يُعد الكولاجين بروتيناً هاماً في البشرة، فهو يشكل 30% من بروتين الجسم و70% من بروتين الجلد. يوجد الكولاجين في الأوتار والدهون والأربطة، فهو يساعد أجزاء أجسامنا على أن تتناسب معاً، كما أنه مهم لقوة بنية عظامنا، فماذا يحدث عند انخفاضه في الجسم، وما أسباب انخفاض الكولاجين؟ الكولاجين هو المسؤول عن مظهر البشرة الحيوي الخالي من التجاعيد، وعند انخفاض كميته الموجود في البشرة، تبدأ الخطوط الدقيقة في الظهور على البشرة.
عوامل تستنفد كميات الكولاجين في البشرة
هناك بعض الأسباب الي تتحكم في فقدان الكولاجين في الجسم، بعضها يمكن التحكم فيه والبعض الآخر خارج السيطرة.
– أسباب انخفاض الكولاجين مع تقدم العمر
ينخفض إنتاج الكولاجين في الجسم بشكل طبيعي مع التقدم في العمر، ويختلف هذا العمر من شخص لآخر، ولكن في الغالب يكون في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينيات.
ويعكس انخفاض تخليق الكولاجين في الجلد المسن زمنياً آليتين أساسيتين مختلفتين على الأقل، وهما شيخوخة الخلايا الليفية الخلوية وانخفاض مستوى التحفيز الميكانيكي.
– التعرض للأشعة فوق البنفسجية
هناك صلة مثبتة بين فقدان الكولاجين والعرض للأشعة فوق البنفسجية، فقد كشفت إحدى الدراسات في عام 2011، عن التأثير السلبي للأشعة فوق البنفسجية على بنية الكولاجين، فالتعرض المستمر لتلك الأشعة الضارة يدمر الكولاجين من خلال آليات مختلفة.
– التدخين يؤثر بالسلب أيضاً
نسمع دائماً عن التأثير السلبي للتدخين على الصحة العامة، فإلى جانب العديد من الأمراض، فإنه يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة. يؤثر التدخين على الكولاجين مباشرة، وذلك لأنه يقلل من كمية الأكسجين التي تصل إلى الأنسجة بما في ذلك الأنسجة الليفية الي تنتج خلاياها الكولاجين، وهو ما يعرقل تجددها فتتضرر وتموت، فيتجعد الجلد.
في عام 2013، نُشرت نتائج دراسة أجريت على التوائم المدخنين وغير المدخنين لتوضيح تأثير التدخين على البشرة. وجاءت النتيجة لتدعم فكرة التأثير السلبي للتدخين على البشرة، فظهرت على المدخنين علامات الشيخوخة على البشرة ومنها: الطيات الأنفية الشفوية، وتجاعيد الشفة العلوية، وفرط تصبغ الجفون.
– مرض السكري يسبب تفتت الكولاجين
يمكن أن تؤدي مستويات السكر المرتفعة إلى تصلب وتفتت الكولاجين، وإضعاف أساس البشرة، وتعزيز شيخوخة البشرة المبكرة.
– الإجهاد والتوتر
تظهر الأبحاث أن التوتر يمكن أن يثير الالتهاب، وهو ما يقلل من القدرة على إنتاج الكولاجين بشكل طبيعي. يسبب الإجهاد أيضاً زيادة في الهرمونات مثل الكورتيزول، والتي وجدت الأبحاث أنها يمكن أن تقلل من إنتاج الكولاجين.
يتم إنتاج كمية أقل من الكولاجين في حالات الإجهاد العالي، حيث يتم استخدام المزيد من موارد الجسم لمكافحة الإجهاد والالتهابات التي ينتجها.
– الوراثة
تعد الوراثة عاملاً مهماً في تحديد مقدار الكولاجين الذي يصنعه الجسم ويحلله. لذا، إذا كان والداك وأجدادك يتمتعون ببشرة رائعة لسنوات، فإن الاحتمالات مرتفعة بأن بشرتك ستكون متشابهة مع تقدمك في العمر.
كيف يمكنك دعم الكولاجين بشكل طبيعي؟
لا يمكنك إيقاف الانخفاض الطبيعي في إنتاج الكولاجين، ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للمساعدة في تعزيز مستويات الكولاجين الصحية في جسمك.
