العصب الدهليزي هو عصب موجود في الأذن، يرسل المعلومات المتعلقة بالتوازن إلى دماغك، ويزودها بمعلومات حول وضع وحركة الرأس.
يستخدم الدماغ هذه المعلومات للمساعدة في الحفاظ على التوازن، وفي حال التهاب هذا العصب، لن تصل المعلومات إلى دماغك بالشكل الصحيح، ما سيجعلك تشعر بالاضطراب. ويدمج الدماغ الرسائل التي يتلقاها من الأذنين اليسرى واليمنى.
إذا كانت الرسائل التي يتلقاها من الأذنين مختلفة بسبب تأثر إحدى الأذنين بأعراض التهاب العصب الدهليزي، أو يُمدّ الدماغ بالمعلومات من جانب واحد فقط، فإن الدماغ يرتبك، وهو ما يؤدي إلى الشعور بالدوار.
تبدأ أعراض التهاب العصب الدهليزي عادة بنوبة مفاجئة من الدوار -الإحساس بالتمايل أو الدوران- وغالباً ما تصاحبها صعوبة في الرؤية أو التوازن.
يمكن أن يحدث التهاب العصب الدهليزي عند الأشخاص من أي عمر، ولكن نادراً ما يحدث عند الأطفال.
ما هي أعراض التهاب العصب الدهليزي؟
يمكن أن تتراوح أعراض التهاب العصب الدهليزي من الدوخة الخفيفة إلى الإحساس العنيف بالدوران (الدوار). يمكن أن تشمل الأعراض أيضاً الغثيان والقيء وصعوبة الرؤية وضعف التركيز. في بعض الأحيان تكون الأعراض شديدة لدرجة أن الشخص يواجه صعوبة في الوقوف أو المشي.
عادة، تظهر أعراض التهاب العصب الدهليزي فجأة. بدون أية مقدمات، وكثيراً ما يسعى الناس للحصول على المساعدة الطبية على الفور بسبب شدة الأعراض المبكرة، في حالة تلف العصب الدهليزي – بسبب عدوى فيروسية، قد يصاب الشخص بدوار مزمن.
تشخيص التهاب العصب الدهليزي
يشخص الطبيب التهاب العصب الدهليزي من خلال استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للدوخة، مثل السكتة الدماغية أو الحساسية أو الآثار الجانبية للعقاقير، أو غيرها من الاضطرابات العصبية أو الحالات الطبية.
أحد الدلائل التي تشير إلى إصابة الشخص بالتهاب العصب الدهليزي هو وجود حركات سريعة للعين في اتجاه الأذن غير المتأثرة ، خاصة إذا لم تكن هناك أعراض عصبية أخرى، على سبيل المثال، تغيرات الرؤية أو الضعف أو الإحساس بالضعف.
قد يقوم الطبيب المختص أيضاً بإجراء اختبارات السمع واختبارات التوازن، واختبار يقيس قدرة الشخص على التركيز على الأشياء أثناء حركات الرأس السريعة.
ينصح بإجراء اختبار "إتش آي إن تي إس" (HINTS)، وهو عبارة عن اختبار بسيط من ثلاث خطوات يستغرق بضع دقائق، يقوم فيه الطبيب بفحص حركات عين المريض.
أسباب التهاب العصب الدهليزي
يعتقد أن معظم حالات التهاب العصب الدهليزي سببها عدوى فيروسية، قد تكون عدوى فيروسية جهازية (تؤثر على الجسم كله)، أو قد تكون محصورة في الأذن الداخلية. بعض الالتهابات الفيروسية الجهازية التي ارتبطت بالتهاب العصب الدهليزي تشمل فيروس الهربس والحصبة وحيدة النسيلة والإنفلونزا والنكاف والتهاب الكبد.
في حالات نادرة، قد يكون التهاب العصب الدهليزي من مضاعفات عدوى الأذن الوسطى البكتيرية التي تنتقل إلى الأذن الداخلية.
علاج التهاب العصب الدهليزي
يعالج التهاب العصب الدهليزي الحاد بالأدوية لقمع الغثيان والدوار. يمكن أيضاً وصف المنشطات والعقاقير المضادة للفيروسات والمضادات الحيوية (في حالة وجود عدوى فيروسية).
قد يتورم عصب التوازن بسبب عدوى فيروسية، ويعمل الكورتيزون على الحد من التورم، ويتم خفض الجرعة تدريجياً.
يمكن معالجة الجفاف بالسوائل الوريدية المغذية إذا أصيب الشخص بالجفاف من القيء. مع العلاج السريع، لا يسبب التهاب العصب الدهليزي عادة أي ضرر مستمر.
يجب أن تلاحظ تحسناً خلال عدة أيام، ولكن قد يتطلب الأمر ثلاثة أسابيع للشفاء التام، وقد تشعر بدوار متقطّع لعدة أشهر بعد المرض، ولأن التهاب العصب الدهليزي قد يسبب لك إعاقة في أدائك للأنشطة اليومية الاعتيادية، يجب عليك أن تحاول تقليل الحركة إلى أقل درجة ممكنة، ما قد يساعد جسدك على استعادة حس التوازن بوقت أقصر.
علاج التهاب العصب الدهليزي
في حال لم تتحسن الأعراض نهائياً خلال عدة أسابيع، فقد يقترح الطبيب تمارين إعادة تأهيل العصب الدهليزي. هذه التمارين يمكن أن تساعد الدماغ على التكيف مع أي خلل في العصب الدهليزي.
لتطوير مجموعة فردية من التمارين، يقوم المعالج الفيزيائي أولاً بتقييم أداء مختلف أجزاء الجسم المعنية بالتوازن، بما في ذلك الساقان والقدمان والعينان والأذنان الداخلية. اعتماداً على حالات التضرر التي يجدها المعالج، يتم وصف مجموعة متنوعة من التمارين.
يتم تدريب الأعضاء الحسية الأخرى -مثل العينين- على الإدراك العميق، وبعد ثلاثة أو أربعة أسابيع يعود الأشخاص لحياتهم الطبيعية. يمكن القيام بتمارين العلاج الطبيعي الدهليزي في المنزل بشكل عام ويجب القيام بها مرتين أو ثلاث مرات في اليوم للحصول على أفضل النتائج.
الفرق بين التهاب العصب الدهليزي والتهاب التيه
غالباً ما يُخلَط بين التهاب العصب الدهليزيّ والتهاب التيه، لكن التهاب العصب الدهليزيّ يشير إلى وجود التهاب في العصب فقط، أما التهاب التيه فيشير إلى وجود التهاب في كل من العصب الدهليزي والعصب القوقعي، الذي ينقل معلومات السمع إلى الدماغ.
لذلك فإن التهاب التيه يسبب اضطرابات سمعية أيضاً تشمل مشاكل في السمع، وطنيناً في الأذنين، وإحساساً بالدوخة، أما التهاب العصب الدهليزيّ فيسبب اختلالاً في التوازن فقط.