بلا سبب، قد نشعر نحن النساء بالغضب أحياناً وبالفرح أحياناً أخرى وقد تنتابنا فجأة الغبطة ونمتلئ بالطاقة والحيوية، ثم تسيطر علينا مشاعر الحزن لدرجة أننا قد نبكي فجأة دون مبرر أو لمجرد مشاهدتنا لحظة مؤثرة في فيلم كرتوني على سبيل المثال.. تمر أوقات نأكل فيها بشراهة، وأوقات أخرى نفقد فيها شهيتنا، ننام كثيراً في بعض الأوقات ثم نفقد القدرة على النوم فجأة.. إنها الهرمونات يا عزيزتي.
تعالي نخبرك ماذا تفعل الهرمونات بأجسادنا خلال الدورة الشهرية وبعدها، وكيف تؤثر على حالتنا النفسية والمزاجية، وماذا علينا أن نفعل لنبقي الوضع تحت السيطرة:
كيف تؤثر الهرمونات في النفسية والمزاج؟
في الحقيقة تؤثر هرموناتنا على كل شيء، مستويات الطاقة لدينا، شهوتنا للطعام، مزاجنا اليومي، حتى أنها تؤثر على بشرتنا ومناعتنا واحتماليات تعرضنا للأمراض.
لكن كيف ولماذا ومتى تؤثر هرموناتنا في أجسادنا وعواطفنا؟
من الممكن أن تجدي أجوبة شافية عن تلك الأسئلة من خلال فهم دورتك الشهرية بشكل جيد، كما يمكنك حتى تغيير نظام العناية بالبشرة الخاص بك تبعاً للاضطرابات الهرمونية التي يتعرض لها جسدك.
في حوار لمدونة Hudabeauty مع الدكتورة ريبيكا بوث مؤلفة كتاب: The Venus Week: Discover the Powerful Secret of Your Cycle "اكتشفي أسرار دورتك الشهرية"، شرحت لنا الطبيبة التغيرات في الحالة المزاجية خلال الشهر تبعاً لانخفاض وارتفاع نسب هرموناتنا في كل فترة وأعطتنا بعض النصائح عن الأمور التي يجب أن نفعلها للعناية ببشرتنا وأجسادنا في هذه الأطوار المختلفة:
الهرمونات الثلاثة التي تؤثر على دورتك الشهرية
إذا أردت فهم دورتك الشهرية بشكل جيد يجب أولاً أن تكوني على دراية بالهرمونات الثلاثة التي تؤثر عليها والدور الذي تلعبه.
إذ يعتبر كل يوم في الدورة الشهرية انعكاساً لمستويات مختلفة من الهرمونات الثلاثة الأساسية، ألا وهي: الإستروجين والبروجستيرون والتستوستيرون.
وبالتالي فإن مفتاح فهم الدورة الشهرية يكمن في فهم هذه الهرمونات الثلاثة وأسباب تقلبها وانخفاضها وارتفاعها على مدار الشهر.
الأيام 1 إلى 7 من الدورة الشهرية، انخفاض هرومون الإستروجين
في اليوم الأول من الدورة الشهرية تكون الهرمونات الثلاثة الأساسية التي تحدثنا عنها كلها منخفضة.
وفي اليوم الثالث من دورتك الشهرية، يبدأ هرمونا الإستروجين والتستوستيرون بالارتفاع لكن ببطء.
كيف ستشعرين خلال هذه الفترة؟
هذه الهرمونات الثلاثة لا تؤثر على حالتك المزاجية فحسب، بل تؤثر كذلك على مناعتك.
هذا يعني أنك ستكونين أضعف قليلاً من المعتاد، لذلك تكون العديد من النساء أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والفيروسات الأخرى في الأيام الثلاثة الأولى من الدورة بسبب انخفاض مستويات الهرمونات الثلاثة.
لكن يبدأ الوضع بالتحسن في اليوم الثالث.
تؤثر هرموناتك أيضاً على بشرتك، إذ إن انخفاض هرمون الإستروجين في الأيام الثلاث الأولى يؤدي إلى تحفيز أقل للكولاجين والإيلاستين وحمض الهيالورونيك، تلك المادة الندية التي تمنح بشرتنا التوهج.
ماذا عليك أن تفعلي خلال هذه الفترة؟
بسبب الانخفاض في مستويات هرمون الإستروجين الذي يجفف البشرة خلال هذا الوقت، يفضل أن تستخدمي المرطبات الغنية بالستروجين النباتي الموجود في المكسرات والبذور.
قد يكون من المفيد أيضاً استخدام منتج يحتوي على الكولاجين، حيث إن إمدادات بشرتك من الكولاجين تنفد في هذه المرحلة.
