يحدث قصور/فشل القلب، الذي يُسمَّى أحياناً بفشل القلب الاحتقاني، عندما لا تضخُّ عضلةُ القلبِ الدمَ كما ينبغي لها، في بعض الحالات، مثل ضيق الشرايين في القلب، أو الارتفاع في ضغط الدم، تؤثر في القلب تدريجياً، فتجعله ضعيفاً لدرجة تؤثر في قدرته على الامتلاء بالدم وضخِّه بفاعلية.
يمكن للعلاج أن يُحسِّن من علامات قصور القلب وأعراضه، ومساعدتك في العيش لفترة أطول، كذلك فإنَّ التغييرات في نمط الحياة تكون هامة للغاية في التعامل مع هذا المرض، ستجد هنا كلَّ ما تحتاج إلى معرفته عن مرض قصور القلب، وأعراضه، وكيف يمكن التعامل معه.
ما هو قصور القلب؟
قصور القلب هو مرض يحدث بسبب عجز القلب عن ضخِّ كمية كافية من الدم إلى الجسم، ودون تدفق الدم الكافي يتم تعطيل جميع وظائف الجسم الرئيسية.
في بعض الأشخاص الذين يعانون من قصور القلب يجد القلب صعوبةً في ضخِّ ما يكفي من الدم لدعم أعضاء أخرى في الجسم، قد يعاني أشخاص آخرون من تصلُّب عضلة القلب نفسِها، وهو ما يمنع أو يُقلل من تدفق الدم إلى القلب.
يمكن أن يؤثر قصور القلب على الجانب الأيمن أو الأيسر من القلب، أو كليهما في نفس الوقت، كما يمكن أن يكون إما حالة حادة/قصيرة الأجل، أو مُزمنة/مستمرة.
في حالة قصور القلب الحاد، تظهر الأعراض فجأة، ولكنها تزول بسرعة إلى حدٍّ ما، هذه الحالة غالباً ما تحدث بعد نوبة قلبية، وقد تكون أيضاً ناتجة عن مشكلة في صمامات القلب التي تتحكم في تدفق الدم في القلب.
أما في حالة فشل القلب المزمن، فتستمرُّ الأعراض ولا تختفي بمرور الوقت.
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فالنساء هنَّ الأكثر عرضة للوفاة بسبب قصور القلب، عندما تمر الحالة دون علاج، فقصور القلب هو حالة طبية خطيرة تتطلب العلاج، وكلما كان العلاج مُبكراً زادت فرص الشفاء طويل المدى، مع تقليل خطر حدوث المُضاعفات.
ما هي أعراض قصور القلب؟
قد تشمل أعراض قصور القلب ما يلي:
التعب المُفرط، زيادة الوزن المُفاجئة، فقدان الشهية، السعال المُستمر، النبض غير المُنتظم، خفقان القلب، انتفاخ البطن، ضيقاً في التنفس، تورماً الساق والكاحل، جحوظ أوردة العنق، زيادة الحاجة إلى التبول ليلاً، صعوبة التركيز، أو انخفاض درجة الانتباه، ألماً في الصدر إذا كان قصور القلب ناتجاً عن نوبة قلبية.
ما الذي يُسبب قصور القلب؟
يتطور قصور القلب في أغلب الأحيان بعد أن تتسبب حالات أخرى في تلف القلب أو ضعفه، على الرغم من ذلك، لا يتطلب حدوث قصور القلب أن يكون القلب ضعيفاً، يمكن أن يحدث أيضاً إذا أصبح القلب متيّبساً.
في قصور القلب، يمكن أن تصبح حجرتا الضخ الرئيسيتان بالقلب (البطينان) متيبستين ولا تمتلئان بشكل سليم بين النبضات، في بعض حالات قصور القلب، يمكن أن تصبح عضلة القلب تالفة أو ضعيفة، ويتمدد البطينان إلى درجة أن القلب لا يستطيع ضخ الدم بكفاءة إلى كافة أجزاء الجسم، وبمرور الوقت لن يستطيع القلب مواكبة المطالب الطبيعية المُلقاة على عاتقه من ضخ الدم إلى الجسد بأكمله.
غالباً ما يرتبط قصور القلب بمرض آخر، والسبب الأكثر شيوعاً لقصور القلب هو مرض الشريان التاجي (CAD)، وهو اضطراب يُسبب تضييق الشرايين التي تمدّ القلب بالدم والأكسجين، وتشمل الحالات الأخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة بقصور القلب ما يلي:
1- اعتلال عضلة القلب، وهو اضطراب في عضلة القلب يؤدي إلى ضعف القلب.
2- عيب خُلقي في القلب.
3- الإصابة بنوبة قلبية.
4- مرض صمام القلب.
5- أنواع معينة من عدم انتظام ضربات القلب.
6- ضغط دم مرتفع.
7- انتفاخ الرئة، وهو مرض يحدث في الرئة.
8- داء السكري.
9- فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصورها.
10- فيروس نقص المناعة البشرية.
11- أشكال حادة من فقر الدم.
12- بعض علاجات السرطان، مثل العلاج الكيميائي.
