يعتقد البعض أن البكاء دليل على الضعف، فيما يرى آخرون أنه البكاء جيد للصحة وطريقة مفيدة لتخفيف حدة التوتر لدينا، فهل هناك حقائق علمية تدعم هذا الاعتقاد؟
في دراسة جديدة نُشرت في المجلة العلمية (Emotion)، كشفت أن البكاء من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي على صحتك، بحسب ما ذكر موقع Forbes.
وأوضح الباحثون القائمون على الدراسة، أنه خلال التجربة، طُلب من المشاركين مشاهدة مقاطع فيديو حزينة من ثم وضع أيديهم في ماء مثلج، ولاحظ الباحثون أن أولئك الذين بكوا خلال مشاهدة المقاطع، تعامل جسمهم مع الماء المثلج أفضل مقارنة بغيرهم.
وأشار الباحثون إلى أن المجموعة التي بكت، كان معدل التنفس لديها والتحمل خلال التجربة أكبر مقارنة بالآخرين.
وتبين أن البكاء يعمل كآلية تساعد الجسم في التأقلم والشفاء، وقد يعود السبب في ذلك إلى التغييرات النفسية التي تحدث خلال البكاء.
حيث يعتقد أن البكاء يساعد في تخليص الجسم من السموم، كما يعمل على التقليل من التوتر والأمور النفسية الصعبة.
وخلال التجربة، أكد الباحثون أن النساء أكثر عرضة للبكاء من الرجال، وبعد فحص مستويات الكورتيزول لدى المشاركين، وجدوا أن أولئك الذين بكوا، كان معدل التنفس ونبضات القلب طبيعية أكثر لديهم مقارنة بغيرهم.
وفي المخلص، أفاد الباحثون بأن التأثير قد يختلف من شخص لاخر، إلا أنه بشكل عام قد يكون البكاء جيداً للصحة النفسية والجسدية.
البكاء جيد للصحة
في دراسةٌ علميّة مثيرة للاهتمام تشيرُ إلى أنّ التركيبة الكيمائيّة للدموع مختلفة، تبين أن هنالك الدموع العاطفيّة، والتحسسيّة الناتجة من التعرّض للغبار.
وتشيرُ الدراسة إلى أنّ الدموع العاطفيّة تتكوّنُ من نسبة عالية من هرمونيْ البرولاكتين والآي سي تي إتش، ويُفرَزُ هذان الهرمونات في الدم عندما يتعرّضُ الشخص للضغط، ممّا يجعل البكاء وسيلة جيّدة ليتخلص الجسم من الضغط وهذه الموادّ.
وأشارتْ الدراسة إلى أنّ نسبة بكاء النساء أعلى منها عندَ الرجالِ بما يقارب 5 أضعاف؛ بسبب وجود هرمون البرولاكتين لدى النساء بكميّات أكبر مقارنةً بها لدى الرجال.
وهو الهرمون نفسه المسؤول عن إفراز الحليب لدى النساء.
وقال الدكتور فري، وهو من أشهر الباحثين حولَ أهميّة البكاء، إن الحزن هو المسؤول عمّا يزيدُ عن نصف معدّلات الدموع التي يذرفُها البشر، ومشاعر الفرح مسؤولة عن حوالي 20% منها فقط، وتعتبرُ مشاعر الغضب العامل الثالث لذرف الدموع.
9 أسباب تجعل البكاء مفيداً لصحتك
وجد الباحثون بحسب موقع The health site أن البكاء بإمكانه أن يفيد كلاً من جسمك وعقلك، وتبدأ هذه الفوائد عند الولادة، مع صرخة الطفل الأولى.
1-مطهر لسموم الجسم: تختلف الأسباب ذرف الدموع، فمنها ما هو رد فعل لحماية العين من أي أجسام غريبة تدخل إليها كالغبار والدخان، ويحتوي هذا النوع من الدموع على 98% من الماء، بينما تحتوي الدموع العاطفية على هرمونات التوتر وغيرها من السموم التي يخلصك البكاء منها.
2-يساعد على تهدئة الذات: من أفضل الآليات لتهدئة النفس هو البكاء حيث يعمل على تنشيط الجهاز العصبي السمبتاوي، الذي يساعدك على التحمل ويهدئ الأعصاب، وهذا قد يستغرق بضع دقائق بعد ذرف الدموع.
3-يخدع الألم: البكاء لفترات طويلة يطلق الإندروفين من الجسم، وهو هرمن يساعد على تخفيف الألم الجسدي والعاطفي.
4-يحسن المزاج: يساعد البكاء على رفع المعنويات وبخاصة النشيج حيث تساعد الأنفاس السريعة وبخاصة في الهواء الطلق على خفض درجة توتر الدماغ، مما يريح العقل والجسم.
5-يجلب لك الدعم: يساعد البكاء على بناء شبكة الدعم الاجتماعي الخاصة بنا، فهو وسيلة للإعلان عن حاجاتنا للدعم من أجل الحصول على الراحة والرعاية من الآخرين، وهذا ما نفعله بمجرد قدومنا للحياة.
6-يساعد على التعافي من الحزن: الجميع يمر بالحزن بطرق ولأسباب مختلفة، والبكاء يساعدنا على معالجة الأمور وتقبلها، من المهم أن لا يسيطر البكاء على مسيرة حياتنا اليومية، وإلا كان ذلك مؤشرا لحاجتنا اللجوء لطبيب.
7-يعيد التوازن العاطفي: في بعض الأحيان نبكي لأسباب مختلفة كالخوف أو السعادة المفرطة، والبكاء يخفف من تأثير هذه المشاعر القوية على جسدنا وعقلنا.
8- يساعد الطفل على التنفس: عند خروج الطفل من الرحم تساعد الصرخة الأولى له الرئتين على التكيف مع الحياة في العالم الخارجي، ويساعد أيضا على التخلص من أي سوائل إضافية في الرئتين والأنف والفم.
9-يساعد في نوم الأطفالالرضع ثبت أن ترك الأطفال يبكون وقت النوم لعدة دقائق قبل تهدئة الوالدين لهما، يزيد من طول فترة النوم ويقلل عدد المرات التي يستيقظ فيها الرضع خلال الليل.