إنّ أبرز ما يجذب السياح في السفر إلى مالطا هو مناخها المعتدل الذي يمكّنك من زيارتها في جميع الفصول، فتمنح زائريها فرصة للاستمتاع بمشاهدة شواطئها الجميلة وجزر أرخبيلها الساحرة.
السفر إلى مالطا
ليس ذلك فحسب، بل هناك سبب آخر يعتبر من أهم أسباب جذب السياح العرب إليها، وهو أنّ سكانها يتحدثون العربية.
فاللغة المالطية رغم كتابتها بالأحرف اللاتينية، إلا أنها تحتوي على الكثير من المفردات العربية، فعند زيارتك لمالطا سوف تشعر بأنك في إحدى الدول العربية.
مثلاً إذا احتجت إلى التعاملات الماديّة، فالأرقام هناك تُنطق كأنّها عربيّة تماماً.
الرقم 1 على سبيل المثال ينطق بالمالطية (wahed) والرقم 2 ينطق (tnejn) والرقم 3 ينطق (tlieta) ورقم 4 (erbgha) أمّا رقم 5 فينطق كما هو أيضاً (hamsa)، بلهجة أقرب للهجات المغاربيّة العربية.
ولا يقتصر الأمر على الأرقام فقط، فهناك بعض الجُمل والتعبيرات التي يتطابق نطقها تماماً مع العربية باختلافاتٍ بسيطة جداً في اللهجة فقط، مثل كلمات: "مرحباً"، و"كيف أنتم؟"، و"ليلة طيبة"، و"كم يساوي؟".
وإذا كنتم تتساءلون عن تكاليف السياحة إلى مالطا وعن أهم المعالم السياحية التي يمكنكم زيارتها، فإليكم دليلاً شاملاً لكل تلك التفاصيل، بحسب موقع TripSavvy الأمريكي الذي يدوّن به سكان محليون عن مدنهم وبلداتهم، لذلك فهو واحد من أكثر المواقع الموثوقة للسفر.
أين تقع مالطا؟
على الرغم من أن مالطا هي واحد من أصغر البلدان في العالم، لكنها تتألف من سبع جزر صغيرة، اثنتان منها هما الأكثر شعبية؛ مالطا وغوزو أو كما يطلق عليها اسم غودش.
في حين أن ثالث أكبر جزيرة، والتي تعرف باسم كومينو، ليست مأهولة بشكل كامل ويقصدها الباحثون عن الخصوصية، أما الأربع الباقية فهي غير مأهولة تماماً.
تقع مالطا على بعد 60 ميلاً جنوب صقلية، و288 كم شمال تونس، ولغتها الرسمية المستخدمة فيها هي المالطية، التي كما أسلفنا، قريبة للعربية وأيضاً اللغة الإنجليزية.
أما عملتها فهي اليورو منذ يناير/كانون الثاني 2008 بدلاً من الليرة المالطية.
لماذا عليّ أن أزورها؟
بالفعل فقد وضعت مالطا في قائمة الدول التي أرغب بالسفر إليها في المستقبل، كل شيء فيها يشجعني لزيارتها خاصة المواقع السياحية.
المواقع السياحية في مالطا
مثلاً مدينة فاليتّا وهي العاصمة، وتتواجد في جزيرة مالطا، بناها فرسان القديس يوحنا، فقد كانت إحدى أوائل المدن التي استخدم فيها تخطيط مصبعي (grid pattern) لشوارعها (نقصد تخطيط الشوارع والأبنية بالتوازى وتتعامد مع بعضها).
وتمثل "كاتدرائية القديس يوحنا" التي أنشئت بتكليف من المعلم الكبير جان دي لا كاسيير في عام 1572، أحد أفضل أعمال المهندس المعماري المالطي جيرولامو كاسار، وأحد أول المباني التي بنيت في المدينة.
كما أن هناك مدينة "مدينة" التي تحيطها الأسوار وتتواجد أيضاً في جزيرة مالطا، وتعد موطن العائلات النبيلة في مالطا، بأجواء رائعة ومطاعم مميزة.
أما جزيرة غوزو (غودش) الريفية تقع إلى الشمال من جزيرة مالطا على بعد نصف ساعة بالعبّارة.
وتمثل الجزء الهادئ من مالطا، بما تتميز به من سواحل وعرة وقرى خاملة وحرف تقليدية.
تشمل معالم غوزو السياحية الجديرة بالزيارة: "القلعة" Citadella، ومعابد "غانتيجا" Ġgantija التي تعود إلى ما قبل التاريخ، و "ضريح تابينو" ta'Pinu Sanctuary، و "نافذة دويجرا" Dwejra.
