رغم أنه يسهل التعرف على أعراض الاكتئاب الجليّة مثل الحزن الدائم واليأس، فإن هناك علامات خفية قد تشير إلى الإصابة بهذا المرض أيضاً، فقد تشمل أعراض الاكتئاب الخفية تغييرات في الوزن ناتجة عن زيادة أو فقدان الشهية، كما قد تشمل تغييرات في روتين الحياة اليومي، مثل عادات النوم والرغبة في ممارسة الهوايات والنشاطات التي كان يستمتع المريض بالقيام بها في السابق.
لذلك هنا العديد من الأشخاص الذين قد يكونون مصابين بالاكتئاب دون أن يدركوا ذلك، لعدم قدرتهم على تمييز أعراض الاكتئاب الخفية.
أعراض الاكتئاب الخفية
وفقاً لما ورد في موقع Medical News Today إليك 9 أعراض خفية قد تدل على الإصابة بالاكتئاب:
تغيرات الشهية والوزن
يمكن أن تشمل علامات الاكتئاب الخفية تغيرات في الشهية والوزن، إذا بات المريض يتناول كميات أقل بكثير من السابق، أو أكثر بكثير من السابق، فقد يشير ذلك إلى إصابته بالاكتئاب.
فبعض الناس يلجأون إلى الطعام عندما تكون حالتهم النفسية سيئة، بينما يفقد آخرون شهيتهم أو يأكلون أقل لنفس السبب.
يمكن أن تؤدي هذه التغييرات في تناول الطعام إلى أن يبدأ المصاب باكتساب الوزن أو فقدان، وهذه التغيّرات الكبيرة في الوزن قد تؤدي كذلك إلى تفاقم الاكتئاب.
التغييرات في عادات النوم
هناك صلة قوية بين الحالة النفسية والنوم.
عموماً، يجعل الاكتئاب النوم أكثر صعوبة، لذا غالباً ما يكون الأرق مصاحباً للاكتئاب، والعكس صحيح، إذ من الممكن أن يؤدي الأرق في النهاية إلى الإصابة بالاكتئاب.
ووفقاً لمؤسسة النوم الوطنية، فإن الأشخاص الذين يعانون من الأرق هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بعشر مرات من أولئك الذين لا يعانون من هذه الحالة.
ولا تشمل أعراض الاكتئاب قلة النوم وحدها، فقد يكون النوم الزائد كذلك واحداً من العلامات التي تدل على الإصابة بالاكتئاب.
الإعياء والتعب الدائم
الشعور بالإرهاق المفرط هو أحد أعراض الاكتئاب الشائعة، إذ تشير بعض الأبحاث إلى أن أكثر من 90% من المصابين بالاكتئاب يعانون من الإرهاق.
وعلى الرغم من أن الجميع يشعرون بالتعب من وقت لآخر، فإن الأشخاص الذين يعانون من التعب الشديد أو المستمر -خاصة إذا كان مصحوباً بأعراض أخرى- قد يكون لديهم اكتئاب خفي.
السعادة القسرية
في بعض الأحيان يشير الناس إلى الاكتئاب الخفي باسم "الاكتئاب المبتسم".
وذلك لأن الأشخاص الذين يخفون أعراض الاكتئاب، أو لا يدركون أساساً أنهم مصابون به، يجبرون أنفسَهم دائماً على الابتسام وإظهار السعادة أمام الآخرين.
التشاؤم
تشير الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب قد تكون لديهم ميول أكثر تشاؤماً.
هناك نظرية مفادها أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب قد يظهرون صفة تسمى "الواقعية الاكتئابية"، ما يعني أنهم قد يكونون "أكثر واقعية" في نظرتهم للأحداث من الأشخاص الذين لا يعانون من الاكتئاب.
كما تشير الدراسات إلى أن أولئك الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب الشديد غالباً ما تكون لديهم نظرة أكثر سلبية للمستقبل.
فقدان التركيز
عندما يعاني أحدهم من مشاكل في التركيز، ويكون من السهل تشتيت انتباهه أو عندما يعاني من مشاكل طارئة في الذاكرة، فقد يكون ذلك أحد العلامات الخفية التي تدل على الإصابة بالاكتئاب.
