هذه هي أفضل طرق يستخدمها العلماء لابتكار لقاح لفيروس كورونا المستجد

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/11/20 الساعة 10:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/20 الساعة 10:13 بتوقيت غرينتش
مختبرات بيولوجية - رويترز

بدأت الجهود العالمية لابتكار لقاح لفيروس كورونا المستجد في يناير/كانون الثاني 2020، بعد وقتٍ قصيرٍ من نشر علماء في الصين على الإنترنت جينوم الفيروس الذي يسبِّب التهاباً رئوياً غامضاً. عادةً ما يستغرق تطوير اللقاح سنواتٍ من الزمن، ويُكشَف عنه بعد مدة طويلة، إذ تُبتَكَر اللقاحات التجريبية المُرشَّحة في المعامل وتُختَبَر على الحيوانات قبل الانتقال إلى التجارب السريرية البشرية الأكبر، ثم إصدارها في أسواق الأدوية للاستخدام للجميع. 

تتقاطع هذه الخطوات الآن في السباق من أجل التوصُّل إلى لقاحٍ لمرضٍ عالمي أودى بحياة مئات الآلاف من الناس. فقد بدأت الاختبارات على البشر في بعض الحالات قبل انتهاء الدراسات على الحيوانات. ومع إطلاق الشركات لتجارب المرحلة الأولى الصغيرة التي تهدف إلى تحديد الجرعة الصحيحة، فإن هذه الشركات تخطِّط بالفعل لتجارب المرحلة الثالثة التي تقيِّم ما إذا كانت اللقاحات فعَّالة وآمنة، وهي آخر مرحلة من الاختبارات قبل إطلاقها للأسواق.

لا يمكن تجاوز أيِّ خطوات، وقد وَعَدَ كبار المسؤولين الحكوميين مراراً بذلك، ولن يُنظَر في الموافقة على اللقاحات في الولايات المتحدة إلا بعد تجارب المراحل الثالثة الأكبر، إذ تقول إدارة الغذاء والدواء، التي لها الكلمة المُطلَقة بشأن ما إذا كان اللقاح قد ثبُت أنه آمنٌ وفعَّال، إن لقاحاً لفيروس كوفيد-19، لابد أن يمنع المرض أو يقلِّل الأعراض بنسبة 50% على الأقل لمن يحصل عليه، ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تتراوح فاعلية لقاح الإنفلونزا من 40 إلى 60% بالفعل، وفق  صحيفة Washington Post الأمريكية. 

وبالطبع، المعايير تختلف من دولة لأخرى، ففي أغسطس/آب 2020، أعلنت روسيا أنها ستبدأ في استخدام لقاحها على الأشخاص المُعرَّضين للإصابة بالفيروس، وكان هذا قبل بدء تجارب المرحلة الثالث، كما أذنت الصين باستخدام لقاحٍ في صفوف الجيش لديها. 

سرعة غير مسبوقة لابتكار لقاح لفيروس كورونا المستجد 

حدَّد الباحثون في الولايات المتحدة هدفاً جريئاً في يناير/كانون الثاني لتطوير لقاحٍ لفيروس كورونا المُستجَد في فترةٍ تتراوح من 12 إلى 18 شهراً. سيكون هذا رقماً قياسياً عالمياً. 

إذ يُعتَبَر لقاح النكاف (مرض فيروسي تلوثي ومعد، قد يسبب انتفاخاً وأوجاعاً في الغدد اللعابية) هو الأسرع في الخطوات التي اتُّخِذَت بشأنه، إذ استغرق 4 سنوات من المفهوم العلمي إلى الموافقة عليه عام 1967، فيما يتواصل البحث عن لقاحٍ ضد فيروس نقص المناعة البشرية لمدة 36 عاماً حتى الآن، ولا يزال مستمراً. 

أما لقاحات فيروس كورونا المُستجَد، فتتحرَّك بسرعةٍ أكبر بكثير، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الحكومات تتحمَّل المخاطر المالية لتطوير لقاحٍ قد لا ينجح في عمله، ففي أمريكا مثلاً أطلقت الإدارة الأمريكية عملية Warp Speed مستثمرةً 9.5 مليون دولار لتسريع التطوير وبدء التصنيع قبل انتهاء البحث. 

تقنياتٌ جديدة تسهل ابتكار لقاح لفيروس كورونا المستجد 

مَنَحَت التطوُّرات في العلوم والتكنولوجيا الباحثين أدواتٍ جديدة لمحاولة مكافحة فيروس كورونا المُستجَد. ويمكن للعلماء نقل المواد الجينية إلى خلايا الجسم، وتحويلها إلى مصانع للقاحات، وأن تتخطى بذلك الخطوات التي تستغرق وقتاً طويلاً مثل تصنيع البروتينات الفيروسية أو زراعة الفيروس بأكمله في بيض الدجاج. 

إن القلب الذي يُشكِّل فيروس كورونا المُستجَد هو شريطٌ واحدٌ من الحمض النووي الريبوزي 

(RNA) مُحاط بقشرةٍ بروتينية. سُمِّيَ الفيروس باسم المسامير التي تظهر من المركز مثل التاج أو "كورونا" في اللغة اللاتينية. هذه البروتينات الشوكية ليست مجرد زخرفة على السطح، بل إنها ضروريةٌ لكي يدخل الفيروس إلى الخلايا وينسخ نفسه داخلها. 

