عندما كنت مراهقاً، لا أتذكر أنني رتبت غرفتي يوماً ما، بل كنت مثلي مثل غالبية المراهقين في ذاك العمر أترك صحون الطعام نصف المأكولة جنباً إلى جنب مع جواربي الرطبة تحت التخت.
كما أنني اكتشفت يوماً ما إحدى كنزاتي موجودة فوق الخزانة لأكثر من شهر دون أن ينتبه إليها أحد.
رغم كل ذلك، فإنه كان لدي صديق غرفته بدون أي مبالغة كانت أقرب لما يشبه حظيرة الخنازير.
لا يجد المراهق أن ترتيب غرفته أمر ممتع حقاً!
لا نستطيع أن نلوم المراهق شاباً كان أو فتاة لعدم ترتيب وتنظيف غُرفهم، فبالنسبة لهم التنظيف ليس بالمهمة الممتعة.
عندما نتحدث عن المساحة الشخصية، تكون غرفة النوم هي خطوة الطفل الأولى الحقيقية نحو عالم الملكية الخاصة.
إذا كان يفترض بالغرفة أن تكون خاصتهم، فلماذا ينظمونها حتى وإن لم يرغبوا في ذلك؟ إنها معركة تدور رحاها في كل المنازل، والكثير من الوالدين لديهم على الأقل طفل واحد يفضل العيش في مساحته الخاصة "بطريقته الشخصية".
بشكل عام، إذا لم يكن ابنك المراهق يؤوي القوارض ولا يصنع عن طريق الخطأ متفجرات أو مضادات حيوية من بقايا الأطعمة المتحللة والبكتيريا التي تنمو في غرفة نومه، فيمكنك على الأرجح الاطمئنان إلى أنه لا ينام وسط بيئة صحية يتهددها الخطر.
الأهداف وراء تعليم الأطفال تنظيف غُرفهم، وهي مهارة حياتية مهمة، هي أن يتعلموا الحفاظ على الأشياء مرتبة في أماكنها حتى يتمكنوا من إيجادها عند الحاجة، وأن يضعوا إجراءات معتادة روتينية، وأن ينظموا الأشياء، ويتعلموا المسؤولية تجاه ممتلكاتهم وممتلكات الآخرين.
وجدنا لكِ بعض النصائح لتساعدك في مَهمَتِك وفق موقع Stay at home MUM الأسترالي.
1. كوني مثلاً يُحتذى به
لا تتوقعي من ابنك المراهق أن يخطر بذهنه تنظيف غرفته إذا كانت غرفتكِ أو بقية المنزل يفتقر إلى النظافة.
يستجيب كل الأطفال إلى ما نفعله استجابة أكبر من استجابتهم لما نقوله، ويرون ما نداوم عليه هو المعتاد والطبيعي.
2. اجعلي الأمر مرحاً وملائماً
من عدم الواقعية إخبار ابنك المراهق أنه يجب عليه تنظيف غرفته قبل مغادرة المنزل في خمس دقائق فقط.
اتَّفِقِي مع ابنك على وقت ما سيبذل فيه جهده للتنظيف، وينزع أغطية السرير، ويمسح الأسطح، ويرتب، ويعيد الملابس إلى أماكنها.
اسمحي لهم بالاستماع إلى موسيقاهم وأغانيهم المفضلة، (كلنا نعرف المرح نتيجة الرقص والاستمتاع بالموسيقى أثناء التنظيف) ودعيهم يستمتعون بالوقت بطريقتهم في مساحتهم الخاصة.
3. أشعلي الشرارة الأولى للبدء
افتحي النافذة، أو ضعي سلة للقمامة في منتصف الغرفة، أو ربما قدمي وجبة خفيفة (إذا كانت المهمة كبيرة لهذه الدرجة).
أخرجي كل شيء من تحت السرير، أو ضعي سلة الغسيل في الغرفة ليجمع فيها الملابس المتسخة، أو ضعي صندوقاً ليجمع فيه كل ما لا ينتمي للغرفة.
ضعي المكنسة الكهربائية على الأرض وأي معدات تنظيف على رف يصلون إليه. اشرحي بوضوح ماذا تتوقعين منهم وماذا يعني أن تكون الغرفة نظيفة.
4. دعيهم يقررون بعض الأمور
هي غرفتهم، لكنه لا يزال منزلك. اشرحي لابنك المراهق أنك تتوقعين درجة معينة من نظافة ونظام الغرفة، لكنهم يستطيعون التحكم في كل النواحي الأخرى للغرفة.
دعيهم يختارون شراشف السرير والملصقات على الحائط وألوان الدهانات والزينة واسمحي لهم بإعادة ترتيب الأثاث في الغرفة.
ربما يكون التخلي عن السيطرة على أحد غرف منزلك صعباً، لكن إعطاء طفلك المسؤولية عن المساحة التي يصنعها ربما تدفعه للمحاولة بجد للحفاظ عليها جيدة.
5. احترمي خصوصيتهم
يحتاج المراهقون الخصوصية ويستحقونها، وأيضاً أن تثقي بهم لإتمام المهمة.
في العادة سيكون التهديد بأنك ستدخلين الغرفة وتتولين مهمة تنظيفها أثناء تواجدهم في المدرسة كافياً لمنحهم الدفعة التي يحتاجونها للبدء بأنفسهم! ادخلي من وقت لآخر لتتأكدي من استمرارهم في أداء المهام، وعدا ذلك تحلَّي بالإيمان فيهم.
يكون أحيانا أفضل رهان عندما يأتي الأمر لجعل المراهقين ينظفون غرفهم هو أن تغلقي الباب.
يختار الكثير من الوالدين أن يتركوا المراهقين يتعلمون من أخطائهم، عندما يكون الأمر هو الملابس غير النظيفة والروائح التي لا يمكن تمييزها يختارون تجاهل الفوضى.
يمكن لهذه الطريقة أن تنجح إلا إذا كنتِ تشكين في أن ابنك المراهق يفعل شيئاً غير قانوني أو خطراً على صحته.
في النهاية هو منزلك ويسري فيه قواعدك، وأنتِ الوحيدة التي يمكنها تحمُّل أو تجاهل تلك المرحلة الحتمية من النضج.
6. الحل الشرير
والحل الأخير إذا لم تنجح كل هذه الطرق؟ أخبريهم أنهم لن يحصلوا على كلمة مرور الإنترنت حتى تصبح الغرفة نظيفة!