والأهم من ذلك، من الضروري زيادة استهلاكنا للماء لأن بشرتنا تحتاج إليه في هذه الفترة للحفاظ على مرونتها، كما يجب تجنب الإفراط في تناول الكافيين.
وأن نحاول قدر الإمكان الابتعاد عن السكريات والكربوهيدرات البسيطة مثل الخبز الأبيض والمعكرونة، لأن هذه المواد ستجعل بشرتنا المحرومة من الإستروجين أكثر عرضة للبقع وحب الشباب.
الأيام من 8 إلى 15
في هذه الفترة، ترتفع مستويات هرمون الإستروجين والتستوستيرون معاً قبل الإباضة.
وتعتبر فترة ملائمة لاستعادة الثقة والنشاط والحيوية.
كيف ستشعرين خلال هذه الفترة؟
خلال هذه الفترة سترتفع هرمونات القوة: هرمون الإستروجين والتستوستيرون كما ذكرنا، وسيؤثر ذلك إيجاباً على مزاجنا بشكل عام.
والسبب وراء شعورك بالراحة خلال هذه الفترة يرجع إلى زيادة نسبة الدوبامين والإندورفين الذي يعزز من مزاجك وطاقتك.
ماذا عليك أن تفعلي خلال هذه الفترة؟
في هذه الفترة يكون الجلد في أفضل حالاته، لذا فإن اتباع روتين جيد للعناية به سيؤتي ثماراً عظيمة.
الأيام 16 إلى 28
بعد الإباضة يتراجع هرمون الاستروجين والتستوستيرون، ونتيجة لذلك ستشعرين بأنك قادرة على أكل كل شيء وأي شيء كما تنخفض طاقتك أيضاً.
خلال هذه الفترة، يمكن أن تكون الحالة المزاجية موجهة نحو الداخل أكثر، بمعنى تعتبر هذه الفترة مثالية للتركيز على الأهداف الفردية وزيادة التأمل والتنظيم.
كيف ستشعرين خلال هذه الفترة؟
يرتفع هرمون البروجسترون الذي له تأثير مهدئ في هذه الفترة، لذا قد تشعرين برغبة في النوم أكثر من المعتاد.
لكنه يجعل عملية الأيض بطيئة بعض الشيء، وبالتالي فإن تراكم السعرات الحرارية يؤدي إلى المزيد من الانتفاخ، مع ميل لزيادة الوزن، ومزيد من "حنان" الثدي.
والانخفاض المفاجئ للأستروجين والتستوستيرون يؤدي إلى انخفاض نسبة الدوبامين والإندورفين والسيروتونين، ما يؤدي إلى شعور بالضيق بعض الشيء.
ماذا عليك أن تفعلي خلال هذه الفترة؟
على الرغم من أنك قد لا تكونين في مزاج جيد، فإن التمارين الرياضية هي أفضل ما قد تقومين به خلال هذه الفترة، إلى جانب تمارين التأمل.
مارسي المشي السريع أو اليوغا أو تمارينك المفضلة المعتادة.
أما فيما يخص العناية بالبشرة فيجب عليك توخي الحذر لمنع مشاكل البشرة في الأسبوع الذي يسبق الحيض، فهو الوقت الذي من المرجح أن تتعرضي فيه لحبوب الشباب.
لذا هذا هو الوقت المناسب لاستخدام مقشرات لطيفة ما سيساعد على التخلص من المسام وتقليل الشوائب في الجلد.
باختصار إليك ما عليك فعله للعناية بالبشرة خلال دورتك الشهرية
أيام 1-7:
الهرمونات الأنثوية منخفضة، لذا قومي باستعمال مكملات فيتامين (ج) والزنك لتعزيز نظام المناعة قبل وأثناء الدورة الشهرية.
حافظي على الغذاء الصحي واحرصي على تعزيز المشاعر الجيدة لتحسين مزاجك الذي قد يتعكر بفعل الهرمونات.
بشرتك ستكون جافة، لذا اشربي الكثير من الماء، واستخدمي المرطبات، ودللي بشرتك بأخذ مكملات الكولاجين.
أيام 8-15:
بشرتك تبدو في أحسن أحوالها، لكن هذا لا يعني التهاون في نظام العناية بالبشرة.
أيام 16 – 28:
اشربي الشاي الأخضر، ما يعزز مستويات الطاقة والتركيز.
مارسي الرياضة والتأمل لتحسين مزاجك.
حاولي أن تتحكمي في رغبتك الشديدة بتناول الطعام.
ابدئي بإعداد بشرتك للتغيرات الهرمونية القادمة.