يصعب اكتشاف الإصابة بالاختلالات الهرمونية، خاصةً أن العلامات غالباً ما تكون ملتبسة، وعادة ما تُبدي تأثيرها معاً في وتيرة متناسقة يصعب معها تصنيف أحد الأعراض من الآخر وتعيين المشكلة التي ينبغي التعامل معها مباشرة. وفي هذا السياق، تقول دكتورة أمراض النساء والولادة المعتمدة وأخصائية الطب الوظيفي، كيرين دونستون: "تشبه الاختلالات الهرمونية في طريقة عملها النملَ إلى حد كبير؛ فهي لا تأتي على هيئة عرضٍ واحد أبداً".
ومع ذلك، فإن معالجة الاختلالات الهرمونية أمرٌ بالغ الأهمية للصحة والسلامة في صورتها المثلى، خاصة للدكتورة دونستون، التي فقدت 45 كيلوغراماً بمجرد عملها على إعادة هرموناتها إلى المسار الصحيح.
وإحدى طرق معرفة ما إذا كان شخص ما يعاني خللاً هرمونياً، فإن ردَّها الذي جاء دون تردد هو: "قد تكون العلامة انخفاضَ درجة حرارة جسمك بدرجة كاملةٍ أقل من الطبيعي، أو أن تكون يداك وقدماك باردة دائماً".
كيف يمكن أن تشير برودة الأطراف إلى خلل هرموني؟
قد تكون برودة القدمين المستمرة، على وجه التحديد، إشارة واضحة على وجود مشكلة ما في الغدة الدرقية.
إذ تقول دونستون في مقابلة على بودكاست موقع The mindbodygreen، إن خلايا الغدة الدرقية تشبه "البطارية"، لأنها تتحكم في معدل حرق جسمك للسعرات الحرارية.
وتوضح قائلة: "تعطي الغدة الدرقية الإشارة لجسمك لكي يحرق الدهون ومن ثم توليد الطاقة. وتذهب هرموناتها إلى جميع الخلايا لتخبرها بكيفية استهلاك طاقتها للعمل والقيام بوظائفها".
لذلك عندما يكون هناك اضطراب بالغدة الدرقية أو قصور ما، فإن أجهزتك لن تعمل على نحو جيد، إذا جاز التعبير.
وتقول دونستون: "يبدو الأمر كأن جميع خلايا جسدك لا تريد النهوض من الفراش".
قد تصبح حركتك بطيئة، وتشعر بتعبٍ دائم، وبالطبع –كما يمكن أن تخمن- يكون لديك ضعف في الدورة الدموية. وهذا هو السبب في أن بعض الناس ممن يعانون قصوراً في الغدة الدرقية تبدو أجسادهم كأنها عصيّة على التدفئة.
في الواقع، وجد بحث علمي أن 40% من المشاركين الذين يعانون قصوراً في الغدة الدرقية كانوا أكثر حساسية للبرد. وتعيّن دراسة أخرى عدم تحمّل البرد بوصفه عرضاً تظهر آثاره على البشرة ويشير إلى قصور في الغدة الدرقية (المعروف أيضاً بخمول الغدة الدرقية).
بالطبع، هذا لا يعني أنه إذا كنت تعاني برودةً في أطرافك، فإنك لا بد تعاني مشكلةً هرمونية، إذ إن ضعف الدورة الدموية قد يحدث لعدد من الأسباب، وليس جميعها مرتبطاً بالهرمونات.
وهو ما يعني أن الأمر لا يتعلق بذلك دائماً، ولا يعني إنهاءه الشفاء التام دائماً، ومن ثم فإن دونستون توصي بالبحث في الأعراض الكثيرة المتداخلة: على سبيل المثال، إذا كان جسمك لا يفقد الوزن مهما بذلت من مجهود، وتُعاني صعوبات في النوم والقلق وتساقط الشعر وبرودة اليدين والقدمين، فقد يجب عليك أن تفحص تلك الهرمونات.
تضيف دونستون: "إذا كان لديك أي من هذه الأعراض الإضافية، فإن ذلك ينبغي أن ينبهك إلى احتمال وجود مشكلة في الغدة الدرقية".
برودة الأطراف هي إحدى الطرق التي يمكن أن تعلن بها الاختلالات الهرمونية عن نفسها (وإن كانت الأعراض عادةً ما تكون ملتبسة وواسعة النطاق). ومع ذلك، فإذا كان لديك عدد كبير من أعراض انخفاض الطاقة هذه، فقد ترغب في التحقق من صحة غدتك الدرقية.
وتشير دونستون إلى أنه من المفيد التعامل مع أي مشكلات هرمونية في وقت قريب.