مع انتشار السمنة، وما يصاحبها من أمراض عديدة كالسكري وأمراض القلب، تعددت الأنظمة الغذائية الخاصة بإنقاص الوزن. وفي الآونة الأخيرة، ذاع صيت الصيام المتقطع intermittent fasting كنظام غذائي ينطوي على تناول الطعام في فترات متناوبة للحد من السعرات الحرارية القصوى في فترات الأكل الطبيعي.
جميع النظم الغذائية تحقق خسارة في الوزن من خلال نفس المعادلة، وهي استهلاك طاقة غذائية أقل كل يوم مما يحرقه الجسم لممارسة النشاط الطبيعي.
والطرق الأكثر شيوعاً للصيام المتقطع هي الصيام لمدة 16 ساعة يومياً، أو الصيام لمدة 24 ساعة مرتين في الأسبوع. وعلى عكس معظم الأنظمة الغذائية، لا يشمل الصيام المتقطع تتبع السعرات الحرارية أو المغذيات الكبيرة. في الواقع، لا توجد متطلبات حول الأطعمة التي يجب أن تتناولها أو تتجنبها.
ينشأ جزء من الانبهار بالصيام المتقطع من الأبحاث التي أجريت مع الحيوانات والتي أظهرت أن الصيام قد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان ويبطئ الشيخوخة. إحدى الفرضيات هي أن الصيام يمكن أن ينشط الآليات الخلوية التي تساعد على تعزيز وظيفة المناعة وتقليل الالتهابات المرتبطة بالأمراض المزمنة.
بينما صحيح أن التخلص من الدهون الزائدة في الجسم سوف يحسن صورة الشخص الأيضية ويقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لا يوجد دليل قوي على أن الصيام يضيف فوائد صحية تتجاوز أي استراتيجية أخرى لفقدان الوزن.
تأثير الصيام المتقطع على النساء والرجال يختلف
هناك بعض الأدلة على أن الصيام المتقطع intermittent fasting قد لا يكون مفيداً لبعض النساء كما هو مفيد للرجال.
– أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت في مركز بينينجتون للأبحاث الطبية الحيوية في الولايات المتحدة الأمريكية، أن التحكم في نسبة السكر في الدم قد ساء بالفعل في النساء بعد ثلاثة أسابيع من الصيام المتقطع، وهو ما لم يكن عليه الحال عند الرجال.
– عندما تكون كمية السعرات الحرارية منخفضة، نتيجة الصيام لفترة طويلة جداً أو متكررة، يتأثر جزء صغير من المخ يسمى المهاد.
هذا يمكن أن يعطل إفراز هرمون الغدد التناسلية (GnRH)، وهو هرمون يساعد على إطلاق هرمونات تناسلية، هرمون الملوتين (LH) وهرمون منظم الجريب (FSH).
عندما يتعذر على هذه الهرمونات التواصل مع المبيضين، فإن المرأة تتعرض لخطر حدوث دورات غير منتظمة، والعقم، وضعف صحة العظام.
– على الرغم من عدم وجود دراسات بشرية قابلة للمقارنة، فقد أظهرت الاختبارات التي أجريت على الفئران أن الصيام في يوم بديل لمدة 3 إلى 6 أشهر تسبب في انخفاض في حجم المبيض ودورات التكاثر غير المنتظمة لدى الفئران الإناث.
أفضل طرق الصيام المتقطع للمرأة
ولما أشارت بعض الدراسات إلى أن الصيام المتقطع قد لا يكون مفيداً للمرأة بقدر ما هو مفيد للرجل، فقد تحتاج النساء إلى اتباع نظام معدل.
بشكل عام، يجب أن تتبع النساء نهجاً أقل صرامة وأكثر استرخاء من الذي يتبعه الرجال. قد يشمل ذلك فترات صيام أقصر وأيام صيام أقل مع استهلاك كميات قليلة من السعرات الحرارية في أيام الصيام.
– طريقة كريسيندو: الصيام من 12 إلى 16 ساعة يومين أو ثلاثة أيام أسبوعياً، ويجب أن تكون أيام الصيام غير متتالية.
– بروتوكول 24 ساعة: ويعرف بنظام أكل توقف أكل، وفيه يكون الصيام لمدة 24 ساعة كاملة مرة أو مرتين أسبوعياً على الأكثر للنساء، ومن الأفضل المرور بنظام كريسيندو أولاً للاعتياد قبل تطبيق نظام 24 ساعة.
– نظام غذائي 2:5 أو النظام السريع: تناول الطعام لمدة 5 أيام أسبوعياً بشكل طبيعي، مع تقليل السعرات الحرارية إلى 500 سعرة حرارية يومياً مرتين في الأسبوع، ولكن على المرأة أن تختار يومين غير متتاليين.
– طريقة 8/16: وفيها يكون الصيام لمدة 16 ساعة يومياً وتناول جميع السعرات الحرارية في غضون 8 ساعات. ويجب أن تبدأ المرأة هذا النظام بالصيام لمدة 14 ساعة حتى الاعتياد على صيام 16 ساعة.
وبغض النظر عن نوع الصيام المتقطع الذي يقع عليه الاختيار، فلا يزال من المهم تناول طعام جيد خلال فترات عدم الصيام، إذا كنت تأكل كمية كبيرة من الأطعمة غير الصحية الكثيفة السعرات الحرارية خلال فترات عدم الصيام، فقد لا تواجه نفس الفوائد الصحية وفقدان الوزن.
من عليه تجنب الصيام المتقطع
إذا كنت تفكر في الصيام المتقطع، تأكد من مناقشته مع طبيبك. تخطي وجبات الطعام والحد من السعرات الحرارية بشدة يمكن أن يشكل خطراً على الأشخاص الذين يعانون من ظروف معينة، مثل مرض السكري. الأشخاص الذين يتناولون أدوية لضغط الدم أو أمراض القلب قد يكونون أيضاً أكثر عرضة للإصابة بخلل تركيز سوائل الجسم.
كذلك، بالنسبة لمن يعانون من قصور في الغدة الدرقية، فلا ينصح بالصيام المتقطع، وكذلك من يعانون من مرض بالغدة الكظرية.