تم ربط الليكوبين بالعديد من الفوائد الصحية التي تبدأ من صحة القلب إلى الحماية من حروق الشمس وأنواع معينة من السرطانات، ستجد هنا الفوائد الصحية لليكوبين وأهم المصادر الغذائية التي يمكن من خلالها الحصول عليه.
والليكوبين مادة مغذية للنباتات لها خصائص مضادة للأكسدة، وهي الصبغة التي تعطي الثمار الحمراء لونها، مثل الطماطم والبطيخ والجريب فروت الوردي.
الفوائد الصحية لليكوبين
هناك العديد من الفوائد الصحية التي يمكن الحصول عليها من الليكوبين، مثل:
1- الليكوبين له خصائص قوية مضادة للأكسدة
الليكوبين هو أحد مضادات الأكسدة في عائلة الكاروتين، تحمي مضادات الأكسدة جسمك من التلف الناتج عن المركبات المعروفة باسم الجذور الحرة، فعندما تفوق مستويات الجذور الحرة مستويات مضادات الأكسدة، فإنها يمكن أن تخلق ضغطاً مؤكسداً في جسمك، مما يُحدث بعض الأمراض المزمنة، مثل السرطان والسكري وأمراض القلب ومرض الزهايمر.
تُشير الأبحاث إلى أن خصائص مضادات الأكسدة في الليكوبين يمكن أن تساعد في الحفاظ على توازن مستويات الجذور الحرة، وحماية جسمك من بعض هذه الأمراض.
بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الدراسات التي أُجريت على النباتات والحيوانات أن اللايكوبين قد يحمي الجسم من التلف الذي تسببه المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب وأنواع معينة من الفطريات، لذلك يمكن القول إن الليكوبين يوفر الحماية من بعض السموم البيئية والأمراض المزمنة.
2- يحمي من أنواع معينة من السرطان:
تأثير مضادات الأكسدة القوية في الليكوبين قد يمنع أو يبطئ تقدم بعض أنواع السرطان، على سبيل المثال، تُظهر بعض الدراسات أن هذا النوع من المغذيات قد يبطئ نمو سرطانات الثدي والبروستاتا عن طريق الحد من نمو الورم، وتشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أنها قد تمنع نمو الخلايا السرطانية في الكلى أيضاً.
في البشر، تربط الدراسات القائمة على الملاحظة بين المدخولات العالية من الكاروتينات، بما في ذلك الليكوبين، وبين انخفاض خطر الإصابة بسرطان الرئة والبروستاتا بنسبة 32-50%، وقد بحثت دراسة استمرّت 23 عاماً في أكثر من 46000 رجل، العلاقة بين سرطان البروستاتا والليكوبين بمزيد من التفصيل.
وتوصلت الدراسة إلى أن الرجال الذين كانوا يتناولون حصتين على الأقل من صلصة الطماطم الغنية بالليكوبين في الأسبوع أقل عرضة بنسبة 30% للإصابة بسرطان البروستاتا، من أولئك الذين تناولوا أقل من حصة واحدة من صلصة الطماطم في الشهر.
ومع ذلك، وجدت مراجعة أخرى مكونة من 26 دراسة نتائج أكثر اعتدالاً، فقد ربط الباحثون مُدخلات الليكوبين العالية باحتمالات أقل بنسبة 9% للإصابة بسرطان البروستاتا.
3- يُعزز صحة القلب
قد يساعد الليكوبين أيضاً في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب أو الوفاة المبكرة، وبشكل أكثر تحديداً، قد يقلل من التلف الحر الجذري ومستويات الكوليسترول الضار LDL، ويُزيد من نسبة الكوليسترول الجيد.
قد تضيف النسب المُرتفعة من الليكوبين في الدم سنوات إلى حياة الأشخاص المصابين بمتلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الحالات الصحية مثل زيادة ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وزيادة دهون الجسم حول الخصر، ومستويات الكوليستيرول غير الطبيعية أو الدهون الثلاثية، التي تحدث معاً، مما يُزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري.
خلال فترة 10 سنوات، لاحظ الباحثون أن الأفراد الذين يعانون من مرض التمثيل الغذائي والذين لديهم مستويات أعلى من الليكوبين في الدم تقل نسبة خطورة الوفاة المُبكرة لديهم بنسبة 39%.
وفي دراسة أخرى مدتها 10 سنوات، تم ربط النظم الغذائية الغنية بالليكوبين بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، بنسبة تتراوح ما بين 17 إلى 26%، وهناك مراجعة حديثة تربط ارتفاع الليكوبين في الدم بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 31%.
تبدو الآثار الوقائية لليكوبين مفيدةً بشكل خاص لأولئك الذين لديهم مستويات منخفضة من مضادات الأكسدة في الدم، أو مستويات عالية من الإجهاد التأكسدي، وهذا يشمل كبار السن والأشخاص الذين يدخنون أو يعانون من مرض السكري أو أمراض القلب.