الأنشطة الترفيهيّة في مالطا.. الغوص والغطس في البحر الأبيض المتوسط
مالطا محاطةٌ بمياه البحر الأبيض المتوسط، الشهيرة بنقائها ودفئها على مدار السنة، وهو ما يجعلها إحدى أكثر الوجهات شعبية في العالم بين ممارسي الغوص والسباحة تحت الماء.
تتيح الشعاب المرجانية والكهوف وحطام السفن القديمة في الأرخبيل وفرةً من التكوينات الجذّابة للغواصين، سواء أكانوا مبتدئين أم متقدمين، وتلبّي رغبتهم في الاستكشاف.
والواقع أن هناك كثيراً مما يمكن رؤيته وفعله تحت سطح البحر، ويمكن الوصول إلى العديد من مواقع الغوص الرائعة القريبة مباشرة من الشاطئ، دون الحاجة إلى قارب للوصول إليها على الإطلاق.
وبلا شك، تعد أكبر نقطة جذب للغواصين هي منطقة "الثقب الأزرق"، التي تقع قبالة الساحل الغربي من غوزو (غودش)، وهي إحدى الجزر التي يتكون منها "أرخبيل مالطا".
الإبحار في عُباب البحر الأزرق أو استكشاف الجزر بالدراجة
بإمكانك استئجار القوارب والمراكب الشراعية وهو ما يتيح لهم قضاء يوم أو أسبوع لاستكشاف الجزر التي تتكون منها البلد، وكثير من أنحاء تلك الجزر غير مأهول بسكان، ونادراً ما يزوره أحد.
يمكن لتجارب الإبحار في مالطا أن تساعدك في الاستسلام للبحر، والاستمتاع بالمياه الرقراقة الموجودة قبالة الساحل، والرحلات المتوفرة على مدار اليوم والليلة.
كما يعد ركوب الدراجات الهوائية في طرق مالطا ممارسة شائعة، ولما كانت الجزيرة ليست كبيرة إلى حد كبير، فمن السهل الوصول إلى أي مكان بالدراجة.
التنزه في ريف مالطا
إذا كنت تبحث عن تمديد عضلاتك واستعادة نشاطك والخروج في نزهة، فإن مالطا والجزر المجاورة لها فيها كثير من الدروب والمسارات التي توفرها لك.
وقد ستأخذك بعض تلك الجولات فيها خلال منحدرات تخطف الأنفاس، حول شواطئ ذات مناظر خلابة، أو أخاديد عميقة مدهشة.
في الوقت الذي يفضل آخرون فيه التجول في القرى الهادئة، حيث تحيط بهم مجموعة متنوعة من المواقع التاريخية، وعبر تلال منحدرة تطل على البحر.
سواء أكنت تبحث عن رحلة ليوم واحد أم رحلة سفاري أطول، فهناك كثير مما يمكن استكشافه في الجزر المالطية.
وتشمل الطرق التي تشيع الرحلات فيها:
مسافة 5 أميال سيراً على الأقدام خلال "خليج رامله" في غوزو، والذي يضم آثاراً قديمة ومعالم سياحية يمكنك التجول فيها واستكشافها.
حلقة البحيرة الزرقاء Blue Lagoon Loop في جزيرة "كمونة" Comino، والتي تأسر زائريها بمياهها النقية التي تتصف بالزرقة التي يحملها اسمها.
تسلق الصخور
تتمتع مالطا بمنحدرات شاهقة وتلال صخرية، تجعل منها وجهةً رائعةً لمتسلقي الصخور، ليس فقط للقادمين من أوروبا، بل ومن جميع أنحاء العالم.
حتى إن هناك أكثر من 1300 موقع معروف ومحدد للتسلق في جميع أنحاء الجزر، وهو ما يتيح كل أنواع التسلق بدءاً من طرق المبتدئين البسيطة، إلى الصخور شديدة الصعوبة والانحدار، والتي تمثل تحدياً حتى لأفضل المتسلقين.
تجربة الشعور بالخطر من خلال رياضة الانزلاق على الحبال
إذا كنت لم تخض تجربة الانزلاق على الحبال من قبل أو كنت خضتها وتريد التجربة مرة أخرى، فإن مالطا تعد مكاناً رائعاً لخوض تلك المغامرة فيها.
إذ تضم الجزيرة عدة خيارات مختلفة لأولئك الذين يتطلعون لتجربة الشعور بالخطر والحصول اندفاعة للأدرينالين في أجسامهم، وتشمل أماكن مثل Valletta 300، وMosta 250.
وترتفع كثير من الأماكن المحلية التي تتيح ممارسة رياضة الانزلاق على الحبال، إلى ارتفاعات كبيرة خلال أودية أو مضائق مفتوحة بين الجبال، حيث الإحساس الهائل بالعلو والسرعة، وحيث الشعور بالخطر يقتحم كل ذرة في كيانك.
