يعد الاكتئاب أحد الأسباب الرئيسية للمرض حول العالم. ومع ذلك، لا تزال هناك معتقدات شائعة وخاطئة عن الاكتئاب وبعض الخرافات والمفاهيم المضللة.
غالباً ما يواجه الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب التحيز، بسبب وصمة العار المرتبطة باضطرابات الصحة العقلية. وللمساعدة في مكافحة هذا التحيز والوصمة، من المهم معرفة الحقائق حول الاكتئاب.
نستعرض في هذا التقرير معتقدات خاطئة عن الاكتئاب حسب ما عددها موقع Healthline الصحي:
"الاكتئاب ليس مرضاً حقيقياً"
يعتقد كثير من الناس خطأً أن الاكتئاب مجرد حزن أو حتى ضعف في الشخصية. لكن في الحقيقة، الاكتئاب اضطراب معقد للصحة العقلية، وله أصول اجتماعية ونفسية وبيولوجية ويمكن معالجته بعدة طرق.
"مضادات الاكتئاب تعالج الاكتئاب دائماً"
الاكتئاب اضطراب قابل للعلاج، وإحدى الطرق هي الأدوية المضادة للاكتئاب. هذه الأدوية تغير كيمياء الدماغ وتساعد في علاج المشكلات البيولوجية العسيرة التي تؤدي إلى الاكتئاب.
لكن بالنسبة لكثير من الناس، لا تكفي مضادات الاكتئاب وحدها، وقد يوصي الطبيب بالعلاج النفسي أو العلاج بالكلام.
الجمع بين الأدوية والعلاج بالكلام استراتيجية علاجية شائعة.
يمكن ببساطةٍ التخلص منه
لا أحد يختار أن يُصاب بالاكتئاب. يعتقد بعض الناس خطأً أن السبب الرئيسي هو السماح للنفس بالاستغراق في الحزن، وبأن العلاج يكمن في استحضار الأفكار الإيجابية أو تغيير الموقف.
في الواقع، الاكتئاب ليس علامة للشفقة على الذات أو الضعف أو الكسل؛ هو حالة طبية تتأثر فيها كيمياء الدماغ ووظيفته وبنيته سلباً بالعوامل البيئية أو البيولوجية.
الحزن هو السبب
يشعر الجميع بتعاسة بين الحين والآخر، على سبيل المثال، قد تشعر بالضيق بعد وفاة أحد أفراد أسرتك أو انتهاء علاقة عاطفية.
مثل هذه الأحداث تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، لكن الاكتئاب لا يحدث دائماً بسبب حادث أليم.
يمكن أن يسبب الاكتئاب فترات غير مبررة من اليأس والحزن والخمول.
قد يواجه المرء أيضاً ميولاً انتحارية، وتستمر هذه النوبات فترات طويلة، وقد تظهر فجأة ومن دون تفسير.
الاكتئاب وراثي
إذا كان الاكتئاب وارداً في شجرة العائلة، فمن المرجح أن تصاب به بنفسك، حسبما تحذر مؤسسة Mayo Clinic.
لكن الخبراء غير متأكدين من مدى أهمية الجينات في تحديد خطر الإصابة بالاكتئاب لمجرد أن الوالدين أو أحد أفراد عائلتك قد اختبروا ذلك.
من الحكمة أن تكون على دراية بتاريخ العائلة، لكن لا تقلق كثيراً بشأن عوامل الخطر التي لا يمكنك التحكم فيها.
بدلاً من ذلك، ركِّز على العوامل التي يمكنك إدارتها والابتعاد عن كل ما يحث على الإدمان.
مضادات الاكتئاب تُغير الشخصية
نعم، تغير مضادات الاكتئاب كيمياء معينة في الدماغ لتخفيف أعراض الاكتئاب ولكن من دون تغيير الشخصية الأساسية.
بعد تناولها، يبدأ عديد من المصابين بالاكتئاب في الشعور بأنهم أنفسهم مرة أخرى.
إذا كنت لا تحب شعورك أثناء تناول مضادات الاكتئاب، فتحدَّث إلى طبيبك حول خيارات العلاج الأخرى.
مضادات الاكتئاب تبقى للأبد
توفر مضادات الاكتئاب خياراً علاجياً طويل الأمد للعديد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب.
ولكن يمكن أن يختلف طول الفترة الزمنية التي يُنصح بتناولها بناءً على شدة الحالة وخطة العلاج الموصوفة.
في كثير من الحالات، قد يصف الطبيب العلاج النفسي مع الأدوية، لتعلُّم طرق جديدة للتعامل مع تحديات الحياة، وقد يقلل من حاجتك إلى الأدوية بمرور الوقت.
ولكن في حالات أخرى، قد يكون تناول مضادات الاكتئاب لفترات أطول هو الخيار الأفضل.
الاكتئاب يصيب النساء فقط
بسبب الضغوط الاجتماعية، لا يشعر كثير من الرجال بالراحة عند مناقشة مشاعرهم أو طلب المساعدة. نتيجة لذلك، يعتقد بعض الناس خطأً أن الاكتئاب مرض يصيب النساء فقط.
هذا أمر خاطئ، تُبلّغ النساء بشكل أكبر عن أعراض الاكتئاب، ولكنه قد يؤثر على الرجال أيضاً، بل له عواقب وخيمة أكثر عليهم.
يكون الرجال أكثر عرضة للانتحار من النساء، ولهذا السبب من المهم جداً طلب المساعدة.
الحديث يزيد الأمور سوءاً
من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن مناقشة الاكتئاب تعزز فقط المشاعر المدمرة وتُبقيك مركِّزاً على التجارب السلبية في الحياة.
لكن بالنسبة للبعض فإن عدم الإفصاح عن أفكارهم أكثر ضرراً من التخلص منها.
يساعد التحدث إلى مستمع داعم وموثوق وغير متحكم في المشاعر.
قد يكون أحبّاؤك على استعداد لتقديم آذان صاغية، ولكن في كثير من الحالات، يكون المعالج المعتمد الجهةَ الأفضل لتقديم الدعم الذي تحتاجه.