13- إساءة استخدام المخدرات أو الكحول والإفراط في تناولهم.
كيف يتم تشخيص قصور القلب؟
يحتاج الطبيب إلى إجراء فحصٍ بدني للتحقق من وجود علامات جسدية على قصور القلب، على سبيل المثال، قد يؤدي تورُّم الساق ونبض القلب غير المنتظم والأوردة المنتفخة إلى جعل الطبيب يشتبه في الإصابة بقصور القلب على الفور تقريباً، هناك أيضاً بعض الاختبارات التي يمكن للطبيب أن يطلبها، مثل:
1- اختبارات الدم، فقد يأخذ الطبيب عينة من الدم للبحث عن علامات لأمراض يمكن أن تؤثر في القلب.
2- تصوير الصدر بالأشعة السينية، تساعد صور الأشعة السينية الطبيب في معرفة حالة الرئتين والقلب، وقد يستخدم الطبيب أيضاً الأشعة السينية لتشخيص حالات أخرى غير قصور القلب، وهي الحالات التي قد تُفسر العلامات والأعراض التي يُعاني منها المريض.
3- مُخطط ضربات القلب، حيث يتم استخدام الموجات الصوتية لإنشاء صور مُفصلة للقلب، والتي تساعد الطبيب على تقييم الأضرار التي لحقت بالقلب وتحديد الأسباب الكامنة للحالة.
كيف يتم علاج قصور القلب؟
علاج قصور القلب يعتمد على شدة حالة الإصابة، يمكن أن يُحسن العلاج المُبكر الأعراض بسرعة إلى حدٍّ ما، لكن لا يزال يتعين عليك إجراء اختبارات منتظمة كل ثلاثة إلى ستة أشهر، والهدف الرئيسي من العلاج هو زيادة العمر قدر المُستطاع، وتشمل علاجات قصور القلب:
1- الأدوية
قد تتم معالجة المراحل المبكرة من قصور القلب بالأدوية للمساعدة في تخفيف الأعراض ومنع الحالة من التدهور. توصف بعض الأدوية لكي تُحسن قدرة القلب على ضخ الدم، تقليل جلطات الدم، خفض معدل ضربات القلب، إزالة الصوديوم الزائد وتجديد مستويات البوتاسيوم، خفض مستويات الكوليسترول في الدم.
كذلك يجب التحدث دائماً مع طبيبك قبل تناول أي أدوية جديدة، بعض الأدوية محظورة تماماً على الأشخاص الذين يعانون من قصور القلب.
2- العمليات الجراحية
يحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من قصور القلب إلى الجراحة، مثل جراحة الشريان التاجي. خلال هذه الجراحة، سوف يأخذ جراحك قطعة من الشريان الصحيح وإرفاقها في الشريان التاجي المريض، وهذا يسمح للدم بتجاوز الشريان التالف ويتدفق عبر الشريان الجديد.
قد يقترح طبيبك أيضاً جراحة رأب الأوعية، وخلال هذا الإجراء، يتم إدخال قسطرة مع بالون صغير متصل في الشريان المسدود أو الضيق، بمجرد وصول القسطرة إلى الشريان التالف يقوم جراحك بتضخيم البالون لفتح الشريان.
وقد يحتاج الجراح إلى وضع دعامة أو أنبوب سلكي دائم في الشريان المسدود أو الضيق، الدعامة تُبقي الشريان مفتوحاً بشكل دائم، ويمكن أن تساعد في منع المزيد من تضييق الشريان.
يلجأ الطبيب أيضاً إلى عمليات زرع القلب في المراحل النهائية لقصور القلب، عندما تفشل جميع العلاجات الأخرى، أثناء عملية الزرع، يقوم جراحك بإزالة كل قلبك أو جزء منه واستبداله بقلب سليم من متبرع.
3- استخدام الأجهزة لتنظيم ضربات القلب.
يحتاج الأشخاص الآخرون الذين يعانون من قصور القلب إلى أجهزة ضبط نبضات القلب للمساعدة في التحكم في إيقاعات القلب، توضع هذه الأجهزة الصغيرة في الصدر، ويكون بإمكانها أن تُبطئ معدل ضربات القلب لديك عندما ينبض القلب بسرعة كبيرة، أو تُزيد معدل ضربات القلب إذا كان القلب ينبض ببطء شديد، وغالباً ما يُستخدم منظم ضربات القلب جنباً إلى جنب مع الجراحة الالتفافية وكذلك الأدوية.
الوقاية من الإصابة بقصور القلب.
يُعدّ أساس الوقاية من قصور القلب هو الحدّ من عوامل الخطر، ومن بينها: ضغط الدم المرتفع ومرض الشريان التاجي، وذلك عن طريق تغيير نمط حياتك، وبمساعدة أي أدوية لازمة، ومن بين التغييرات الممكن إجراؤها على نمط حياتك للمساعدة في الوقاية من قصور القلب ما يلي:
1- عدم التدخين.
2- السيطرة على بعض الحالات المزمنة بعينها، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.
3- الحفاظ على نشاطك البدني.
4- تناول أطعمة صحية.
5- الحفاظ على وزن صحي.
6- السيطرة على الضغط النفسي وتقليله.