يمتلك العديد من الأطفال وحمات منذ الولادة، وغالباً ما تعتقد الأمهات أنها نتيجة اشتهائهن لأكلة معينة لم يحصلن عليها أثناء الحمل.. لكن ما هذه إلا واحدة من الخرافات الكثيرة التي أحاطت بالوحمات.. تعرفوا معنا على الأساطير التي أحاطت بـ"الوحمة" والأسباب العلمية لظهورها، والحالات التي يجب علينا فيها مراجعة الطبيب:
ما هي الوحمة؟
الوحمة عبارة عن بقعة ملونة على الجلد يمكن أن يكون لونها بنياً فاتحاً أو أسود أو أزرق أو أحمر، وهي تتفاوت في الأحجام من شخص لآخر، وفي معظم الحالات لا تكون هذه البقع سرطانية.
إذا وُلد طفلك مع وحمة، فلا داعي للقلق في معظم الحالات، لأن معظم الوحمات غير ضارة ولا تتطلب علاجاً.
خرافات مرتبطة بظهور الوحمات
يعتقد كثيرون أن الوحمة تتشكل نتيجة اشتهاء الحامل لطعام معين أثناء الحمل، لكن الوحمات في الحقيقة لا تنتج عن أي شيء تفعله أو تتجنبه المرأة أثناء الحمل.
ومن الخرافات القديمة المرتبطة بالوحمات أيضاً، أن الوحمة تدل على الطريقة التي قُتِل بها الشخص في الحياة السابقة، وأن من لا يمتلكون وحمات قد ماتوا بطريقة طبيعية.
وفي بعض الحضارات استخدمت الوحمات لتحليل شخصية حاملها، أو الإشارة إلى حظه في الحياة في بعض الأحيان.. ويختلف التفسير تبعاً للون الوحمة وحجمها وموقعها من الجسد، حتى أن أحد المعالجين الروحانيين اليونانيين ويُدعى "ميلامبوس" قد ألّف نظرية مشهورة في القرن الثالث بعد الميلاد، تحت عنوان "تأويل الوحمات والشامات"، ووفقاً له فإن "الشامة" التي تظهر على الجبهة من جهة اليمين تشير إلى قدرات قيادية.
وفي العصور الوسطى اعتقد أن الوحمات ما هي إلا مس شيطاني، إذ يدخل الشيطان إلى جسم الإنسان باعتقادهم عبر تلك البقع الداكنة.
فبغض النظر عن كل تلك الخرافات تعتبر الوحمات والشامات على وجه الخصوص علامة من علامات التميز والجمال في يومنا هذا.
أسباب الوحمات
وفقاً لما ورد في موقع Healthline فإن السبب الكامن وراء تشكل الوحمات غير معروف تحديداً، حيث إنه في حين قد تكون بعض الوحمات وراثية، فإن معظم الوحمات الأخرى مجهولة السبب.
في بعض الأحيان، قد تحدث الوحمات بسبب الطفرات الجينية.
على سبيل المثال، يعاني بعض الأطفال الذين يولدون ببقع حمراء من حالة نادرة تسمى متلازمة كليبل-ترينوناي.
تنجم هذه الحالة عن طفرة جينية غير موروثة بشكل عام.
يوجد أيضاً متلازمة Sturge-Weber، وهي حالة نادرة أخرى قد تؤدي إلى ظهور الوحمات الحمراء عند الولادة.
أنواع الوحمات
يمكن تصنيف الوحمات إلى نوعين: الوحمات الوعائية وهي تلك الناتجة عن بروز الأوعية الدموية.. والوحمات غير الوعائية وهي علامات ناجمة عن زيادة تصبغ الجلد.
الوحمات الوعائية
تحدث الوحمات الوعائية إذا لم تتشكل الأوعية الدموية في منطقة معينة من جلدك كما ينبغي.
على سبيل المثال، قد يكون هناك الكثير من الأوعية الدموية المتجمعة في منطقة واحدة أو قد تكون الأوعية الدموية أوسع مما ينبغي.