4- يحمي من حروق الشمس
يوفر أيضاً الليكوبين بعض الحماية ضد التأثيرات الضارة للشمس، في دراسة واحدة مدتها 12 أسبوعاً، تعرض المشاركون للأشعة فوق البنفسجية قبل وبعد تناول 16 ملغ من الليكوبين من معجون الطماطم، وكانت النتيجة أنه بعد تناول معجون الطماطم كانت ردود فعل الجلد أقل شدة لدى التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
في دراسة أخرى مدتها 12 أسبوعاً، ساعد تناول يومي من 8-16 ملغ من الليكوبين، إما من الطعام أو المكملات الغذائية، في تقليل شدة احمرار الجلد بعد التعرض للأشعة فوق البنفسجية بنسبة 40-50%.
في هذه الدراسة، كانت المكملات الغذائية التي توفر مزيجاً من الليكوبين والكاروتينات الأخرى أكثر فاعلية ضد أضرار الأشعة فوق البنفسجية من تلك التي توفر الليكوبين وحده، ومع ذلك، فإن الحماية التي يوفرها الليكوبين من التلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية محدودة، ولا تعتبر بديلاً جيداً لاستخدام الكريمات الواقية من الشمس.
5- الفوائد المُحتملة الأخرى
يُقدم الليكوبين أيضاً مجموعة من الفوائد الصحية الأخرى، التي تشمل:
تحسين النظر: قد يمنع الليكوبين أو يؤخر تكوين إعتام عدسة العين، ويقلل من خطر الإصابة بالتنكس البقعي، وهو السبب الرئيسي للعمى لدى كبار السن.
قد يُقلل من الألم: قد يساعد الليكوبين في تخفيف آلام الأعصاب، وهو نوع من الألم الناجم عن تلف الأعصاب والأنسجة.
قد يحمي الدماغ: قد تساعد خصائص مضادات الأكسدة في الليكوبين على منع نوبات الصرع وفقدان الذاكرة في الأمراض المرتبطة بالعمر، مثل مرض الزهايمر.
قد يُسهم في تقوية العظام: قد يؤدي تأثير عمل الليكوبين المضاد للأكسدة إلى إبطاء موت خلايا العظام، ويُعزز بنية العظام، ويساعد في الحفاظ على صحة العظام وقوتها.
لكن حتى الآن، لم تتم ملاحظة معظم هذه الفوائد إلا في أبحاث التجارب الصغيرة وأبحاث الحيوانات، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات على البشر قبل الوصول إلى استنتاجات قوية.
أهم المصادر الغذائية للحصول على الليكوبين
تحتوي جميع الأطعمة الطبيعية ذات اللون الأحمر بشكل عام على بعض الليكوبين، فتُعدّ الطماطم (البندورة) من أغنى المصادر للحصول على الليكوبين، ولكن يمكنك الحصول عليه أيضاً من مجموعة من الأطعمة الأخرى مثل: الطماطم المجففة بالشمس: 45.9 ملغ، بوريه الطماطم: 21.8 ملغ، الجوافة: 5.2 ملغ، البطيخ: 4.5 ملغ، الطماطم الطازجة: 3.0 ملغ، الطماطم المعلبة: 2.7 ملغ، البابايا: 1.8 ملغ، الجريب فروت الوردي: 1.1 ملغ، الفلفل الأحمر المطبوخ الحلو: 0.5 ملغ.
لا يوجد حالياً أي كمية يومية موصى بها لليكوبين، ومع ذلك، ومن الدراسات الحالية، يبدو أن تناول ما يتراوح بين 8-21 ملغ يومياً هي الكمية الأكثر فائدة.
مكملات الليكوبين
على الرغم من وجود الليكوبين في العديد من الأطعمة، فإنه يمكنك أيضاً تناوله مُكملاً غذائياً، ولكن عند تناوله كمكمل قد يتفاعل الليكوبين مع بعض الأدوية، بما في ذلك أدوية سيولة الدم وأدوية خفض ضغط الدم.
وجدت إحدى الدراسات الصغيرة أيضاً أن 2 ملغ من مكملات الليكوبين اليومية أثناء الحمل يمكن أن تزيد من خطر المخاض قبل الأوان أو انخفاض الوزن عند الولادة.
تُشير بعض الأبحاث إلى أن الآثار المفيدة لهذه المغذيات قد تكون أقوى عند تناولها من الأطعمة بدلاً من المكملات الغذائية.
المخاطر المحتملة
يعتبر الليكوبين آمناً بشكل عام، خاصةً عندما يتم الحصول عليه من الأطعمة، لكن في حالات قليلة نادرة، يؤدي تناول كميات كبيرة جداً من الأطعمة الغنية بالليكوبين إلى تغير لون الجلد، المعروف باسم ضمور الجلد، ومع ذلك، يصعب تحقيق مثل هذه المستويات العالية من خلال النظام الغذائي وحده.