مشاكل النوم ليست غريبة، إذ إنَّ كثيراً من الناس يعانون من الأرق، فوفقاً لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية يشكو ما يقرب من 30% من عامة السكان من اضطراب النوم، لكن أزمة فيروس كورونا أضافت ضغوطاً جديدة قد تزيد هذه النسب، كما أنَّ العزلة تؤثر بدرجة كبيرة على النوم.
مشاكل النوم بسبب كورونا
يعتقد الطبيب إدوارد إستيفيل، أن ثمة زيادة كبيرة في مشكلات النوم مرتبطة بجائحة فيروس كورونا.
وأضاف، وفق موقع Insider الأمريكي، ألّا علاقة للقلق الذي جلبته الأزمة بالتوتر اليومي الذي كنا نشعر به سابقاً.
وأوضح أن قلة النوم سببها بشكل عام تراكم التوتر والقلق خلال النهار، ففي عصر فيروس كورونا يمكن أن تؤدي الحيرة والتفكير أيضاً إلى زيادة التوتر والقلق.
كما أن هذا الضغط الذي نواجهه الآن ليس من النوع الناجم عن العمل والأسرة والعلاقات الشخصية الذي كنا نشعر به قبل وقوع الأزمة.
القلق الذي نشعر به يسبب اضطراباً في النوم
إن الشعور بالقلق يحوم حولنا يومياً على مدار الساعة، وإن هذا الارتباك يغذيه الكم المفرط من المعلومات التي يتعرض لها كثير من الناس.
فمثلاً الكثير منا يفكرون يومياً بخسارتهم لعملهم بسبب كورونا، أو من لم يخسروا وظائفهم فربما تراهم قلقين من خسارتها.
كما أنّ غياب الروتين الاجتماعي والشخصي هو سبب رئيسي في اضطرابات النوم.
النوم والعمل في غرفة واحدة
تقول الطبية باولا غيمينيز رودريغز، مديرة وحدة النوم متعددة التخصصات بمستشفيات HLA الإسبانية: "يعمل كثير منا من المنزل، ونعمل في المكان نفسه الذي ننام ونعيش حياتنا فيه؛ ما يجعل من الصعب وضع فوارق، والانفصال عن ذلك خلال وقت النوم".
نوعان من مشكلات النوم
أضافت أن هناك نوعين من مشكلات النوم الرئيسية، يبدو أنها أصبحت سائدة على نحوٍ خاص نتيجة للعزل.
فمن ناحية، هناك الأرق الأولي، حيث يصبح النوم أصعب من المعتاد، إذ تجد أنك حين تضع رأسك على الوسادة تتقلب وتدور في السرير دون هدف.
إلى جانب الأرق الأولي، والأسوأ من ذلك، أنك قد تواجه أيضاً اضطرابات نوم متفرقة، حيث تستيقظ خلال الليل، ربما بسبب كوابيس.
من ناحية ثانية عندما تحاول النوم أثناء العزلة تجد نفسك تنام نوماً قلقاً وهذا القلق قد يمنعك من النوم بعمق؛ لذا ستستيقظ على الأرجح عدة مرات خلال الليل.
كما أنّ هذه الأعراض ليست مقصورة على البالغين، بل تظهر على الأطفال أيضاً.
يمكن لسوء جودة النوم أن يؤدي إلى مجموعة من الأعراض
تحذر رودريغز من أن النوم السيئ خلال الليل قد يؤدي إلى مجموعة من الأعراض المزعجة، بدايةً من الشعور بعدم الراحة وتقلب المزاج ومشكلات الذاكرة، إلى ضعف التركيز وتقويض جهازك المناعي أو الإصابة بنزلات البرد.
ومن الضروري القضاء على تلك المشكلة من جذورها بأسرع ما يمكن، خصوصاً أن المناعة والسلامة تحظيان بأهمية كبيرة.
ومع اضطرابات النوم التي تحدث نتيجة للعزل الذاتي على وجه الخصوص، ثمة خطر من أنها قد تصبح متأصلة في روتيننا اليومي، وأنه سيكون من الصعب التخلص منها مع انتهاء الإغلاق.
أدخل جسمك وعقلك في روتين يومي وآخر للنوم
لضمان راحة أفضل أثناء وجودك في العزل، يوصي خبراء النوم بوضع روتين صارم، والأهم من ذلك الاستيقاظ والنهوض من السرير في أوقات منتظمة، وتناول الطعام بانتظام، ووضع جدول زمني للعمل والترفيه.
عليك أن تأخذ في الاعتبار أننا نقضي في الوقت الحالي اليوم بأكمله في المنزل، مشاركين مساحة واحدة لكل جانب من جوانب حياتنا: العمل والترفيه والعائلة وغيرها. ونتيجة لذلك يصبح الروتين ووضع جدول زمني ضروريين.
الموازنة بين الضوء الصناعي والطبيعي أمر أساسي
بالإضافة إلى ذلك، من المهم التعرض بانتظام لضوء الشمس، خاصةً في الصباح، إذ يساعد ذلك على ضبط ساعتك البيولوجية. ومن المهم أيضاً ممارسة التمارين اليومية.
كما يجب تجنب شاشات الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعتين على الأقل، لأنها تسهم في إضعاف جودة النوم.
قد تبدو نصيحة بسيطة، لكن بإمكانها إحداث فرق كبير إذا تعلمت وضع هاتفك جانباً، واستبداله بنشاط مريح مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى.