لست في موقف صعب ولا يوجد ما يدعو للقلق لكنك تشعر رغم ذلك بالخوف الشديد، وقد يصاحب شعورك أحياناً فقدان للسيطرة على الأمور حولك، وقد يزداد الأمر أحياناً إلى حد الشعور بأنك تموت أو تمر بأزمة قلبية.
قد يعني هذا كله أنك تمر بنوبة هلع، هذه النوبة قد تستمر دقائق ثم تنتهي. لكن معرفة أعراض وأسباب هذه النوبات تلعب دوراً مهماً في تفاديها والعلاج منها ومنع تحولها لاضطراب مزمن. لنتعرف أكثر على نوبات الهلع وأعراضها وأسبابها وكيف يمكننا التعامل معها وتجنب تكرارها.
ما هي نوبات الهلع؟
نوبة الهلع هي نوبة مفاجئة من الخوف الشديد تؤدي إلى ردود فعل جسدية شديدة حتى عندما لا يكون هناك خطر حقيقي. يمكن أن تكون نوبات الهلع مخيفة للغاية وتجعلك تفقد السيطرة وتعتقد بأنك ستفارق الحياة. على الرغم من أن نوبات الهلع نفسها لا تهدد الحياة، إلا أنها يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نمط حياتك.
متى تحصل نوبات الهلع؟
كما ذكرنا سابقاً، عادة ما تبدأ نوبات الهلع فجأة، دون سابق إنذار أو خطر حقيقي وفي أي وقت. مثلاً، يمكن أن تصيبك نوبة هلع عندما تقود سيارة أو عند تسوقك في المركز التجاري أو خلال نومك أو في منتصف اجتماع عمل. قد تحصل نوبات ذعر بشكل عرضي أو قد تحدث بشكل متكرر.
نوبات الهلع تختلف في توقيت وسبب حدوثها، لكن الأعراض عادة ما تبلغ ذروتها في غضون دقائق. وغالباً ما تشعر بالإرهاق والتعب بعد انتهاء نوبة الهلع، كما شرح موقع WebMD الطبي.
بالنسبة للأشخاص العاديين، قد تحدث نوبة ذعر واحدة أو اثنتان فقط طوال حياتهم. ولكن إذا كنت تعاني نوبات هلع متكررة وغير متوقعة وتمضي فترات طويلة في خوف دائم من نوبة أخرى، فقد تكون لديك حالة تسمى اضطراب الهلع. لذلك، فإن فهمك لحالتك يعتمد بشكل كبير على معرفتك للأعراض لمعرفة طريقة العلاج الأنسب.
أعراض نوبات الهلع
غالباً يشعر الشخص قبل حصول نوبة الهلع بالخطر الوشيك ويتفاقم للخوف من فقدان السيطرة أو الوفاة، عندها تتسارع ضربات القلب وقد يبدأ الشخص بالتعرق فجأة.
يمكن أن يبدأ الشخص الذي يمر بنوبة الهلع بالارتجاف أو قد يشعر بضيق في التنفس، كما قد يرافقها في بعض الحالات ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة، ويشعر فيها الشخص أن جسده يغلي كما يشعر بالغثيان وتشنجات في البطن.
قد تتفاقم الأعراض وتصل لألم في الصدر وصداع في الرأس والشعور بالدوار الذي قد ينتهي بالإغماء وفقدان الوعي، كما استعرضت الجمعية الأمريكية للقلق والاكتئاب (ADAA) في معرض حديثها عن هذه النوبات وشرحها لقراء موقعها.
قد يشعر الشخص أيضاً بخدر أو إحساس بالوخز، وقد يشعر بالانفصال عن الواقع.
أحد أسوأ الأشياء حول نوبات الهلع هو الخوف الشديد من أن يكون لديك نوبة أخرى وتتكرر هذه التجربة السيئة مرة ثانية. قد تخشى من حدوث نوبات هلع لدرجة أنك تتجنب مواقف معينة تظن أنها السبب وراء حدوث نوبة الهلع.
أسباب نوبات الهلع
من غير المعروف تماماً ما الذي يسبب نوبات الهلع، ولكن هذه العوامل ربما تساعدك في فهم الأسباب بشكل أفضل:
- أحد أهم العوامل التي تؤثر في حصول نوبات الهلع هو العامل الوراثي. إن كان هناك تاريخ عائلي يصاحبه نوبات الهلع فمن المرجح أنك قد تمر بهذه النوبات.
- الإجهاد الكبير الجسدي والضغط النفسي المصاحب لهذا الإجهاد أيضاً قد ينتج بإصابتك بنوبة هلع مفاجئة دون سابق إنذار سببها هو وصولك لمرحلة من الإعياء والتعب شديدة ولم تتوقف وتمنح نفسك الراحة اللازمة.