ومع ذلك، فإنك بمجرد الانتهاء من تلك المغامرة السريعة والمثيرة، سترغب في تجربتها من جديد، وفي مالطا سيتوفر لك التمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة حيثما تفعل ذلك.
تعلم الطيران
يتطلب الحصول على ترخيص بالطيران قضاءك ساعات وساعات من التدريب في قمرة القيادة والفصول الدراسية، لتعلم التحديات والتفاصيل المعقدة المتعلقة بالتعامل مع طائرة حديثة.
لكن في مالطا، يمكنك تولي الجلوس إلى لوحة التحكم في الطائرة خلال رحلتك التجريبية الأولى، لتخوض تجربة الشعور بما يتطلبه الأمر لتصبح طياراً حقيقياً.
وبفضل مناخها الرائع على مدار السنة، تعد مالطا مكاناً ممتازاً لتعلم الطيران.
بالطبع، لن يكون هناك وقت كاف للزائرين لكي يحصلوا على رخصة طيران كاملة بالفعل، لكن سيمكنك في أول محاولة طيران تجريبية لك أن تحصل على فرصة التحكم في طائرة، والمناورة بها في السماء.
الطقس والمناخ في مالطا
الصيف عادة ما يكون متوسطياً: حاراً وجافاً ومشمساً للغاية. وتضفي نسائم البحر برودةً في بعض الأحيان، قد تحول رياح "السيروكو/الشهيلي" الآتية من إفريقيا الجزرَ إلى فرنٍ من فرط سخونتها، ويلجأ السكان إلى الشواطئ، أما الشتاء فهو معتدل.
ورشّحت مجلة International Living مؤخراً مالطا مكاناً مناسباً للتقاعد:
تحتل مالطا المرتبة الثالثة في أوروبا في فئة المناخ، وتتمتع بمناخ البحر الأبيض المتوسط من الصيف الحار والشتاء المعتدل.
أسعار بطاقات الطيران إلى مالطا من الدول العربية
مالطا مرتبطة بشبكة جيدة من المواصلات مع بقية أوروبا. وتشغّل شركة "طيران مالطا" Air Malta رحلات دائمة إلى الوجهات الأوروبية المختلفة.
فمثلاً بإمكانك حجز تذكرة واحدة من فئة الاقتصادية من مطار الدوحة إلى مطار مالطا الدولي بسعر يبدأ من 500 $ فقط، والسعر لن يختلف كثيراً من بقية الدول الخليجية، أما من دول المغرب العربي فلن يتجاوز سعر البطاقة 200$.
نبذة مختصرة عن تاريخ مالطا
تعود هياكل مالطا المغليثية إلى نحو 3800 قبل الميلاد. وهي فريدة من نوعها، إذ تمثل أحد أقدم الهياكل القائمة بذاتها على وجه الأرض، وأقدمها مجمع معابد "غانتيجا" Ġgantija الذي يقع في جزيرة غوزو.
وصل الفينيقيون إليها في 800 قبل الميلاد، وبقوا لمدة 600 سنة، قبل أن ينتزعها الرومان ويضمّوها إلى الإمبراطورية في عام 208 قبل الميلاد.
ويعتقد على نطاق واسع أن الرسول بولس غرق عند سواحل مالطا في عام 60 ميلادياً (ومع ذلك، فإن ثمة اختلافاً حول ذلك بين علماء الكتاب المقدس اليوم).
وصل العرب من شمال إفريقيا نحو عام 870، جالبين معهم بذور الحمضيات، والقطن، وبعض لغتهم.
ثم أخرج الغزاة النورمان القادمون من صقلية العربَ منها بعد 220 عاماً، وسيطروا على مالطا لمدة 440 عاماً، حتى منح الإمبراطور الإسباني السيادةَ على الجزرِ لفرسان القديس يوحنا، مقابل مركبين مالطيين يؤديانها كإيجار إليه سنوياً.
على مدار الـ250 عاماً التالية أو نحو ذلك، تمكن الفرسان من حماية أوروبا من الأتراك، لكن تلك القوة والشهرة كلها أفسدتهم، وتحول كثير منهم إلى القرصنة.
وصل نابليون في عام 1798، ليأخذ الجزر من الفرسان الذين كانوا قد أصبحوا في حالة رثة، لكن البريطانيين قلبوا الطاولة على الفرنسيين وطردوهم منها.
وأصبحت مالطا مستعمرة بريطانية في عام 1814، وحولها البريطانيون إلى قاعدة عسكرية رئيسية.
ولم تحصل مالطا على حكم ذاتي كامل حتى عام 1964، ثم غزاها الشيوعيون فترة من الزمن، ونجحت مالطا في الانضمام حديثاً إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2004.