تعترف منظمة الصحة العالمية بحالة نقص فيتامين "ب 12" باعتبارها مشكلة صحية عالمية تؤثر على الملايين. ويتميز نقص فيتامين "ب 12" بأعراض متعددة، مثل التعب الشديد، ونقص الطاقة، وضعف العضلات، ومشاكل في الذاكرة، كما قد تتسبب في أمراض أكثر خطورة.
دعونا الآن نتعرّف أكثر على فيتامين ب 12 او فقر الدم الخبيث، وأضراره على الصحة، وكيفية العلاج.
ما هو فيتامين "ب 12″؟
فيتامين "ب 12" عنصر غذائي أساسي، لا يمكن لجسمك إنتاجه من تلقاء نفسه، لذلك تحتاج إلى الحصول عليه من نظامك الغذائي أو المكملات الغذائية.
ويعرف فيتامين "ب 12" باسم الكوبالامين، وهو فيتامين قابل للذوبان في الماء موجود في المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان. الأشخاص الذين لا يستهلكون المنتجات الحيوانية بانتظام معرضون لخطر النقص في "ب 12". لتقليل هذا الخطر يُنصح النباتيون بتناول ما لا يقل عن ثلاثة ميكروغرامات من "ب 12" يومياً من خلال الأطعمة المدعمة، أو عن طريق تناول مكملات "ب 12" منتظمة.
يساعد فيتامين "ب 12" في الحفاظ على صحة أعصابك ودعم إنتاج الحمض النووي وخلايا الدم الحمراء، وكذلك الحفاظ على وظائف المخ الطبيعية.
ما هو فقر الدم الخبيث، وعلاقته بفيتامين "ب 12″؟
في حين أنَّ بعض حالات النقص في فيتامين "ب 12" ناتجة عن النظام الغذائي، فإن السبب الأكثر شيوعاً لانخفاض مستويات "ب 12" في جميع أنحاء العالم هو اضطراب المناعة الذاتية، المعروف باسم فقر الدم الخبيث.
يجعل فقر الدم الخبيث من الصعب على الأشخاص معالجة فيتامين "ب 12″؛ لأن الجهاز المناعي يؤثر على عمل الخلايا الجدارية المهمة في المعدة. هذه الخلايا تنتج بروتيناً يسمى "intrinsic factor"، وهو ضروري لامتصاص الفيتامين.
الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم الخبيث ينتجون أجساماً مضادة للعامل الداخلي، الذي يدمر أي بروتين intrinsic factor يتم إنتاجه. وهكذا، ومن دون أي بروتين يرتبط بالطعام تنعدم القدرة على استخراج أي فيتامين "ب 12".
من دون فيتامين "ب 12″، لا يستطيع الجسم إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء الصحية. يمكن أن يكون سبب هذه الحالة أيضاً ضعف بطانة المعدة الذي قد يسببه التهاب المعدة الضموري، والالتهاب المزمن في المعدة.
علامات و أعراض نقص فيتامين ب 12
يصبح الإنسان معرضاً لخطر نقص فيتامين "ب 12" إذا لم يحصل على ما يكفي له من النظام الغذائي، أو أن جسده لا يستطيع امتصاص ما يكفي من الفيتامين بعد تناوله.
لسوء الحظ، قد تستغرق أعراض نقص فيتامين "ب 12" سنوات لتظهر، ويمكن أن يكون تشخيصها معقداً. ولكن هناك بعض الأعراض والعلامات التي توضح نقص فيتامين "ب 12" في الجسم، وتشمل:
– اللون الشاحب واصفرار الجلد
غالباً ما يبدو المصابون بنقص فيتامين "ب 12" شاحبي اللون، ويعانون من اليرقان، وهو اصفرار الجلد وبياض العين، ويحدث هذا العرض نتيجة مشاكل في إنتاج خلايا الدم في الجسم.
– الضعف والتعب
نتيجة ضعف إنتاج خلايا الدم الحمراء، بسبب نقص فيتامين "ب 12″، لا يمكن للدم نقل الأكسجين بكفاءة على جميع خلايا الجسم، مما يتسبب في حدوث التعب والإرهاق. وعادة ما يحدث هذا بسبب مرض المناعة الذاتية وفقر الدم الخبيث.