– تناول مكملات الكولاجين
مكملات الكولاجين المتحللة تعزز إنتاج الكولاجين، فهذه المكملات مصنوعة من ببتيدات الكولاجين، وهي سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية التي يتكون منها الكولاجين، ولكنها صغيرة بما يكفي لامتصاصها بسهولة من خلال الجسم.
– تناول مضادات الأكسدة
مضادات الأكسدة مثل فيتامين C تحارب التلف الذي تسببه الجذور الحرة. سواء تم تناوله داخلياً أو وضعه على الجلد، يمكن لمضادات الأكسدة أن تقلل من تكسر الكولاجين عن طريق تقليل كمية الجذور الحرة في الجلد.
فيتامين C، مهم لتركيب حمض الهيالورونيك الهام لتسريع وقت الشفاء وتخفيف ألم المفاصل. بدون مستويات كافية من فيتامين C لن يكتسب الجسم الاستفادة الكاملة من الأطعمة التي تحتوي على حمض الهيالورونيك.
تشير إحدى الدراسات إلى أن حمض الهيالورونيك يمكن أن يساعد في تعزيز إنتاج الكولاجين في جسم الإنسان. يوجد حمض الهيالورونيك بشكل طبيعي في الجسم، ولكنه ينخفض مع تقدم العمر. تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C والأحماض الأمينية يمكن أن يزيد من مستويات حمض الهيالورونيك والكولاجين في الجسم، حيث أن كلاهما مهم للبشرة.
– استخدام واقيات الشمس
لا يجب أن تتعرض لضوء الشمس دون استخدام واقي الشمس، على أن يكون ذا معامل حماية SPF مرتفع. ويجب أن تكرر استخدامه كل ساعتين، أو عند غسل البشرة أو التعرق. تساعد واقيات الحماية من الشمس على منع وصول الأشعة فوق البنفسجية الضارة إلى البشرة مما يساعد على حمايتها.
من الضروري استخدام واقيات الشمس، ليس في الأيام الصيفية المشمسة فقط، وإنما طوال العام حتى في الأيام الغائمة، لأن الغيوم لا تمنع نفاذ الأشعة فوق البنفسجية إلى بشرتك.
– استخدام نبات الصبار (الألويفيرا)
يستخدم جل الصبار لعلاج الجروح وتسكينها، والسبب في ذلك هو أن نبات الصبار يزيد من إنتاج الكولاجين عند استخدامه موضعياً أو حتى عندما يؤخذ عن طريق الفم.
يمكن أن تساعد هذه الخاصية المحفزة لنمو الخلايا على تعزيز إنتاج الكولاجين في بشرتك. يمكن تطبيق الصبار مباشرة على الجلد في شكل نقي، أو في شكل العديد من المنتجات الموجودة في السوق التي تحتوي عليه.
وتشير إحدى الدراسات إلى أن تناول مكمل الألويفيرا عن طريق الفم سيحسن جودة البشرة.
– استخدام الجينسينغ على البشرة أو تناوله
إن الآثار المضادة للشيخوخة من نبات الجنسنغ جيدة للغاية، حيث يمتص الجينسنغ في الجلد دون التسبب في ردود الفعل السلبية التي تسببها العديد من المستحضرات الكيميائية، ويساعد البشرة على الحفاظ على شكلها الأصلي.
كما وجد أنه يعزز نمو الكولاجين، فقد أظهرت الدراسات قدرة الجينسنغ على الحفاظ على الجلد ضد ضرر الأشعة فوق البنفسجية من الشمس. يمكن لمضادات الأكسدة التي يتم إطلاقها في مجرى الدم عند تناول مكمل الجينسنغ أو شرب الشاي الذي يحتوي على الجينسنغ أن يحمي الخلايا السليمة ويساهم في توهج البشرة.
– تناول الأطعمة المعززة للكولاجين
بالإضافة إلى الوجبات الصحية من الأطعمة المعبأة بالبروتين والفيتامينات والمعادن، فإن أفضل مصدر لتعزيز الكولاجين هو مرق العظام.
يخرج مرق العظام الكولاجين من لحم البقر أو الدجاج أو عظام السمك، تاركاً سائلاً لذيذاً يمكنك شربه أو استخدامه في أطباق أخرى. تتطلب معظم وصفات مرق العظام أن تغلي العظام ببطء في الماء لمدة يوم أو يومين.