أما اللقاحات، فتعمل عن طريق تعليم جهاز المناعة في الجسم التعرُّف على الفيروسات ومنعها. وتعمل كلُّ فئةٍ من تقنيات اللقاحات وفقاً لهذا المبدأ الأساسي. تهدف اللقاحات إلى تنشيط الخلايا التائية المُساعِدة في الجهاز المناعي، وهي المسؤولة عن اكتشاف الفيروس. وتوجِّه اللقاحات الخلايا البائية لتكوين أجسام مضادة تمنع الفيروس من التكاثر، كما توجِّه الخلايا التائية القاتلة لتدمير الخلايا المُصابة. وقد تنشِّط بعض اللقاحات جزءاً واحداً فقط من هذه الاستجابة المناعية. 

طريقة عمل اللقاحات

فيما يلي نظرةٌ على تقنيات اللقاحات المختلفة التي تُطوَّر في جميع أنحاء العالم وكيف من شأنها أن تؤدِّي بشكلٍ مثالي إلى استجابةٍ مناعية للوقاية من فيروس كورونا المُستجَد في البشر. قد يختلف كلُّ لقاحٍ إلى حدٍّ ما في طريقة عمله، ولكن كلَّ لقاح يتَّبِع هذه الخطوات بشكلٍ عام. 

لقاحات باستخدام الحمض النووي (RNA وDNA)

تحتوي لقاحات الـDNA مادةً وراثية تحمل مُخطَّط بروتين شوكي. ولإدخال الحمض النووي إلى الخلايا، يستخدم الباحثون نبضاً كهربائياً لتعطيل غشاء الخلايا. وبمجرد الدخول، يُستخدَم القالب النووي كقالبٍ لإنشاء بروتين شوكي. 

أما لقاحات الـRNA، فتحتوي على شريطٍ واحدٍ من مادةٍ وراثية داخل فقاعةٍ دهنية. وبمجرد دخول هذا الشريط الخلية، يولِّد الحمض النووي الريبوزي بروتيناً موجوداً على سطح الفيروس، ومن ثم يتعلَّم الجهاز المناعي التعرُّف على الفيروس. 

تتميَّز هذه اللقاحات بالسرعة؛ أي يمكن تصميمها وتصنيعها بسرعة. لكن لم تنل الموافقة مُطلَقاً للاستخدام خارج نطاق الأبحاث الطبية، ومن المُحتَمَل أن تتطلَّب جرعتين. 

لقاحاتٌ منقولة فيروسياً 

تستخدم بعض اللقاحات فيروساً صُمِّمَ ليكون غير ضار لنقل جين من فيروس كورونا المُستجَد إلى الخلايا. يحمل الجين جزءاً مميَّزاً من فيروس كورونا المُستجَد، ويتعلَّم الجهاز المناعي التعرُّف عليه. 

يمكن تصميم اللقاحات المنقولة فيروسياً بسرعة. لكن يتمثَّل أحد المخاوف في أن الناس يمكن أن يُطوِّروا مناعةً ضد الناقل الفيروسي، مِمَّا يجعل هذا النهج أقل فائدةً إذا لزم إعطاء جرعات إضافية. 

لقاحات الوحدات الجزئية 

تعمل بعض اللقاحات التقليدية عن طريق توصيل البروتينات الفيروسية للخلايا. وتختلف تقنيات تصنيع أجزاء البروتين، لكن الشركات تستخدم خلايا الحشرات والخميرة. يعتمد لقاح فيروس التهاب الكبد من النوع B على بروتين فيروسي أُنشِئ بواسطة الخميرة المُعدَّلة وراثياً. 

لقاحات الفيروس الضعيفة أو المُعطَّلة 

في نهجٍ أقدم، يجري إضعاف الفيروس بحيث لا يسبِّب المرض، ولكنه يظلُّ يحفِّز دفاعات الجهاز المناعي. يستخدم لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية هذا النهج. 

وتحتوي لقاحات الفيروس المُعطَّل على فيروسات ميِّتة غير قادرة على إصابة الناس، لكنها تظلُّ قادرةً على إرشاد جهاز المناعة بكيفية شنِّ ردِّ فعلٍ دفاعي ضد العدوى. ولقد استخدم لقاح شلل الأطفال، الذي ابتكره جوناس سالك، هذا النهج، وتستخدم لقاحات الإنفلونزا التقنية نفسها. وعادةً ما يستغرق تصنيع هذه اللقاحات وقتاً أطول. 

لقاحاتٌ أخرى 

لم تكن المعلومات المُتعلِّقة بمنصة التكنولوجيا المُستخدَمة متاحةً لجميع اللقاحات التجريبية. ولا تستهدف بعض اللقاحات الخاضعة للاختبار فيروس كورونا المُستجَد على وجه التحديد، ولكنها تهدف إلى تعزيز خط الدفاع المناعي الأول للجسم. 

 قد يهمك أيضاً: نعم لقاح كورونا فعال بنسبة 90%.. لكن القضاء على كوفيد 19 قد لا يحدث قبل شتاء 2021!

تحميل المزيد