هل أنت من أولئك الذين يقلقون كثيراً ويفكرون كثيراً؟.. ربما حان الوقت لتغيير عاداتك فقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة يل، أنَّ الإجهاد الفكري المتواصل يُسبب تدهور وخلل في المنطقة من الدماغ المسؤولة عن ضبط النفس.
بينما أجرى موقع TalentSmart بحثاً مع أكثر من مليون شخص، وجد فيه أنّ 90% من ذوي الأداء المتفوق يتمتعون بمهارة عالية في التحكم بانفعالاتهم في أوقات الإجهاد والتوتر لكي يبقوا هادئين ومُسيطرين على زمام الأمور.
لذا، ووفقاً لموقع Ladders الأمريكي، بات واضحاً أن هناك علاقة ما بين تعرضك للإجهاد المستمر وصحتك الذهنية، وكذلك هناك علاقة ما بين قدرتك على التحكم بانفعالاتك عند تعرضك للإجهاد ومدى تفوقك في حياتك على الصعيدين العملي والشخصي.
مخاطر الإجهاد الفكري
يقلل الإجهاد الفكري من أدائك المعرفي، إلى جانب زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والاكتئاب، والسِمنة.
ولكن من حسن الحظ أنَّ هذا الشعور يختلف من شخص لآخر ويمكن التحكم به، ما لم يكن الأمر خارج حدود السيطرة.
يمتلك ذوو الأداء المتفوق استراتيجيات مواجهة وتخطِّي جيدة وقوية يستعينون بها في الظروف العصيبة.
يقلل هذا من مستويات التوتر والإجهاد لديهم بغض النظر عما يُحيط بهم من أحداث، للتأكد من أنَّ الإجهاد الذي يتعرضون له مُتقطعاً وليس مُمتداً.
بعض هذه الاستراتيجيات قد تبدو بديهية، لكن بنفس الوقت لا بد من التنبيه إليها والتركيز عليها للتحكم بالانفعالات الناتجة عن الضغط والتوتر.
إليكم ما يفعله الأشخاص الهادئون المتحكمون بانفعالاتهم:
يُقدِّرون ما لديهم
أن تُكِّرس بعض الوقت للتفكير في ما تشعر بالامتنان له ليس مجرد شيء من الجيد أن تفعله، لكنَّه يُحسِّن حالتك المزاجية كذلك، نظراً لأنه يُقلل من نسبة هرمون الكورتيزول المُصاحب للشعور بالإجهاد بنسبة 23%.
بيَّنت الأبحاث التي أُجريت في جامعة كاليفورنيا أنَّ الأشخاص الذين يعملون يومياً على غرس ثقافة الامتنان تحسن مزاجهم، وتحسنت طاقتهم، وصحتهم البدنية.
يُحتمل أن تكون المستويات المنخفضة من الكورتيزول لعبت دوراً في هذا.
يتجنَّبون طرح سؤال "ماذا لو؟"
تلقي عبارة "ماذا لو؟" بالوقود على نار الإجهاد والقلق وتزيد من حدتهم.
إذ يُمكن أن تذهب الأمور في مليون اتجاه مختلف، وكلما أمضيت المزيد من الوقت في القلق بشأن الاحتمالات، تقلَّص الوقت الذي تقضيه في التركيز على اتخاذ إجراءاتٍ لتُهدئ من روعك وتسيطر على شعورك بالإجهاد.
يُدرك الأشخاص الهادئين أنَّ طرح سؤال "ماذا لو؟" لن يؤدي بهم سوى لمكانٍ لا يرغبون في الذهاب إليه.
يبقون إيجابيين
تساعد الأفكار الإيجابية في جعل الإجهاد مُتقطعاً من خلال تركيز انتباه عقلك على شيءٍ خالٍ تماماً من الإجهاد.
عليك أن تمنح عقلك المنشغل بالتفكير القليل من المساعدة باختيار شيء إيجابي للتفكير فيه.
يسهل عليك فعل هذا حين تكون الأمور على ما يرام، وتكون أنت في حالةٍ مزاجيةٍ جيدة. لكنَّه يصعب حين تتعسر الأمور ويكون عقلك ممتلئاً بالأفكار السلبية.
عليك في تلك اللحظات أن تستعيد ما حدث في يومك وتُحدد شيئاً واحداً إيجابياً، مهما كان صغيراً.
يقضون بعض الوقت بعيداً عن التكنولوجيا
يسهل إدراك كيف يمكن للابتعاد بعض الوقت عن وسائل الاتصال المختلفة مساعدتك في السيطرة على الإجهاد، نظراً لأهمية هذا الأمر، فأنت تتعرَّض لمجموعة كبيرة من الضغوطات حين تجعل نفسك متاحاً للعمل طوال أيام الأسبوع.