وأكثر أنواع الوحمات الوعائية شيوعاً هي تلك ذات اللون الوردي، والبقع المسماة عادة باسم "قبلة الملاك".
غالباً ما تتلاشى هذه العلامات مع بلوغ الطفل عمر السنتين أما تلك العلامات التي يكون لونها مائلاً إلى الأحمر فهي تنمو مع الطفل ولا تختفي من تلقاء نفسها.
في بعض الحالات قد تشير البقع الحمراء الكبيرة على الوجه إلى احتمالية تعرض الرضيع لمشاكل في العين أو نوبات صرع أو تأخيرات في النمو في وقت لاحق من عمره كما ورد في مجلة The List البريطانية.
لكن قد لا تدل على شيء في معظم الحالات الأخرى، وقد يختار بعض الآباء إزالتها عندما يكون الطفل صغيراً جداً كما هو الحال مع المغني البريطاني إد شيران.
وفي أسوأ الحالات، قد تكون الوحمات الوعائية عبارة عن أورام وعائية سريعة النمو، وقد تشير أيضاً إلى مشاكل محتملة تحت الجلد.
في حين أن العديد من الأورام الوعائية تتقلص وتتلاشى في الوقت الذي يكون فيه الطفل في المدرسة الابتدائية، إلا أنها قد تسبب مشاكل إذا كانت تنزف أو كانت قريبة من العينين حيث قد تتداخل مع الرؤية.
ويجب مراجعة الطبيب في حال كانت وحمة طفلك قريبة من العينين أو حول الفم أو الرقبة أو الذقن.
الوحمات غير الوعائية
تحدث الوحمات غير الوعائية عند وجود زيادة مفرطة من الخلايا الصبغية في منطقة واحدة.
وهناك عدة أنواع للوحمات غير الوعائية أو الصباغية الخلقية، أبرزها تلك التي تعرف باسم الشامات والتي من الوردي إلى البني الفاتح أو الأسود.
في حين أن الشامات لا تمثل مشكلة في العادة، لكن يجب أن تظل تحت الملاحظة، ففي حال حدث أي تغيير في حجمها أو مظهرها يجب مراجعة الطبيب على الفور.
ففي بعض الحالات قد تتطور تلك الشامات إلى نوع من سرطان الجلد يسمى الورم الميلانيني الذي يستلزم استئصال الشامة جراحياً بأقرب وقت.
وتوجد أنواع أخرى من الوحمات غير الوعائية، مثل تلك المسماة "وحمات القهوة مع الحليب"، والتي قد تكون منتشرة على شكل بقع مسطحة في عدة أماكن من الجسم، ويوجد كذلك ما يسمى بـ"البقع الزرقاء المنغولية" التي تشبه الكدمات، لكنها غير ضارة وقد تتلاشى عندما يبلغ الطفل من العمر 4 سنوات.
هل يجب عليَّ أن أقلق إذا كان لديَّ وحمة؟
بشكل عام لا شيء يدعو للقلق.. لكن مثل أي بقعة جلدية أخرى، إذا كانت لديك وحمة فمن الأفضل دائماً أن تراقبها للتأكد من عدم وجود تغييرات ملحوظة كما تقول جراحة التجميل الدكتورة إميلي كيربي.
فكما يوجد العديد من من الأنواع الشائعة وغير الضارة من النتوءات والشامات، هناك أنواع أخرى قد تكون مثيرة للقلق.
فإذا كان لديك وحمة ما وبدأت تتغير في الشكل أو اللون فهذا يعني أنه عليك مراجعة طبيب الجلدية للتأكد من أن ذلك لا يدل على مشكلة صحية، وفقاً لمجلة The List البريطانية.
وطالما كانت حدود وحمتك غير نافرة ولم يتغير لونها من البني الفاتح إلى الأسود كما لم يتغير حجمها فلا شيء يدعو إلى القلق.