكل مشاعرك، فمرحباً بك في نادي "الأكل العاطفي". وطبعاً لا داعي لأن نخبرك أن مشاعرك هذه سبب في تخريب مجهودك في إنقاص الوزن، والتحكم في عاداتك الغذائية كما تريد، لكن الخبر السار أن بإمكانك فعلها، وضبط مؤشر "الأكل العاطفي".
لكن قبل ذلك، ما الفرق بين "الأكل العاطفي" وشعور الجوع الجسدي؟
نحتاج الطعام كي نعيش، ولهذا السبب نأكل- بغض النظر عن أن بعضنا يأكل لأن الأكل متعة في حد ذاته ، ومن هذه النقطة سنعرف كيف نفرق بين الأكل الذي يحتاجه جسدنا لكي نعيش، وبين الأكل الذي نأكله لأن مشاعرنا تخبرنا بذلك، وقد فرق موقع Mayo Clinic بين النوعين:
الجوع الجسدي: يحدث بالتدريج ويزداد الشعور به مع مرور الوقت، وتحتاج لتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة، ومع تناول الطعام تشعر بالامتلاء، وهنا ليس لديك مشاعر سلبية أبداً تجاه الأكل.
الجوع العاطفي: يحدث فجأة، وتشتهي أطعمة معينة، وهنا ستأكل وتأكل ولا تشعر بالامتلاء، لذلك من المنطقي أن تشعر بالذنب بعد الانتهاء من الأكل، لأننا نعرف جميعاً أن هذا النوع من الجوع قد يكون السبب وراء الإفراط في تناول الطعام.
ما الذي يجعل شخصاً ما يأكل بسبب مشاعره؟
من المنطقي أن نحاول تشتيت مشاعر الضغط والحزن والغضب بسلوك آخر، مثل تناول الطعام، وترى دراسات منشورة في أرشيف المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، أن الجوع العاطفي يحدث في حالات المشاعر السيئة أكثر من الإيجابية، لأنها تؤدي إلى الشعور بالفراغ العاطفي، ويعتقد جسمنا أنه وسيلة لملء هذا الفراغ وخلق شعور زائف بالامتلاء. وهي مشكلة تؤثر على كلا الجنسين، لكنها ظاهرة أكثر شيوعاً مع النساء عن الرجال، وفقاً للدراسات التي أجريت حتى الآن.
كيف توقف "الأكل العاطفي"؟
لا يمكن إخماد "الجوع العاطفي" أو المشاعر السلبية التي تسبب هذا الجوع بسهولة عن طريق الأكل. لأننا ببساطة شديدة نملأ المكان الخطأ. نحن لا نتخلص من المشاعر السلبية التي تسبب شعور الخواء، ونملأ بطوننا بدلاً عنها، فلا تذهب المشاعر السلبية- وإن تشتتنا عنها قليلاً- ولا يكون جسدنا في حاجة حقيقية لهذا الطعام، وبالتالي نشعر بالذنب، فيزيد شعورنا السلبي، ثم الجوع العاطفي فنأكل، وهكذا في دورة قد لا تنتهي إن لم نقرر السيطرة عليها.
لذلك يطرح موقع HealthLine المهتم بالمواضيع الصحية استراتيجيات للتخلص من المشاعر وراء شعور الجوع الزائف هذا، بطرق مثل كتابة المشاعر السلبية، والاسترخاء لتخفيف التوتر، وتحريك الجسم بروتين رياضي، والحصول على دعم عاطفي ومحيط اجتماعي يقلل من مشاعر التوتر والحزن السلبية، وإبعاد المشتتات مثل التلفاز والموبايل والكمبيوتر، التي تجعلنا نأكل بلا حساب ودون تركيز في مقدار ونوعية ما نتناوله.
أيضاً لا بد من العناية بنقطة أخرى مهمة، وهي أنواع الطعام التي يدمن جسدك عليها، وقد أجريت عشرات الدراسات حول إدمان الجسد على أنواع طعام مثل الدقيق الأبيض والسكر والملح والدهون، وأشار موقع الطب النفسي Psycom إلى أن إدمان بعض هذه الأنواع قد يكون سبباً وراء سلوكيات الإفراط في الأكل، لذلك عندما ينتاب الشخص مشاعر سلبية قد ينخرط في سلوكه الإدماني دون وعي، لينشغل عن مشاعره.
من الهم أن تفصل إشارات الجوع عن إشارات المشاعر، قد يكون من الصعب إدراك وفهم الفرق بين الأكل استجابةً للجوع والأكل استجابةً لمشاعر ما، لكن عند تنظيم سلوك تناولك الطعام وتوقيته ومقدار حاجتك اليومية، ربما ستعرف أن أي مشاعر زائفة بالجوع في الأوقات البينية، هي مجرد إشارات كاذبة.
وإذا شعرت بالحاجة إلى تناول الطعام بين الوجبات، فاختر وجبة خفيفة صحية، مثل الفاكهة الطازجة، أو الخضراوات منخفضة الدسم، أو المكسرات، أو الفشار الخالي من الزبد، أو جرب نسخاً منخفضة السعرات الحرارية من الأطعمة المفضلة لديك لمعرفة ما إذا كانت ترضي رغبتك.
لكن، إذا جربت هذه الأساليب ولم تجدِ نفعاً معك، فأنت حينها في حاجة إلى مساعدة مهنية متخصصة، لتضع لك نظاماً غذائياً يناسب احتياجات جسمك، وأيضاً تساعدك في التعامل مع المشاعر التي تسبب شعور الجوع الزائف.
قد يهمك أيضاً: تأثير مانديلا: لماذا يتذكر الناس أشياء لم تحدث من الأصل؟