عندما تذهب لطبيب الأسنان كي تُجري فحوصاتٍ، ويسألك عن مدى اهتمامك بنظافة أسنانك، فإنَّ كلَّ ما سيتطرَّق لذهنك هو أنه يسألك إذا كنت تغسل أسنانك بالفرشاة بشكل يومي أم لا.
بعض الناس ينظفون أسنانهم بالفرشاة مرتين يومياً، كما توصي جمعية طب الأسنان الأمريكية (ADA)، لكنَّ عدداً كبير جداً من الأشخاص يهملون استعمال خيط الأسنان، ولو لمرة واحدة على الأقل يومياً.
ما لا يدركه الكثيرون هو أن هذه الخطوة تلعب دوراً مهماً في صحة الأسنان، واستخدام خيط الأسنان ضروري جداً لحمايتك من أمراض عدة.
ولكن إذا كنت لا تزال غير مقتنع بأنه يجب عليك استعمال الخيط لتنظيف أسنانك ضمن روتينك اليومي، فلدينا عدة أمثلة سنذكُرها لك لإثبات أنَّ الخيط مهم للغاية:
التنظيف بالخيط أكثر فاعلية من التنظيف بالفرشاة
بخلاف فرشاة الأسنان، التي تقوم بتنظيف الأسطح الخارجية للأسنان واللثة، يعتبر الخيط منظفاً بين الأسنان.
إنَّه مصمَّم خصيصاً لتنظيف المساحات الضيقة بين الأسنان، والفجوة بين قاعدة الأسنان واللثة، هذه أماكن لا تستطيع فرشاة الأسنان الوصول إليها.
وعلى الرغم من أن غسول الفم المضاد للميكروبات يمكن أن يقتل البكتيريا التي تشكل البلاك، فإنه لا يستطيع إزالة الجير العنيد وقِطع الطعام التي يمكن أن تتواجد في هذه الأماكن.
الوقاية من الأمراض
تشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أنَّ العناية المناسبة بالأسنان -بما في ذلك الاستعمال المنتظم لخيط الأسنان- لا تُسهم في الحفاظ على ابتسامتك جميلة وصحية فقط، فالفم الصحي والسليم يسهم أيضاً في الوقاية من الأمراض الأكثر خطورة، التي قد تهدد الحياة.
يمكن أن يكون لأمراض الأسنان واللثة آثار تتجاوز الأسنان المشوهة أو رائحة الفم الكريهة، فقد أظهرت الأبحاث المستفيضة أن البكتيريا التي تزدهر في الفم غير الصحي، يمكن أن تُلحق الضرر ببقية الجسم، وقد تؤدي لأمراض القلب والسكري وأمراض الجهاز التنفسي.
في عام 2003، بدأت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الدعوة إلى مبادرات الصحة العامة لمعالجة صحة الفم، كخطوة نحو معالجة هذه الأمراض التي يمكن أن تهدد الحياة.
يحمي اللثة
الأماكن التي تلتقي فيها اللثة والأسنان هي المكان الذي يلعب فيه الخيط دوره الرئيسي، يمكن أن تتراكم جزيئات صغيرة من الطعام والبلاك في هذه المنطقة، ومع مرور الوقت يمكن للجير أن يؤدي إلى التهاب منتفخ محمر يسمى التهاب اللثة.
يسمح لك تنظيف أسنانك بالخيط بإزالة البلاك (الذي يُسبب الجير) عندما يكون في شكله المبكر لزجاً وناعماً وليناً.
اللثة الحمراء المتورِّمة تمثل المرحلة الأولى من أمراض اللثة، وفي حالة ترك الجير والبلاك من دون تنظيف، يمكن أن ينتشرا بشكل أعمق تحت خط اللثة، مما يُسبب مرض اللثة الحاد الذي يتميز بالالتهاب الحادّ وفقدان الأسنان والعظام في النهاية.
توفير الأموال
في العصر الذي نعيشه، ترتفع تكاليف الرعاية الصحية كثيراً، لذلك عليك أن تتخذ خطوات لخفض النفقات الطبية الخاصة بك. ووفقاً للبحث الذي أجراه مشروع صحة الأسنان للأطفال (CDHP)، يمكن للعناية بالأسنان أن تجنّبك دفع أموال طائلة، تكلفة علاجك، ناهيك عن الانزعاج الذي يُصيب المريض جراء أعراض علاجات الأسنان، مثل: التورمات، وانتفاخات الفم، والتحسس من الطعام أحياناً، ونزيف اللثة.
يستغرق التنظيف بالخيط بضع دقائق يومياً، ويضيف القليل إلى تكلفة معجون الأسنان وفرش الأسنان وغسول الفم. إنها خطوة بسيطة يمكن أن تكون لها آثار كبيرة على صحتك على المدى الطويل.