تشير دراسة أجريت عام 2014 إلى أن هذه الصعوبات مع التركيز يمكن أن تزيد من التأثير الاجتماعي للاكتئاب من خلال جعل الحياة العملية والعلاقات الشخصية أكثر صعوبة.
عدم الاهتمام بالأنشطة والهوايات
يصنف المعهد الوطني للصحة العقلية "فقدان الاهتمام بالهوايات والأنشطة" كأحد أعراض الاكتئاب.
يمكن أن يكون عدم الاهتمام بالأنشطة التي اعتاد الشخص على الاستمتاع بها من أولى العلامات التي يلاحظها الآخرون عندما يعاني أحد أحبائهم من الاكتئاب.
الآلام الجسدية والاضطرابات الصحية
الاكتئاب حالة صحية عقلية، ولكن يمكن أن تكون له أيضاً عواقب جسدية.
بالإضافة إلى تغيرات الوزن والتعب، تشمل الأعراض الجسدية الأخرى للاكتئاب الخفي والتي يجب الانتباه إليها ما يلي:
آلام الظهر
حالات الألم المزمن
مشاكل في الجهاز الهضمي
صداع الرأس
تشير الأبحاث أيضاً إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشديد هم أكثر عرضة للإصابة بما يلي:
التهاب المفاصل
أمراض المناعة الذاتية
السرطان
أمراض القلب
داء السكري من النوع الثاني
الشعور بالغضب أو الانفعال
كثير من الناس لا يربطون بين الغضب والاكتئاب، ولكن هذه التغييرات المزاجية شائعة بين أولئك الذين يعانون من هذه الحالة.
فأحياناً وبدلاً من إظهار الحزن قد يميل الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب إلى إظهار الغضب والانفعال الشديد حتى في المواقف البسيطة.
أسباب الاكتئاب الشائعة
لا يدرك العلماء حتى الآن الأسباب الدقيقة للاكتئاب، ومع ذلك يعتقد العديد من الخبراء أن عدة عوامل تلعب دوراً هاماً في الإصابة بالاكتئاب بما في ذلك:
الوراثة: يمكن أن يحدث الاكتئاب بشكل وراثي في العائلات.
الاختلافات البيولوجية والكيميائية: قد تساهم التغيرات الجسدية أو الاختلالات الكيميائية في الدماغ في تطور الاكتئاب.
الهرمونات: التغيرات الهرمونية أو الاختلالات في الجسم قد تسبب الاكتئاب. على سبيل المثال تعاني العديد من النساء من اكتئاب ما بعد الولادة بسبب الاضطراب الهرموني.
الصدمة أو الإجهاد: يمكن أن تؤدي فترات الإجهاد المرتفع أو الأحداث المؤلمة أو التغيرات الحياتية الكبيرة إلى حدوث نوبة اكتئاب لدى بعض الأشخاص.
سمات الشخصية: إن عدم احترام الذات أو التشاؤم، على سبيل المثال، قد تزيد من خطر الاكتئاب.
أمراض أخرى: إن وجود حالة صحية نفسية أو بدنية أخرى أو تناول أدوية معينة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
علاج الاكتئاب
بالتأكيد لا يتوجب تناول أي أدوية مضادة للاكتئاب دون مراجعة الطبيب، فهو الأقدر على تحديد مدى خطورة الاكتئاب وطريقة التعامل معه، وعموماً قد ينصح الطبيب بإجراءات علاجية أخرى فضلاً عن الأدوية، ستساعد على تحسين الصحة النفسية للمريض بما في ذلك:
قضاء الوقت مع الآخرين، إذ تبيّن أن قضاء الوقت مع أولئك الذين نحبهم قد يساهم في علاج الاكتئاب.
الحد من التوتر عن طريق ممارسة نشاطات مثل التأمل أو تمارين التنفس العميق أو اليوغا
تحسين احترام الذات والتفكير بإيجابية
الانخراط في أنشطة كان المريض يستمتع بها في السابق
ممارسة الرياضة بانتظام
تناول نظام غذائي متوازن
طلب الدعم من العائلة أو الأصدقاء