- مزاج أكثر حساسية للتوتر أو عرضة للمشاعر السلبية. قد تكون طبيعتك كإنسان حساس وذي مشاعر مرهفة سبباً في حصول نوبات الهلع. فإن كنت تتأثر كثيراً بما يحصل حولك من أحداث محزنة أو سلبية فهذا قد يسبب ضغطاً كبيراً عليك ويتفاقم ليؤدي لنوبة هلع من حصول شيء مريع أو خطير.
قد تحدث نوبات الهلع فجأة وبدون سابق إنذار، ولكن بمرور الوقت، عادة ما تحدث بسبب مواقف معينة.
إن استجابة الجسم الطبيعية للقتال أو الهروب للخطر تشابه إلى حد كبير استجابة الجسم لنوبات الهلع أيضاً.
على سبيل المثال، إذا واجهت دباً في وسط الغابة، سيتفاعل جسمك بشكل غريزي وتتسارع ضربات القلب ويزداد معدل التنفس، جسمك هنا يستعد لموقف يهدد الحياة. والغريب أن ردود الفعل هذه تحدث أيضاً مع نوبات الهلع، حتى وإن لم يوجد موقف خطير حقيقي.
عوامل تزيد من إمكانية الإصابة بنوبات الهلع
غالباً ما تبدأ أعراض اضطراب الهلع في أواخر سن المراهقة أو في مرحلة البلوغ المبكرة، وإن كانت تزداد مع النساء أكثر من الرجال.
تتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بنوبات الهلع:
- تاريخ عائلي من نوبات الهلع أو اضطراب الهلع
- ضغوط الحياة الرئيسية، مثل وفاة أحد أفراد الأسرة أو مرضه الخطير
- حدث صادم، مثل الاعتداء الجنسي أو حادث خطير
- تغييرات كبيرة في حياتك، مثل الطلاق أو ولادة طفل
- التدخين أو الإفراط في تناول الكافيين
- تاريخ الاعتداء الجسدي أو الجنسي على الأطفال
تكرار نوبات الهلع قد يحولها إلى اضطراب مزمن
تكرار حصول نوبات الهلع بشكل مستمر وعنيف قد يشمل مضاعفات خطيرة، مثل:
- تطوير أنواع معينة من الرهاب، مثل الخوف من القيادة أو مغادرة منزلك
- تجنب المواقف الاجتماعية
- مشاكل في العمل أو المدرسة
- الاكتئاب واضطرابات القلق واضطرابات نفسية أخرى
- زيادة خطر الانتحار أو الأفكار الانتحارية
- إدمان الكحول أو المواد الأخرى
- الوقوع في مشاكل مالية بسبب تفادي العمل والاختلاط بالناس في مواقف معينة
كيف تعالج نوبات الهلع؟
يركز علاج اضطراب الهلع على تقليل هول الأسباب التي قد تكون وراءها، ويكون العلاج عادةً علاجاً سلوكياً معرفياً (CBT)، يعمل على تغيير أفكارك وأفعالك حتى تتمكن من فهم هجماتك وإدارة خوفك، ويكون ذلك بالتعاون مع أخصائي مؤهل.
لا توجد طريقة مؤكدة لمنع نوبات الهلع. ومع ذلك، قد تساعد هذه التوصيات التي استعرضها Healthline المهتم بالمواضيع الصحية في تفاديها:
- واظب على ممارسة نشاط بدني منتظم، والذي قد يلعب دوراً في الحماية من القلق.
- احصل على استشارة طبية لنوبات الهلع في أسرع وقت ممكن بعد حدوثها للمساعدة في منعها من التفاقم أو زيادة تواترها.
- التزم بخطة العلاج الخاصة بك للمساعدة في منع انتكاسات أو تفاقم أعراض نوبة الهلع.
متى يجب أن تلجأ للطبيب؟
إذا كانت لديك أعراض نوبة هلع، فاطلب المساعدة الطبية في أقرب وقت ممكن. نوبات الهلع، على الرغم من أنها غير مريحة للغاية، لكنها ليست خطيرة.
ولكن في الوقت نفسه يصعب أن تتعامل مع نوبات الهلع بنفسك خاصة إن كنت لوحدك، وقد تزداد سوءاً إن تركتها تتكرر دون علاج.
ويمكن أن تشبه أعراض نوبة الهلع أيضاً أعراض المشاكل الصحية الخطيرة الأخرى، مثل النوبة القلبية، لذلك من المهم أن يتم تقييمك من قبل طبيبك الخاص بك إذا لم تكن متأكداً من سبب الأعراض لديك.