قلبت جائحة فيروس كورونا الحياة كما نعرفها رأساً على عقب، وخلقت اضطرابات اقتصادية، ومهنية، واجتماعية، ومالية ونفسية… إلخ. اختلف معيار الثوابت وما كان من مسلمات وأساسيات الحياة، وبات الشك هو عنوان عام 2020، أو أحد عناوينه.
ولكن مع مرور الوقت، يؤدي الشك لآثار هائلة على صحتنا. يمكن أن يثير القلق، والاكتئاب، وتسريع تطور المرض، وخاصةً عندما يتعلق بالقلب.
والخبر السار هو أن حالة الغموض والشك غالباً ما تخفت حدتها مع الوقت، وباتباع بعض الاستراتيجيات المفيدة، يمكن احتواء الضغط العصبي المصاحب لحالة الغموض والشك.
إليك 6 طرق، يوصي بها خبراء الصحة العقلية إذا كنت تعيش وسط حالة من الغموض والشك حسبما عددها موقع HealthLine.
6 طرق للحفاظ على الهدوء
1- احصل على استراحة من الأخبار
تستنزف المتابعة المستمرة للأخبار طوال اليوم وعلى مدار الأسبوع الطاقة، كما حصل مع ترقب نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2020.
فالانهماك في متابعة الأخبار والتركيز المفرط في كل التفاصيل الحديثة، وفقاً لشيري بينتون، معالجة نفسية ومؤسسة موقع TAO connect، هو من أقل استراتيجيات التكيّف فائدةً.
وتقول بينتون إنه بدلاً من متابعة تطبيقات الأخبار، أو التسمّر أمام التلفاز، ابتعد عنها كلياً وتفقد ما يعنيك أمره بوتيرة متقطعة.
وقالت المعالجة النفسية في مدينة ماليبو بولاية كاليفورنيا إليسا روبي باشا: "لا أوصي طبعاً بترك الأخبار تدور في الخلفية باستمرار".
2- ركز على ما تستطيع التحكم فيه
تقول أخصائية في علم النفس العصبي الأمريكية بريتاني لوموندا إن الناس تشعر أحياناً أن القلق حيال شيء ما يمنحهم إحساساً أكبر بالسيطرة على أمورهم، لذا من المهم إدراك أن القلق لن يغير النتيجة.
حاول تقبل فكرة أنك أديت دورك والتفت إلى الأشياء التي تستطيع التحكم فيها في حياتك بدلاً من الأشياء الخارجة عن سيطرتك.
3- فكر فيما أنت ممتن لأجله
وتوصي إليسا بتخصيص بعض الوقت للتفكير في نجاحاتك السابقة أو الأشياء التي تمتن لها.
لن يساهم هذا فقط في استبدال المشاعر السلبية بالحب والعرفان لكنه سيذكرك بأنك تجاوزت أوقاتاً صعبة مسبقاً وأنك قادر على فعل هذا مجدداً.
تقول إليسا: "النجاح يعني أنك واجهت تحدياً وتغلبت عليه، وهذا بالضبط ما تفعله حالياً".
4- مارس بعض التمارين الرياضية
تقول شيري إن واحدة من أفضل نصائحها هي المواظبة على النشاط الجسدي عند مواجهة الشك والغموض.
تعد الرياضة منعشاً طبيعياً للحالة المزاجية، وتعرف بأنها تساعد على خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
يساعد استثمار الوقت في الأنشطة الجسدية في الالتهاء عن انتظار معرفة خبر ستبثه نشرات الأخبار لاحقاً.
تقول شيري: "إن أفضل ما يمكننا فعله هو إطفاء نظام إفراز الكوليسترول هذا وتمرين أجسامنا إلى الحد الذي يساهم في التحكم في إفراز الأدرينالين وخفض مستوى الكوليسترول حتى نتمكن من النوم، والأكل على نحو أفضل، وحتى يشعر جسمنا كله بحالة أفضل".
5- مارس نصائح العناية بالنفس
في أوقات الشك والغموض، من المهم أن تكون طيباً مع نفسك.
كن صبوراً ولطيفاً مع نفسك، ومارس أفعال الرعاية الذاتية سواء كان عن طريق القراءة، أو تمارين رياضية، أو الخبز، أو ممارسة أي مهارة حرفية.
عندما نفعل شيئاً ما يشعرنا بالسعادة، تفرز أجسامنا هرمون الإندروفين، الذي يساعد على تقليل الألم وزيادة الشعور بالمتعة.
تقول بريتاني: "يجدر الإشارة إلى هرمون الإندروفين وضرورة الحصول على استراحة من الضغط العصبي والكوليسترول".
6- تذكر أن كل هذا الأمر سيصبح في الماضي
في ظل الجائحة التي عصفت بالكرة الأرضية والأخبار المتتالية من هنا وهناك، كان هناك فيض من المشاعر يقابله شعور بالعجز ومجرد الانتظار.
أحياناً يكون الانتظار مسبباً للضغط النفسي أكثر من النتيجة المرتقبة وشيئاً يصعب تحمله.
تنصح بريتاني بالرجوع خطوةً إلى الوراء وإدراك أن هذه اللحظة ستمر، وقريباً ستصبح في خبر كان.
القول الفصل
يغذي التعامل مع حالات الشك والغموض المزمن الشعور بالقلق والاكتئاب، ويسرع تطور الأمراض.
ولعل الشافع الوحيد في هذه الحالات أن حالات الشك والغموض تكون غالباً مؤقتة، وهناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدنا للتكيُّف مع العيش وسط المجهول.