تُعتبر الوجبات الخفيفة المقرمشة الصحية أو ما يُعرف باسم "Crunch Time"، أحدث صيحة وأحدث عادة صحية يوصي خبراء التغذية بإدخالها في النظام اليومي.
وتعتمد تلك الصيحة على استراحة غذائية أو اثنتين بين ساعات اليوم؛ وتناول وجبة خفيفة صحية مقرمشة في منتصف النهار وبعد الظهر.
هذا النمط الغذائي له هدفان رئيسيان: الأول تجنُّب الوصول إلى موعد الوجبات الرئيسية وأنت جائع للغاية، لتخفيف شراهة تناول الطعام، والتحكم في الوزن. والثاني تحسين نوعية حياتنا من خلال تحسين المعالجة المعرفية، والاحتفاظ بالمعلومات والتعلم والإدراك.
وبحسب موقع Mujer Hoy الإسباني، تقول الدكتورة ماجدة كارلاس، أخصائية التغذية، وهي واحدة من المدافعين عن هذا النمط الغذائي: "حقيقة، إن أكثر من أربع ساعات تمر من وجبة إلى أخرى ستؤدي حتماً إلى زيادة الشهية، والأرجح أن الوجبة المقبلة ستكون مفرطة".
ومن المهم أيضاً تجنُّب الإفراط في الوجبات الخفيفة. لذلك، تشير الخبيرة إلى الحاجة لتركيز الوجبات الخفيفة في مرتين: واحدة بمنتصف الصباح، وأخرى في فترة ما بعد الظهر. وتقول الخبيرة إن "الاستمرار في تناول الوجبات الخفيفة سببه عادةً أوقات الوجبات غير الملائمة".
الوجبات الخفيفة المقرمشة بين الوجبات
فيما يتعلق بالأطعمة التي يجب إدراجها في فترات الراحة الصحية لدينا، تشير الدكتورة ماجدة إلى أنه "من المهم أن يكون الطعام الذي نختار تناوله في منتصف الصباح أو في فترة ما بعد الظهر كافياً ومغذياً ويعمل على تقليل الشهية، إذ لن يكون لجميع الأطعمة، حتى لو كانت صحية، هذا التأثير".
وتابعت: "عصير الفواكه، على سبيل المثال، صحيّ لكنه لا يساعد في تقليل الشهية، بل يؤدي إلى العكس. الزبادي الخالي من الدسم، مثال آخر، خفيف حقاً لكن قلة الدهون والألياف تجعل قدرته على الإشباع محدودة للغاية".
تقترح الخبيرة تناول المكسرات، لأن تركيبتها تمنح شعوراً بالشبع، ومن المقترحات الأخرى التفاح والكرفس والجزر.
تؤكد ماجدة أن "المكسرات مهمة عندما يتعلق الأمر باتباع نظام غذائي منخفض السعرات أو الرغبة في السيطرة على الوزن، فالفستق، على سبيل المثال، مغذٍّ، ولذيذ، ويوفر المغنيسيوم وفيتامين ب والألياف ومزيجاً من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون".
الدراسات العلمية تدعم نمط Crunch Time
هناك أساس علمي لنمط Crunch Time في الدراسات المختلفة. واحدة من هذه الدراسات تتمثل في بحث أجراه معهد بول بوكوس في ليون بفرنسا حول آثار الوجبات الخفيفة المنتظمة بين الوجبات.
تعتمد الدراسة على عينة من النساء، مقسمة إلى مجموعتين؛ إذ دُرس نوعان من الوجبات الخفيفة، مع مقدار البروتينات والسعرات الحرارية نفسه (135 كيلو كالوري)؛ وأُضيف النوعان إلى المدخول اليومي للطعام: ألواح البروتين باعتبارها وجبة خفيفة صحية والفستق أيضاً.
أُخذت بيانات التغذية لعيِّنات الدراسة والقياسات الجسدية (مثل الوزن ومحيط الخصر) في الأسبوع الرابع من الدراسة.
أظهرت النتائج أن قياسات دهون الجسم ظلت ثابتة عند النساء اللائي تناولن الفستق أربعة أسابيع، وأنها زادت قليلاً في أولئك الذين تناولوا ألواح البروتين الصحية.
إضافة إلى ذلك، أظهرت مجموعة النساء اللائي تناولن الفستق بين الوجبات ميلاً إلى تقليل محيط الخصر بعد أربعة أسابيع وأيضاً أظهرت نسبة أعلى من العناصر الغذائية مثل الثيامين وفيتامين B6 والنحاس والبوتاسيوم.
ومن الدراسات الأخرى التي تدعم Crunch Time، البحث الذي أجرته Focus Vision وأجراه باحثون بجامعة لوما ليندا في كاليفورنيا بالولايات المتحدة.
أظهرت النتائج أن التناول المنتظم للفستق ما بين الوجبات يمكن أن يحسن أداء المخ ومستويات التركيز في العمل، لذلك، فإن تناول المكسرات بانتظام يحسن ترددات موجات المخ المرتبطة بالإدراك والتعلم والذاكرة وغيرها من وظائف المخ الرئيسية.
أُجري تخطيط لموجات الدماغ في الدراسة، لقياس قوة إشارات موجات الدماغ. وأوضح الباحثون أن تخطيط موجات الدماغ سُجِّل من تسع مناطق من فروة الرأس المرتبطة بوظيفة القشرة الدماغية.
من جهته، يلاحظ الدكتور روسيل، الباحث بالدراسة، أن "الفستق وجبة خفيفة مثالية في منتصف اليوم وفي فترة ما بعد الظهر، بفضل محتواه الفريد من العناصر الغذائية التي لا تُنتج فقط شعوراً بالشبع؛ لكن -وفقاً لهذه الدراسة- يمكن أن تساعد في الحصول على حالة ذهنية مُثلى وتوفير مزيد من التركيز في العمل".
لذلك في المرة القادمة التي تحتاج فيها تناول وجبة أو وجبة خفيفة، فكِّر في الزبادي مع حفنة من المكسرات أو حبوب الإفطار الكاملة أو شريحة خبز من الحبوب الكاملة مليئة بالخضراوات المقرمشة، أو وعاء من الفشار (بلا زبدة طبعاً!).