فإجبار نفسك على ألا تكون متاحاً أو حتى إغلاق هاتفك تماماً يمنح جسمك فترة استراحة وابتعاد عن مصدر توتر مستمر.
أوضحت الدراسات أنَّ أمراً بسيطاً مثل إيقاف البريد الإلكتروني لفترة يُمكن أن يخفف حدة مستويات الضغط والإجهاد.
لا يفرطون في تناول الكافيين
يزيد تناول الكافيين من إفراز هرمون الأدرينالين، الذي هو مصدر استجابة "الكر والفر"، وهي آلية بقاء تُجبرك على أن تقف وتقاتل أو تكون مستعداً للهروب حين تواجه خطر ما.
لا تتبنَّى آلية الكر والفر التفكير العقلاني من أجل استجابة عاجلة وسريعة.
وهذا أمرٌ رائع حين يطاردك حيوان شرس، لكنَّه ليس بالأمر الجيد حين ترد على رسالة بريد إلكتروني فظَّة.
الإجهاد الذي يُخلِّفه الإفراط في تناول الكافيين أبعد من كونه حالة آنية، إذ أن الكافيين يحتاج وقتاً قبل الخروج من جسمك، وسيعمل على زيادة توترك طيلة هذا الوقت.
يحصلون على قسطٍ كافٍ من النوم
للنوم أهمية كبيرة لتعزيز ذكائك العاطفي والتحكم بمستويات الإجهاد والتوتر.
فحين تكون نائماً، يحدث أن يُعاد شحن عقلك حرفياً بحيث تستيقظ مُنتبهاً وصافي الذهن.
وحين لا تحصل على قسطٍ كافٍ من النوم بطريقةٍ صحية فهذا يحد من قدرتك على التحكم في نفسك، وانتباهك، وذاكرتك.
إذ يرفع الحرمان من النوم مستويات الهرمون المسؤول عن التوتر من تلقاء نفسه، حتى مع عدم وجود عامل ضغط.
يبتعدون عن التفكير السلبي مع أنفسهم
تستلزم السيطرة على الإجهاد التوقف عن التفكير السلبي؛ فكلما زاد انخراطك في الأفكار السلبية، زادت حدَّة تلك الأفكار.
معظم أفكارنا السلبية ليست حقائق ملموسة بل مجرد أفكار، لذا حين تجد نفسك تؤمن بالأفكار السلبية والتشاؤمية التي يُصدرها صوتك الداخلي، فقد حان الوقت لتتوقف عن التفكير بها وتبدأ في تدوينها.
توَّقف حرفياً عما تفعله واكتب ما يجول في خاطرك.
فور أن تتوقف لحظة لتبطئ زخم أفكارك السلبية، ستكون حينها أكثر عقلانية ووضوحاً في تقييم مدى صحة تلك الأفكار.
يُعيدون النظر في الأمور
تُغذي تصوراتنا المشوهة للأمور الإجهاد والقلق.
فمن السهل أن نعتقد بأنَّ مواعيد التسليم غير الواقعية، ورؤساء العمل المُتعسفين، وإزدحام حركة المرور هي أسباب وراء كوننا نشعر بالإجهاد طوال الوقت.
ليس بمقدورك التحكم في الأوضاع أو الظروف الخارجية، ولكن يمكنك التحكم في كيفية استجابتك لها.
لذا قبل أن تمضي وقتاً كثيراً في التفكير في شيءٍ ما والتركيز عليه، خذ وقتك لوضع الأمور في نُصابها الصحيح.
يطلبون المساعدة من الأشخاص الداعمين
رغم كون محاولة مجابهة المشكلات ومعالجتها بنفسك أمراً مغرياً، لكنَّه غير مُجدٍ دائماً.
فأنت بحاجة لأن تتعرف على نقاط ضعفك وكذلك طلب المساعدة حين تحتاجها لكي تكون هادئاً ونشطاً.
وهذا يعني الاستعانة بالأشخاص الداعمين في حياتك حين يُصعب عليك موقف ما ويُشعرك بالانسحاق.
لدى كل فردٍ منا شخص ما في العمل أو خارجه يُسانده، ويشجعه، وعلى استعدادٍ لمساعدته في تحقيق أقصى استفادة من أي موقف أو حالة صعبة يمر بها.
لذا لا تتردد بالاستعانة بهؤلاء الأشخاص.
التعامل مع الأمر بواقعية
إنَّ القلق المُفرط والتمكُّن أمران متعارضان.
وفي أي وقتٍ يغلبك الشعور بالقلق والإجهاد للحد الذي يُقوِّض أداءك، ما عليك سوى اتباع الخطوات المذكورة أعلاه لتتمكن من السيطرة على انفعالاتك.