– الشعور بالوخز
يلعب فيتامين "ب 12" دوراً مهماً في إنتاج المايلين، الذي يعزل أعصابك وهو أمر مهم لوظيفة الجهاز العصبي. ولذا يعد الإحساس بالوخز علامة شائعة على احتمال تلف الأعصاب في نقص فيتامين "ب 12".
– تغيرات الحركة والمشي
إذا لم يتم علاجه، فإن الأضرار التي لحقت بالجهاز العصبي بسبب نقص ب 12 يمكن أن تسبب تغييرات في طريقة المشي والتحرك.
– التهاب اللسان وقرح الفم
عند الإصابة بالتهاب اللسان يتغير شكله ولونه، ويصبح أحمر اللون ومتورماً ومؤلماً. يمكن للالتهاب أيضاً أن يجعل اللسان ناعم المظهر، حيث إن جميع المطبات الصغيرة على اللسان والتي تحتوي على براعم ذوقك تمتد وتختفي. وقد يسبب نقص فيتامين ب 12 الإصابة بتلك الحالة.
– الدوار وضيق التنفس
فقر الدم الناجم عن نقص فيتامين "ب 12" يمكن أن يجعل بعض الناس يشعرون بضيق التنفس والدوار. يحدث هذا عندما يكون الجسم غير قادر على نقل كمية كافية من الأكسجين إلى جميع خلاياه.
– اضطراب الرؤية
في حالات نادرة، يمكن أن يؤثر تلف الجهاز العصبي الناجم عن نقص "ب 12" على العصب البصري، مما يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية أو اضطراب.
عوامل خطر الإصابة بنقص فيتامين ب 12
قد تكون أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين "ب 12" إذا كان لديك:
– يؤثر فقر الدم الخبيث على الأشخاص من جميع الأعمار، ويمكن أن تبدأ الأعراض في أي وقت، ولكنها أكثر شيوعاً لمن تزيد أعمارهم عن 60 عاماً. ويعود السبب في هذا أن احتمالية إصابة الفرد بالتهاب المعدة الضموري التي تضعف جدار المعدة تزداد مع تفدم العمر، مما يزيد من خطر الإصابة بنقص فيتامين "ب 12".
– فقر الدم الخبيث، مما يجعل من الصعب على الجسم امتصاص فيتامين "ب 12".
– الحالات التي تؤثر على الأمعاء الدقيقة، مثل مرض كرون أو مرض الاضطرابات الهضمية أو نمو البكتيريا أو الطفيليات.
– اضطرابات الجهاز المناعي، مثل مرض غريفز أو الذئبة.
– عند تناول بعض الأدوية التي تتداخل مع امتصاص "ب 12". ويشمل ذلك بعض الأدوية التي تعالج حرقة المعدة، بما في ذلك مثبطات مضخة البروتون (PPIs) مثل رابيبرازول، وأوميبرازول، وإيسوميبرازول، وبعض أدوية السكري مثل الميتفورمين.
– يمكنك أيضاً الحصول على نقص فيتامين "ب 12" إذا كنت تتبع نظاماً غذائياً نباتياً ولا تأكل أي منتجات حيوانية، بما في ذلك اللحوم والحليب والجبن والبيض.
مصادر الحصول على فيتامين "ب 12"
بما أن الجسم لا يصنع فيتامين "ب 12″، فيتعيّن عليك الحصول عليه من الأطعمة الحيوانية أو من المكملات الغذائية. ويجب عليك القيام بذلك بشكل منتظم، لأن جسمك لا يخزن فيتامين "ب 12" لفترة طويلة.
تشمل المصادر الحيوانية الغنية بفيتامين "ب 12" منتجات الألبان والبيض والأسماك واللحوم والدواجن.
كيفية علاج نقص فيتامين "ب 12"
عندما ينجم نقص فيتامين "ب 12" عن سوء التغذية، يتم علاجه عن طريق وصف أقراص B12 أو حقن الهيدروكسوكوبالامين. بمجرد تصحيح النقص، يمكن إدارة المستويات عن طريق تغيير النظام الغذائي أو تناول مكملات بانتظام.
من المحتمل أن يتناول كبار السن الذين يعانون من نقص فيتامين "ب 12" مكملات "ب 12" يومياً، أو فيتامينات متعددة تحتوي على "ب 12″، ومع ذلك فإن العلاج مدى الحياة حتمي للأشخاص الذين يعانون من فقر الدم الخبيث.